الصين تأمل أن تجد أفغانستان مسارها التنموي المناسب
أعرب مبعوث صيني يوم الخميس عن أمله في أن تتمكن أفغانستان من اتخاذ القرار الصحيح وتجد مسارها التنموي المناسب لظروفها الوطنية.
وقال نائب مندوب الصين الدائم لدى الأمم المتحدة قنغ شوانغ إن حركة طالبان أعلنت تشكيل حكومة مؤقتة في أفغانستان — في خطوة ضرورية باتجاه استعادة النظام وإعادة الإعمار بعد الحرب. وقالت طالبان إن الحكومة المؤقتة شُكلت لاستعادة النظام الاجتماعي والاقتصادي في أقرب وقت ممكن.
وأضاف “نأمل أن تتعلم طالبان الدروس من التاريخ، وتحترم التزاماتها، وتوحد جميع الجماعات والفصائل العرقية، وتبني هيكلا سياسيا جامعا وعلى نطاق واسع، وتتبع سياسات داخلية وخارجية معتدلة وحكيمة، وتحمي حقوق ومصالح المرأة والأطفال، وتكافح الجماعات الإرهابية بحزم، وتطور علاقات ودية وتعاونية مع الدول الأخرى، ولا سيما جيرانها”.
وقال لمجلس الأمن “اليوم، تقف أفغانستان عند مفترق طرق تاريخي. نأمل مخلصين أن تتخذ أفغانستان الخيار الصحيح وتجد مسار التنمية الذي يتناسب مع ظروفها الوطنية”.
وأوضح قنغ أن الصين ترحب بالمؤتمر الدولي الذي سيعقده الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش حول الوضع الإنساني في أفغانستان يوم الاثنين في جنيف، وتأمل أن يقوم المجتمع الدولي وخاصة الدول المانحة الرئيسية بتكثيف المساعدة لأفغانستان.
وفي الوقت نفسه، أكد على المجتمع الدولي أن يساعد أفغانستان على الاستفادة من مزاياها في الثروة الطبيعية والموقع الجغرافي والموارد البشرية، وإجراء أنشطة التعاون والتواصل الإقليمي، وتعزيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية، وتحسين رفاهية شعبها.
وقال إن أحد الأسباب الرئيسية للصعوبات الاقتصادية الحالية في أفغانستان هو تجميد الأصول الأفغانية في الخارج، فهذه الأصول مملوكة لأفغانستان ويجب أن تستخدم من أجل أفغانستان، وليس كوسيلة ضغط للتهديد أو التقييد.
وأكد قنع أن الوضع في أفغانستان يرتبط ارتباطا وثيقا بالسلام والتنمية في المنطقة بأسرها، مشيرا إلى أن جيران أفغانستان وكذا البلدان المحيطة دعموا بشكل نشط عملية السلام والمصالحة وإعادة الإعمار بها، وبذلوا جهودا هائلة لتعزيز السلام والتنمية في أفغانستان.
وقال إن هذه الدول تقف على الخطوط الأمامية في مكافحة انتشار الإرهاب وتهريب المخدرات عبر الحدود ونزوح اللاجئين والمهاجرين، ويجب على المجتمع الدولي أن يتفهم الصعوبات التي تواجهها هذه الدول ويحترم تضحياتها ويدعم جهودها.
وعُقد اجتماع على مستوى وزراء الخارجية يوم الأربعاء بين جيران أفغانستان الستة، حيث أجريت خلاله مناقشات متعمقة حول موضوعات مثل الوضع الحالي في أفغانستان، والوقاية والسيطرة على الوباء، وفتح الموانئ، ولوائح الهجرة وضبطها، والمساعدات الإنسانية، ومكافحة الإرهاب والأمن والتعاون في مكافحة المخدرات وقضايا أخرى. وقال قنغ إنه تم تشكيل سلسلة من التوافقات اتفق بموجبها الجميع على التركيز على الشواغل المشتركة وتعزيز الاتصال والتنسيق من أجل خلق بيئة خارجية مواتية لاستعادة الاستقرار في أفغانستان.
وأكد أن الصين كجار احترمت دائما سيادة أفغانستان واستقلالها وسلامة أراضيها، والتزمت بعدم التدخل في شؤونها، واتبعت سياسة ودية تجاه جميع أفراد الشعب الأفغاني. ولتلبية الاحتياجات العاجلة للشعب الأفغاني، سوف تتبرع الصين بدفعة أولى قدرها 3 ملايين جرعة من اللقاحات، تليها 200 مليون يوان (31 مليون دولار أمريكي) في صورة إمدادات غذائية ولقاحات وأدوية على أساس طارئ.
وعندما يتم استيفاء الشروط الأمنية وغيرها، ستقوم الصين بمساعدة أفغانستان في بناء مشاريع من شأنها أن تساعد في تحسين سبل عيش المواطنين، وبذلك، تدعم أفغانستان في إعادة الإعمار السلمي والتنمية الاقتصادية.
وأتم بأن الصين تدعم الأمم المتحدة في ظل الظروف الحالية في لعب دور أكبر لتخفيف الأزمة الإنسانية في أفغانستان ومساعدة البلاد على تحقيق انتقال سلس والشروع في طريق التنمية السلمية في وقت مبكر.