مقالة : تعاون الصين وقطر في الحافلات الكهربائية شراكة استراتيجية على طريق استضافة مونديال أخضر
عرضت قطر يوم (الثلاثاء) أول دفعة من الحافلات الكهربائية الصينية الخاصة بخدمة بطولة كأس العالم لكرة القدم 2022، ما اعتبره مسؤولون من الجانبين رمزا لبناء طريق حرير أخضر بين البلدين، وشراكة استراتيجية على طريق استضافة أول مونديال محايد للكربون.
وقال السفير الصيني لدى الدوحة تشو جيان، في مقابلة مع وكالة أنباء ((شينخوا)) اليوم خلال حفل الكشف عن الحافلات وتدشين التشغيل التجريبي لمحطة الشحن الكهربائي بشركة النقل العام الوطنية (مواصلات)، إن دخول الحافلات الكهربائية الصينية إلى قطر يعد رمزا مهما للبلدين لبناء طريق حرير أخضر.
وأضاف تشو جيان أنه بالإضافة لتوفير حافلات كهربائية، توصلت شركة (يوتونغ) الصينية، المصنعة لهذه الحافلات، أيضا إلى اتفاقية مع الشركاء في قطر للاستثمار في إنشاء مصانع جديدة لتجميع حافلات الطاقة الكهربائية في المنطقة الحرة بالدولة، لمساعدة الدوحة على استضافة كأس عالم أخضر في عام 2022.
وكانت شركة (يوتونغ) قد وقعت مع (مواصلات) في نوفمبر/ تشرين الثاني العام الماضي، اتفاقية لتقديم مركبات لخدمة بطولة كأس العالم 2022، ستزود بموجبها الشركة الصينية قطر بـ 1002 مركبة خاصة للمونديال من بينها 741 حافلة كهربائية.
كما اتفق الطرفان على إنشاء مصنع لتجميع الحافلات الكهربائية بالمنطقة الحرة في قطر، يصل إجمالي انتاجه السنوي إلى ما يتراوح بين 500 إلى 1000 حافلة كهربائية حسب الخطة.
وذكر السفير الصيني أنه رغم تأثيرات مرض فيروس كورونا الجديد (كوفيد-19) إلا أن التعاون العملي بين الصين وقطر شهد تقدما ملحوظا، اذ أصبحت الصين أكبر شريك تجاري للدوحة العام الماضي، واستمرت في مركزها هذا خلال الربع الأول من هذا العام، وهناك آفاق واسعة للتعاون بين البلدين.
وقال وزير المواصلات والاتصالات القطري جاسم السليطي، إن دخول أول دفعة من الحافلات الكهربائية الصينية إلى الدولة يأتي حرصا على تنفيذ استراتيجية التحول إلى الطاقة النظيفة في قطاع المواصلات وتقليل الانبعاثات الكربونية الصادرة عن المركبات التقليدية وتحسين جودة المناخ العام في دولة قطر.
وأشار السليطي إلى أن أحد أهم أهداف هذه الاستراتيجية يتمثل في دعم عمليات النقل خلال مونديال 2022 لتكون قطر الأولى عالميا في استضافة بطولة كأس العالم “محايدة للكربون” باستخدام المركبات الكهربائية الصديقة للبيئة بجانب التكامل مع أنظمة النقل العام المختلفة.
وتخطط قطر لتحويل نسبة 25 بالمائة من وسائل النقل العام إلى استعمال الطاقة الكهربائية بحلول موعد مونديال 2022 و100 بالمائة في العام 2030.
وأشاد الرئيس التنفيذي لشركة (مواصلات) فهد القحطاني بالتقنيات المتقدمة للحافلات الكهربائية الصينية، وقال لـ ((شينخوا)) إنها ذات معايير عالمية وتغطي جوانب كثيرة، منها نظام التنقل الذكي، وأنظمة التبريد الخاصة بالبطاريات التي تتكيف تماما مع المناخ الحار لدولة قطر، وهذا يعد من أهم التقنيات الرائدة.
ولفت القحطاني إلى أن هناك شراكة عميقة واستراتيجية بين دولة قطر والصين، أثمرت عن وضع حجر أساس لمصنع الحافلات الكهربائية، الذي يعد الأول من نوعه في منطقة الشرق الأوسط، وستسد منتجاته حاجات السوق المحلي مع التصدير إلى بلدان أخرى نظرا لأن مواصفات التصنيع عالمية.
وأكد أن التعاون مع الجانب الصيني يساهم بالتأكيد في الاستدامة وتقليل الانبعاثات في قطر، فاستبدال حافلات النقل العام بحافلات الطاقة النظيفة خلال المونديال سيكون له تأثير كبير في الحد من الانبعاثات، ولنقس على ذلك إذا ما تم استبدال أسطول النقل ككل الذي يتجاوز 4000 حافلة بالحافلات الكهربائية حسب الخطة.
من جانبه، يعتقد نائب مدير نظام التسويق الخارجي لشركة (يوتونغ) بنغ شه، أن كهربة صناعة السيارات والذكاء الاصطناعي وتكنولوجيا الاتصال بالإنترنت والتعاون متبادل النفع هي الاتجاهات الرئيسية في التطور المستقبلي لصناعة السيارات.
وأضاف بنغ لـ ((شينخوا)) أن العديد من البلدان أصدرت جدولا زمنيا للتحول الكامل من السيارات العادية إلى السيارات الكهربائية الخالصة، وتعد الصين من أوائل البلدان التي طرحت خطة كاملة لتنمية صناعة السيارات باستخدام الطاقة الجديدة من حيث الهيكل الصناعي وتوجيه السياسات والبحوث التكنولوجية في رؤية مزاياها على نطاق واسع.
وذكر أن شركة (يوتونغ) رائدة في منتجات وتقنيات وقنوات الطاقة الجديدة، وتجاوز، حتى الآن، إجمالي مبيعات مركبات الطاقة الجديدة بما في ذلك خلايا الوقود الهجينة والكهربائية الخالصة 140 ألف مركبة.
وصنعت (يوتونغ) الحافلات الكهربائية لقطر بطريقة معدلة، حيث عدلت تكنولوجيا بطارياتها وحجمها لتلبية احتياجات التشغيل هنا، فحجم بطاريات حافلات المدينة 350 كيلو وات/الساعة، ما يوفر مسافة سير تبلغ 200 كم بشحنة واحدة، بينما سعة نظيرتها للحافلات الكبيرة 422 كيلو وات/الساعة، ما يوفر مسافة لأكثر من 230 كم بشحنة واحدة.
والبطاريات جميعها مزودة بعوامل أمان أهمها التركيب الكيميائي “ليثيوم أيون فوسفات” الأحدث والأكثر سلامة في أجواء الطقس الحارة، ونظام تبريد سائل فعال لتبريدها حتى عندما تكون الحافلات متوقفة عن العمل.
وجميع الحافلات مجهزة بأجهزة تكنولوجية متطورة يمكنها استشعار أي عطل، وجميع أجزائها الخارجية مجهزة بمواد عازلة عالية الجودة، وسعة مكيفاتها تناسب الطقس المحلي، كما أن أجهزة الشحن تتوافق مع المعايير الأوروبية وتتم إما بتوصيل مقبس الشحن او استخدام لاقط التيار الكهربائي.