الحزب الشيوعي الصيني.. سر وحدة الشعب وطاقته وإبداعه
موقع الصين بعيون عربية-
رشيد ازريقو*:
وصلت إلى الصين وأنا لا أعرف عنها الكثير، سافرت إليها عبر الكتب وعناوين الصحف، و الأفلام الوثائقية.. وغيرها من المنتجات الصينية، كالشاي الأخضر الصيني الذي نشربه منذ نعومة الأظافر..
لكن، كل هذا لم يكن كافيا لمعرفة الصين من الداخل، وكيف يعيش شعب المليار بانسجام وتفاهم وانضباط وتناغم تحت مظلة الحزب الشيوعي الصيني، إلا بالعيش بين أبناء هذا الوطن بأمان وطمأنينة، وفهم كيف يدير حياته وشؤونه اليومية بكل تفاصيلها،
ربما عزيزي القارئ تساءلت يوما ما أو وأنت تقرأ هذه الأسطر، كما أتساءل معك أنا أيضا: كيف لأكثر من مليار شخص أن يلتفوا ويصطفوا خلف حزب واحد ويستجيبوا لقراراته وسياساته كخلية نحل؟
فنجاح الحزب الشيوعي الصيني في لم شمل الأمة الصينية على كلمة واحدة وقرار واحد وهدف واحد، هو أنه خلق من رحم الشعب وإلى الشعب ليخدم الشعب، وهذا اتضح جليًّا للجميع عندما بدأت جائحة فيروس كورونا، حيث تم وضع حياة الشعب في المقام الأول ولم يستثنى أحد، وبهذا تمكنت الصين من التحكم المبكر في انتشار فيروس كورونا في عموم البلاد.
فإذا أردت أن تفهم جيّدا مدى ازدهار وتقدم أي حضارة على هذه البسيطة فعليك بدراسة تاريخها أولا.
منذ تأسيس جمهورية الصين الشعبية، مرورا بتنفيذ سياسة الاصلاح والانفتاح، والصين تتقدم بثقة كاملة، وتطوّر من قدراتها الذاتية بخطوات ثابتة ، وتحقق المنجزات العظيمة في شتى المجالات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والعلوم والتكنولوجيا.. والتي لا تعود بالنفع على الشعب الصيني وحده فحسب بل تساهم بشكل أو بآخر في تحقيق الفوز المشترك للبشرية جمعاء، فطرحت الصين مبادرة “الحزام والطريق” كإحياء لطريق الحرير القديم، وإحياء صلة الرحم بين الحضارات والثقافات المختلفة.
ومن أعظم إنجازات الحزب الشيوعي الصيني على مدى المائة عام هو أنه استطاع أن يحقق الاستقرار للشعب الصيني بمختلف قومياته وأعراقه، ليتمتع أبناء بلد التنين بفرص تنموية متكافئة.
الصين لم تنتصر في معركة جائحة فيروس كورونا وحدها، بل انتصرت في المعركة المصيرية التي يقودها الرفيق شي جين بينغ وهي القضاء على الفقر المدقع.
كانت الصين تعد واحدة من أفقر دول العالم على مر سنوات طوال، وكان القضاء على الفقر المدقع أحد أهداف السياسة المهمة التي طرحها الرئيس الصيني شي جين بين، وتعهَّد بتحقيق هدفه بنهاية العام 2020، وتأسيس مجتمع رغيد الحياة على نحو شامل. فبدأت الحكومة الصينية العمل على القضاء على الفقر المدقع في 832 مقاطعة “فقيرة” في أرجاء الصين منذ عام 2014 على الأقل.
وعلى الرغم من الضرر الاقتصادي الذي سببته جائحة فيروس كورونا، لم تتوقف الصين عن هدفها للحد من الفقر، حرصاً على تحقيق هذه “المعجزة الصينية” قبل الاحتفال بمئوية الحزب الشيوعي الصيني.
نجاح الصين في التخلص من معضلة الفقر المدقع يعد بمثابة نموذج يحتذى به، ويمكن أن يقدم مساعدة كبيرة، وأن يرسم خارطة طريق للدول النامية التي تسعى لتحقيق تنمية مستدامة لشعوبها.
هنالك الكثير من الدول النامية تطبق سياسات ومخططات تنموية لا تستجيب مع متطلبات الفئات المستهدفة من مجتمعاتها، مما يهدر الكثير من المال والطاقات والوقت، دون تحقيق أي نتيجة ملموسة على أرض الواقع، مما ينتج عن هذا الفشل المتكرر الكثير من العواقب من بينها الهجرة وعدم الاستقرار الاجتماعي..، وغياب الثقة في مؤسسات الدولة. فعلى الدول التي تسعى إلى النهوض بشعوبها من براثن الفقر المدقع وتحقيق تنمية مستدامة وخضراء توافق تطلعات الشعب برمته، عليها اليوم، مراجعة السياسة التي اتخذتها الصين في شتى المجالات.
أصبحت الصين اليوم بفضل القيادة الحكيمة، من أكبر المجتمعات الرقمية في العالم، حيث التجارة الإلكترونية مزدهرة والدفع الإلكتروني يطغى على التبادلات والمشتريات اليومية البسيطة، والعملة الرقمية التي طرحتها الصين مؤخرا في مدينة “شينجن” جنوب البلاد كمرحلة تجريبية، تعد كإعلان على أن الصين تحقق قفزة نوعية في مجال الذكاء الاصطناعي، وكذلك تدشين مرحلة جديدة في تعزيز الاصلاح والتنمية الاقتصادية والاجتماعية المستدامة.
نعم، أنا من بين المحظوظين الذين يتزامن وجودهم في الصين وهي تحتفل بمرور مائة عام على تأسيس الحزب الشيوعي الصيني، الذي يعد العلامة الفارقة في تطور هذا البلد العظيم. مئوية الحزب الشيوعي الصيني هي بمثابة مدرسة لمراجعة النهضة العظمى، والاسهامات الكبرى التي قدمها بلد التنين للحضارة الانسانية.
من هنا أتقدم بأحر التهاني والتبريكات للشعب الصيني، والحزب الشيوعي الصيني ونواته الرفيق شي جين بين، بمرور مائة عام على تأسيس الحزب، أتمنى له مزيدا من النجاحات والعطاء والتقدم.
بوجودي في الصين لسنوات عديدة عشت وعايشت الرخاء والتطور والاستقرار والأمان الذي يعيشه الشعب الصيني، بفضل السياسات والقرارات الحكيمة للحزب الشيوعي الصيني، الذي يضع رفاهية وحياة الشعب في المقام الأول.
*إعلامي مغربي مقيم في الصين