في اليوم العالمي للسلام: الصين قدوة
موقع الصين بعيون عربيّة-
محمود ريّا:
تؤكّد الصين على أنّ السلام والعمل السلمي والتنمية السلمية هي من أهم المبادئ الّتي تعتمدها في سياستها الداخلية وفي علاقاتها مع دول العالم، ولذلك يعتبر السلام محدّداً أساسيّاً من محدّدات السياسة الداخليّة والسياسة الخارجّية للصين. وهذا الأمر ليس جديداً على الصين وإنّما يرافق سيرتها على مستوى التاريخ، فالصين دولة لم تغزو أي دولة أخرى في العالم أو أي منطقة أخرى، كما أنّها تعتمد دائماً على السياسة الدفاعيّة، تردّ العدوان ولكن لا تقوم بأي عدوان على أي دولة أخرى. لذلك نجد أنّ الصين تدعو دائماً إلى السلام والعلاقات السلميّة وإلى أن يكون البعد عن العدوان وعن الغزو وعن الإفتراء على الدول الأخرى هو الحاكم الأكبر في مسار العلاقات الدولية في أنحاء العالم وتدعو إلى بناء مجتمع المصير المشترك للبشرية وهوالمجتمع الّذي لا يقوم إلّا على مبدأ السلام والبعد عن التعدّي من أي طرف على طرفٍ آخر.
وفي اليوم العالمي للسلام يصبح ما تدعو إليه الصين نبراساً مضيئاُ ينبغي على كل الدول في العالم أن تهتدي به كي تبتعد عن الرغبة في الهيمنة والسيطرة والتعدّي على الدول الأخرى، وخصوصاً من قبل الدول الكبرى والّتي تعتبر نفسها لها الحق في أن تفرض هيمنتها وسيطرتهاعلى الدول الصغيرة والضعيفة .
الصين ليست دولة ضعيفة ولا دولة مستكينة لكنّها دولة كبرى من حيث المساحة، وهي الدولة الأولى في العالم من حيث عدد السكّان ويمكنها لو أرادت أن تتّبع سبيل الهيمنة وسبيل الغطرسة والتسلّط على الدول الأخرى، ولكن المبادئ والتقاليد الصينيّة منذ الأزل ترفض هذا النوع من الهيمنة والسيطرة، وكذلك المبادئ الّتي اعتمدها الحزب الشيوعي الصيني في مسيرته المستمرّة على مدى مئة عام تؤكّد على حق الدفاع عن النفس لدى أي أمّة دون الحق في التعدّي ودون الحق في إستعمال القوّة العسكريّة والقوّة الاقتصاديّة وقوّة الهيمنة لإخضاع الدول الأخرى. ومن أجل ذلك نجد أنّ السياسة الصينيّة هي سياسة مقبولة من مختلف دول العالم وهي سياسة تعتبر ملهمة للدول العالميّة في مسيرتها من أجل بناء مجتمع عالمي متناغم وسلمي وبعيد عن الحروب وبعيد عن العدوان.
وكذلك نجد أنّ المبادرات الصينيّة متعدّدة من أجل إحلال السلام في الكثير من مناطق العالم الّتي تعاني من المشاكل ومن الصراعات ومن الهيمنة، ونجد أنّ هناك مبعوثين صينيين مهتمّين بالمشاكل في العالم لكي تدخل الصين شريكة مهمّة في عمليّات الإصلاح وفي عمليّة حل المشاكل الموجودة. وأيضاً في منطقتنا، منطقة غرب آسيا، نجد للصين دوراً كبيراً في معالجة المشاكل وفي تقديم الإقتراحات والمبادرات لحل الأزمات الكثيرة الّتي تعاني منها المنطقة وخصوصاً في مسألة الصراع العربي الإسرائيلي، كان للصين مبعوث ما زال يعمل من أجل إيجاد وسيلة تضمن للشعب الفلسطيني حقّه في وطنه وفي أرضه وفي دولته بعيداً عن الهيمنة و السيطرة الّتي تفرضها السلطات الإسرائيليّة على الشعب الفلسطيني.
من كل هذه النماذج يمكن القول أنّ السلام هو مبدأ أساسي من مبادئ عمل الحكومة الصينيّة والشعب الصيني، وأنّ اليوم العالمي للسلام يمكن أن يكون يوماً حقيقيّاً يجب الإستفادة منه من أجل تعميم مبدأ السلام كما تعترف به كل دول العالم وكل الحضارات والثقافات في أنحاء العالم، وكما تراه أيضاً الحضارة الصينيّة كمحدّد أساسي من محدّدات العلاقات بين دول العالم.