التعاون الصيني العربي في مجال اللقاحات نموذج يُحتذى به في مكافحة كوفيد-19
وكالة أنباء شينخوا:
أعلن التحالف العالمي للقاحات والتحصين مؤخرا عن توقيع اتفاقات شراء مسبقة مع شركة الأدوية الوطنية الصينية ((سينوفارم)) وشركة ((سينوفاك)) الصينية للمستحضرات الدوائية الحيوية، ما يعني أن لقاحي “سينوفارم” و”سينوفاك” الصينيين سيدخلان مشروع “كوفاكس” التابع لمنظمة الصحة العالمية.
وفقا للاتفاقات الموقعة، يمكن أن توفر الصين لمشروع “كوفاكس” 110 ملايين جرعة من اللقاحات الصينية المضادة لكوفيد-19 بحلول نهاية شهر أكتوبر/ تشرين الأول من هذا العام، تليها إمدادات طويلة الأجل.
هذا من شأنه أن يسهم بشكل أكبر في الوقاية من كوفيد-19 والسيطرة عليه في البلدان النامية، ودعم الحاجة الملحة إلى مكافحة الجائحة على الصعيد العالمي.
وتعمل الصين بخطى حثيثة على دفع تعاونها مع البلدان العربية لمكافحة مرض فيروس كورونا الجديد (كوفيد-19) منذ تفشي الجائحة، حيث تعزز التعاون في مجال اللقاحات لصالح المزيد من البلدان.
ففي الـ28 من مارس/ آذار، أجرى عضو مجلس الدولة وزير الخارجية الصيني وانغ يي محادثات مع وزير خارجية دولة الإمارات العربية المتحدة الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان في أبوظبي، وحضر مراسم أقيمت عبر الإنترنت لإطلاق خط إنتاج مشترك لتعبئة اللقاحات.
وحينها قال الشيخ عبد الله إن أول تجربة سريرية دولية للمرحلة الثالثة من اللقاحات المعطلة المضادة لكوفيد-19، والتي أجرتها الصين والإمارات بشكل مشترك في الإمارات، تعكس الثقة المتبادلة العالية بين البلدين، ونالت الاعتراف الكامل من المجتمع الدولي، مشيرا إلى أن نتائجها أثبتت أن اللقاح الصيني آمن وفعال وحظي بموافقة المجتمع الدولي.
لقد كانت أول تجربة سريرية على مستوى العالم للمرحلة الثالثة من اللقاحات المعطلة المضادة لكوفيد-19 بمثابة تجسيد للتعاون الصيني العربي، وبشأنها قال وانغ يي إنها تسجل رقما قياسيا عالميا للتجارب السريرية متعددة الجنسيات وواسعة النطاق وتعزز الاعتراف الدولي باللقاحات الصينية، وهو ما يقدم أيضا مساهمة مهمة في التعاون العالمي في مجال مكافحة الجائحة.
ومنذ مايو/ أيّار من هذا العام، بدأ الإنتاج المشترك للقاح “سينوفارم” في الإمارات.
أما في الـ5 من يوليو/ تموز، فقد أقيم حفل توقيع مذكرة تعاون في مجال اللقاحات بين شركة ((سينوفارم)) والمملكة المغربية، إذ إنه تحت إشراف العاهل المغربي الملك محمد السادس، وقعت شركة ((سينوفارم)) ووزارة الصحة المغربية مذكرة تعاون بشأن اللقاحات المعطلة المضادة لكوفيد-19. وبهذا التوقيع، انطلق تعاون معمق في تعبئة اللقاحات بين الجانبين.
وفي هذا الصدد، قال خالد آيت الطالب وزير الصحة المغربي إن تعاون بلاده مع شركة ((سينوفارم)) في تعبئة اللقاحات سيساعد المغرب على تعزيز الطاقة الإنتاجية ودفع جهود المغرب لإنشاء مركز أفريقي للابتكار في مجال المستحضرات الصيدلانية البيولوجية واللقاحات لخدمة القارة والعالم.
ومن جانبه، أكد لي تشانغ لين، سفير الصين لدى المغرب، أن الرئيس الصيني شي جين بينغ وعد رسميا في مناسبات عدة بأن اللقاحات الصينية المضادة لكوفيد-19 ستكون بمثابة منفعة عامة عالمية بعد الانتهاء من تطويرها وبدء استخدامها، ما سيسهم في تيسير الحصول على اللقاح والقدرة على تحمل تكاليفه في البلدان النامية.
وقال لي إن الصين والمغرب لديهما تعاون جيد في مجال تطوير اللقاحات وتوريدها، حيث أجرت شركات صينية تجربة سريرية للمرحلة الثالثة من اللقاحات المعطلة المضادة لكوفيد-19 في المغرب وقدمت حتى الآن أكثر من 10 ملايين جرعة من اللقاحات إلى المغرب، معربا عن تطلع الصين إلى تحقيق نتائج أكبر في التعاون الصيني المغربي في مجال اللقاحات ومساعدة المغرب في التغلب على الجائحة في وقت مبكر.
وفي الـ18 من يوليو/ تموز الجاري، حضر عضو مجلس الدولة وزير الخارجية الصيني وانغ يي ووزير الخارجية المصري سامح شكري حفلا بمناسبة إنتاج صيني- مصري مشترك لمليون جرعة من لقاح صيني مضاد لمرض كوفيد-19 في مدينة العلمين التي تقع على الساحل الشمالي بمصر.
وحاليا، أنتجت مصر دفعة أولى من لقاح “سينوفاك” تتألف من مليون جرعة في أحد مصانعها، بطاقة إنتاجية يومية تصل إلى 300 ألف جرعة، ويمكن أن ترتفع إلى 600 ألف جرعة إذا توافرت كميات أكبر من المواد الخام. وتفيد التقارير بأن شركة ((سينوفاك)) زودت مصر بـ1400 لتر من المواد الخام المستخدمة في تصنيع اللقاح وذلك لإنتاج مليوني جرعة منه.
فعقب توقيع الصين ومصر على خطاب نوايا بشأن التعاون في إنتاج لقاح مضاد لمرض كوفيد-19 في ديسمبر/ كانون الأول 2020، وقعت شركة ((سينوفاك)) الصينية مع شركة مصرية اتفاقيتين في إبريل 2021 لتصنيع لقاح “سينوفاك” في مصر وأرسلت فرقا فنية إلى مصر لتنفيذ التعاون في هذا الصدد. وبعد ستة أشهر فقط من توقيع الاتفاقيتين، تم تعبئة اللقاحات الصينية رسميا ودخلت حيز الإنتاج في مشروع الإنتاج المحلي بمصر، وتم إنتاج مليون جرعة في وقت قصير، وهكذا أصبحت مصر أول بلد في أفريقيا يتعاون مع الصين في إنتاج اللقاح.
ومن جانبها، قالت الدكتورة نعيمة القصير، ممثلة منظمة الصحة العالمية في مصر، إن التعاون بين مصر والصين نموذج ناجح للتعاون الدولي ونقل الخبرات العالمية.
وأشارت القصير إلى أن التعاون بين مصر والصين يسهم في تحقيق أهداف التنمية المستدامة التي وضعتها الأمم المتحدة، ومنها الهدف 8.3 المعني بإتاحة الأدوية واللقاحات المضمونة الجودة والآمنة والفعالة والميسورة التكلفة لتحقيق التغطية الشاملة وتسريع إنهاء الجائحة.
يُظهر الإنتاج المحلي للقاحات الصينية في الدول العربية تصميم الصين وإخلاصها تجاه تعزيز التعاون الدولي في مجال مكافحة الجائحة، ويعكس انضمام اللقاحات الصينية إلى مشروع “كوفاكس” دور الصين تفي بوعودها.