باحث صيني: الحرب الأمريكية على العراق ألحقت أضرارا جسيمة بمصالح العالم الإسلامي
يرى تشو تشيوان قانغ، الباحث في معهد دراسات غرب آسيا وأفريقيا التابع للأكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعية، أن الحرب التي شنتها الولايات المتحدة على العراق في عام 2003 لم تشكل فقط خرقا جسيما للقانون الدولي والنظام الدولي، وإنما جلبت أيضا كوارث خطيرة للعراق وأضرت بشكل مباشر بمصالح العراق والعالم الإسلامي.
في مقال نشرته صحيفة ((قوانغ مينغ)) الصينية في الـ14 من يوليو/ تموز، قال تشو تشيوان قانغ إن حرب الخليج (1990-1991) والعقوبات على العراق (1990-2004) وحرب العراق (2003) التي قادتها جميعا الولايات المتحدة دمرت العراق وحولته من قوة إقليمية في الشرق الأوسط إلى “دولة فاشلة”. وبعد الحرب، دخلت التنمية الوطنية في العراق مرحلة جمود لفترة طويلة، ولحقت أضرار جسيمة بحق الشعب في الحياة والتنمية.
وذكر المقال أنه أولا، تسببت حرب العراق في معاناة التنمية الاقتصادية للعراق من ركود طويل الأمد، وهو ما أدى بدوره إلى تراجع خطير في حق الشعب العراقي في التنمية وجعل من الصعوبة بمكان ضمان السلامة الشخصية للشعب العراقي. ووفقا لقاعدة البيانات الإحصائية العالمية، قُتل حوالي 208500 مدني عراقي في نزاعات عنيفة بين عامي 2003 و2020. ومن ناحية أخرى، نزح عدد كبير من الناس. فحتى عام 2020، أصبح حوالي 9.2 مليون عراقي لاجئين أو أجبروا على مغادرة وطنهم بعد حرب العراق، حيث نزح حوالي واحد من كل 25 عراقيا.
ثانيا، قوضت حرب العراق بشدة بالتضامن الاجتماعي في العراق. فبعد حرب العراق، سعت الولايات المتحدة إلى إعادة تشكيل العالم الروحي للعراقيين من خلال “اجتثاث أيديولوجية حزب البعث” و”التحول الديمقراطي” و”إعادة الإعمار بعد الحرب”، لكنها أدت بذلك إلى تدمير وحدة النسيج الاجتماعي والتماسك الوطني في العراق، وتدهور الأخلاق الاجتماعية بشكل خطير، وتوجيه ضربة قاسية للفخر الوطني والثقة بالنفس لدى العراقيين.
وبعد حرب العراق، لم ترغب سلطات الاحتلال الأمريكية في رؤية حكومة عراقية قوية، إذ قامت بزرع الديمقراطية الغربية بالقوة، واستخدام وسائل متعددة لبناء دولة هشة ذات نظام فيدرالي يجري فيه تقاسم السلطة على أساس طائفي-عرقي. والنتيجة النهائية هي أن العراق أصبح مسرحا للاقتتال الداخلي والعنف والصراع.
ثالثا، لم تضر حرب العراق بشكل بالغ بالمصالح الوطنية ومصالح الشعب العراقي فحسب، بل تسببت أيضا في إلحاق أضرار جسيمة بمصالح العالم الإسلامي. فمن ناحية، أضعفت حرب العراق من مكانة العالم الإسلامي على الساحة العالمية. ومن ناحية أخرى، أعاقت حرب العراق محاولات الدول الإسلامية استكشاف مسارات التنمية بشكل مستقل. والأهم من ذلك، أن حرب العراق غذت الإرهاب وكثفته في الشرق الأوسط وأصبح مشكلة عالمية تهدد أمن جميع البلدان.
لم يتبدد دخان حرب العراق بعد، وستستمر تداعيات هذه الحرب لفترة طويلة. فحرب العراق هي دليل تاريخي على أن الهيمنة الأمريكية تنتهك القانون الدولي في القرن الحادي والعشرين. وينبه تاريخ حرب العراق الناس إلى أن معارضة ومنع الهيمنة الأمريكية وسياسات القوة بحزم مازالا يشكلان مسؤولية مشتركة للبلدان والشعوب المحبة للسلام في جميع أنحاء العالم.