مبعوث صيني: التدخل العسكري الأجنبي لا يساعد أبدا في حل أية مشكلة
أبلغ مبعوث صيني يوم الثلاثاء مجلس الأمن، بأن التدخل العسكري الأجنبي لا يساعد أبدا في حل أية مشكلة.
قال داي بينغ، القائم بالأعمال بالبعثة الصينية الدائمة لدى الأمم المتحدة، في إحاطة لمجلس الأمن حول الحفاظ على السلام والأمن الدوليين، “إن الطريقة التي ظهر بها الوضع في أفغانستان مؤخرا هي دليل على أن التدخل العسكري الأجنبي وفرض برنامج التحول الديمقراطي، لا يساعدان في حل أية مشكلة. إنه فقط يخلق المزيد من المشاكل، والفشل هو النتيجة الحتمية”.
وأضاف “أن الانسحاب المتسرع وغير المنظم للقوات من أفغانستان من قبل الدول المعنية، قد أغرق كابول في حالة من الفوضى والاضطراب. وتسبب في كارثة إنسانية كبيرة، وترك الشعب الأفغاني يعاني من تلك الفوضى”.
وقال أيضا “نحث الدول المعنية على احترام التزامها باعادة الإعمار السلمي لأفغانستان، وعدم نقل المسؤولية إلى جيرانها أو للمجتمع الدولي عموما”.
وأشار السفير إلى أن الحفاظ على السلم والأمن الدوليين مسؤولية أساسية لمجلس الأمن بموجب ميثاق الأمم المتحدة.
وقال “اليوم، المشهد الأمني الدولي محفوف بالتحديات، ومتشابك بكل من القضايا الأمنية التقليدية وغير التقليدية. وأدى وباء كوفيد-19 المستمر بالعالم إلى تفاقم حالة عدم اليقين وعدم الاستقرار على جبهة السلام والأمن”، و”لتحقيق سلام وأمن دائمين بالعالم في مواجهة هذه التحديات العالمية، من الضروري دعم التعددية الحقيقية وترجمتها إلى واقع عملي”.
وقال المبعوث “وتبقى أولويتنا المشتركة هي مكافحة الوباء في وحدة وتضامن. إن كوفيد-19 ليس مجرد تهديد للجنس البشري بأسره يعرض حياتنا وصحتنا العامة للخطر فحسب، بل له أيضا القدرة على تمكين وتسريع تكاثر الإرهاب والتطرف”.
وفي حديثه عن لقاحات كوفيد-19، قال داي إن الوصول الشامل للقاح هو “حجر المحك” لفعالية التعددية.
وأكد على أن الحصول على اللقاحات أمر صعب في العديد من البلدان النامية، بينما لا تزال بعض البلدان المتقدمة تخزّنها بأعداد أكبر بكثير مما تحتاجه لنفسها.
وقال إن “هذه اللقاحات تترك بالمخازن مع انقضاء تواريخ صلاحيتها. والصين تدعو هذه البلدان إلى وضع حد لقومية اللقاحات، والإسهام في تسهيل الوصول العالمي للقاحات وتوزيعها بشكل عادل وبطريقة ملموسة”.
وحول دور مجلس الأمن، قال داي إن الدفع باتجاه التسوية السياسية للقضايا الساخنة الإقليمية، هو التفويض الأساسي لمجلس الأمن. و”إن العديد من هذه القضايا المدرجة على جدول أعمال المجلس، تمر بمرحلة حرجة، ومن الضروري ممارسة تعددية أطراف حقيقية، واحترام سيادة واستقلال جميع البلدان ومسار التنمية الذي تختاره الشعوب بإرادتها الحرة، والعمل بروح المساعدة والتوسط، لتعزيز الحوار والتشاور بين الأطراف لتجاوز خلافاتها”.
وأكد على أن “الالتفاف على مجلس الأمن لفرض إجراءات قسرية من جانب واحد، لا أساس له في القانون، ويتحدى العقل ويمثل إهانة للأخلاقيات المشتركة”.
وقال داي إنه “في مواجهة الإرهاب، وتغير المناخ والتهديدات الأمنية غير التقليدية الأخرى، يجب على المجتمع الدولي دعم التعددية الحقيقية وتعزيز التنسيق والعمل معا للتصدي لها”.
وفي الذكرى الـ20 لهجمات 11 سبتمبر/ أيلول الإرهابية، قال المبعوث إنه بعد 20 عاما، لم يتم القضاء بشكل تام على تهديد الإرهاب الذي يواجه المجتمع الدولي، وما زالت مكافحة الإرهاب بجميع أشكاله ومظاهره مسؤولية مشتركة للمجتمع الدولي.
وقال إن “المعايير المزدوجة ومكافحة الإرهاب الانتقائية هي القوة المهيمنة للتدخل في التعاون الدولي لمكافحة الإرهاب. ويجب أن نرفضها ونقول لا لها”.
وفي إشارة إلى الذكرى الـ50 لاستعادة المقعد الشرعي لجمهورية الصين الشعبية في الأمم المتحدة، قال داي إن العقود الخمسة التي تلت ذلك، شهدت دعم الصين وممارستها لتعددية أطراف حقيقية، وتقديم دعم منتظم ومستدام وموثوق للأمم المتحدة.
وقال داي “وللمضي قدما، لدينا الثقة والقدرة على تقديم مساهمة أكبر في الحفاظ على السلام والأمن العالميين”.