شي يحث الأحزاب السياسية العالمية على تحمل مسؤولية السعي لتحقيق رفاهية الشعوب وتقدم البشرية
حث الزعيم الصيني شي جين بينغ يوم (الثلاثاء) الأحزاب السياسية في العالم أجمع على تحمل مسؤوليتها للسعي نحو تحقيق رفاهية الشعوب وتقدم البشرية.
دعا شي، الأمين العام للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني والرئيس الصيني، الأحزاب السياسية إلى تعزيز التعاون لمواجهة التحديات العالمية، منها مرض فيروس كورونا الجديد (كوفيد-19) وعدم المساواة والإرهاب وتغير المناخ.
وفي معرض حديثه في قمة الحزب الشيوعي الصيني والأحزاب السياسية العالمية عبر رابط فيديو في بكين، انتقد شي ممارسات السعي وراء الحصار التكنولوجي وفك الارتباط الاقتصادي، وتسييس الجائحة، و”التلاعب السياسي بغرض تخريب تنمية البلدان الأخرى”، وممارسات “السعي من أجل الهيمنة عبر سياسة التكتلات”.
انعقدت القمة التي جمعت قادة أكثر من 500 حزب سياسي ومنظمة من أكثر من 160 دولة، في وقت وجد فيه المجتمع البشري “نفسه مرة أخرى عند مفترق طرق تاريخي” يؤدي إما إلى مواجهة عدائية أو احترام متبادل، الانعزال وفك الارتباط أو الانفتاح والتعاون، اللعبة الصفرية أو نتائج مربحة للجميع.
وقال شي “الخيار في أيدينا والمسؤولية تقع على عاتقنا”.
مسؤولية الأحزاب السياسية
وقال شي إن الأحزاب السياسية، باعتبارها قوة مهمة وراء التقدم الإنساني، تحتاج إلى تحديد المسار الصحيح للمضي قدما وتحمل مسؤوليتها التاريخية لضمان رفاهية الشعوب وتحقيق تقدم البشرية.
ودعا الأحزاب السياسية إلى تحمل مسؤولية توجيه المسار عبر بناء مصير مشترك للبشرية، وبناء توافق من خلال التمسك بالقيم الإنسانية المشتركة وتعزيزها.
وقال “بشعور قوي بالمسؤولية تجاه مستقبل البشرية جمعاء، نحتاج إلى الدفاع عن القيم الإنسانية المشتركة، وتعزيز التسامح واسع الأفق تجاه فهم الحضارات المختلفة للقيم، واحترام استكشافات الشعوب المختلفة”.
وأضاف أن الأحزاب السياسية بحاجة إلى تحمل مسؤولية تعزيز التنمية من خلال تحقيق منافع أكبر لجميع الشعوب بطريقة أكثر إنصافا.
وفي إشارة إلى أن جميع الدول والأمم لها الحق في فرص التنمية والحقوق على حد سواء، قال شي إنه يتعين على الأحزاب السياسية أن تواجه بشكل مباشر المشكلات الرئيسية مثل فجوة الثروة والتنمية، مع إيلاء اهتمام خاص ورعاية خاصة للدول والمناطق المتخلفة والشعوب الفقيرة.
وحث شي الأحزاب السياسية على المعارضة المشتركة لممارسات السعي وراء الحصار التكنولوجي والفجوة التكنولوجية وكذا فك الارتباط الاقتصادي.
ودعا إلى مزيد من التعاون في معالجة المخاطر والتحديات العالمية، وقال إنه في مواجهة الجائحة، على الأحزاب السياسية العمل معا لسد “فجوة التطعيم” ومعارضة ممارسة تسييس الجائحة أو الوصم الجغرافي للفيروس.
كما دعا الأحزاب السياسية إلى تحمل مسؤولية تحسين الحوكمة عبر تعزيز القدرة على ضمان رفاهية الشعوب.
وقال “الحكم على ما إذا كانت دولة ما ديمقراطية ينبغي أن يصدر من قبل شعبها، ليس من قبل قلة من الآخرين”.
مساهمات الحزب الشيوعي الصيني في العالم
وقال شي إن الهدف الراسخ للحزب الشيوعي الصيني هو إدارة البيت الصيني بشكل جيد وضمان حياة سعيدة لأكثر من 1.4 مليار مواطن صيني، وتعزيز السلام والتنمية للبشرية جمعاء.
وأضاف أن الحزب الشيوعي الصيني سيوحد الشعب الصيني وسيقوده للمضي قدما في التحديث على النمط الصيني لتقديم مساهمات جديدة في مسار بحث البشرية عن طرق التحديث.
وقال إنه لا يوجد نموذج ثابت لمسار التحديث، والطريق الذي يناسب أي بلد يخدمه بشكل جيد.
وأضاف “بتر جزء من القدم لتتناسب مع الحذاء أمر عديم الجدوى”.
وأشار شي إلى أن الحزب الشيوعي الصيني سيوحد الشعب الصيني وسيقوده نحو اتخاذ خطوات شاملة لتعميق الإصلاح والانفتاح لتقديم مساهمات جديدة للتنمية والازدهار المشتركين لجميع دول العالم.
وقال إن الحزب الشيوعي الصيني سيتحمل مسؤوليته بصفته حزبا سياسيا رئيسيا في دولة كبرى لتقديم مساهمات جديدة لتحسين رفاهية البشرية.
ومنذ انعقاد المؤتمر الوطني الـ18 للحزب الشيوعي الصيني، تم انتشال 98.99 مليون مواطن ريفي يعيشون تحت خط الفقر الحالي في الصين من براثنه، ما مكن البلاد من تحقيق هدف الحد من الفقر المنصوص عليه في أجندة الأمم المتحدة 2030 للتنمية المستدامة قبل 10 سنوات من الجدول الزمني المقرر.
وقال شي إن الحزب الشيوعي الصيني يرغب في المساهمة بتقديم مزيد من الحلول الصينية والقوة الصينية في عملية الحد من الفقر في جميع أنحاء العالم.
كما أن الدولة لن تدخر وسعا لدعم التعاون الدولي ضد جائحة كوفيد-19 ولتعزيز إمكانية الحصول على اللقاحات والقدرة على تحمل تكاليفها في البلدان النامية، وستساهم بشكل أكبر في المعركة العالمية ضد تغير المناخ.
وقال شي إن الحزب الشيوعي الصيني سيعمل بنشاط على تحسين الحوكمة العالمية لتقديم إسهامات جديدة للاستجابة البشرية المشتركة للتحديات المشتركة.
وقال “علينا أن نقف معارضين لممارسة الأحادية المتخفية في هيئة التعددية وأن نقول لا للهيمنة وسياسة القوة”.
وأضاف أن “الصين لن تسعى أبدا إلى الهيمنة أو التوسع أو مجال النفوذ”.
وتحدث في القمة رئيس جنوب إفريقيا سيريل رامافوزا، وهو أيضًا رئيس حزب المؤتمر الوطني الإفريقي، و20 من قادة الأحزاب والمنظمات الأخرى المشاركين. واتفقوا مع شي على أن الأحزاب السياسية يتعين أن تتحمل مسؤولية رفاهية الشعوب، وقالوا إنهم مستعدون للعمل مع الحزب الشيوعي الصيني لبناء عالم أفضل.
حضر القمة وانغ هو نينغ، عضو اللجنة الدائمة للمكتب السياسي للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني، ومسؤولون كبار آخرون بالحزب.
كما حضر الحدث أكثر من 10000 ممثل عن الأحزاب السياسية ومختلف الأوساط السياسية.
وأصدرت القمة مبادرة مشتركة عبرت عن الإرادة المشتركة للأحزاب السياسية المشاركة في هذا الحدث لحماية السلام والتنمية في العالم وتعزيز رفاهية الشعوب.