صحف رسمية صينية تهاجم واشنطن
موقع قناة الجزيرة الالكتروني:
صعدت وسائل الإعلام الرسمية الصينية السبت انتقادها للتحول الإستراتيجي المزمع للولايات المتحدة في آسيا، واتهمت واشنطن بأنها “مثيرة للمشاكل” ومسؤولة عن التوترات المتزايدة في المنطقة.
ففي صحيفة الشعب الصينية كتب الأدميرال يانغ يي أنه “من الواضح أن الإستراتيجية الدفاعية الجديدة تستهدف الصين وإيران، ومنذ بدأت الولايات المتحدة في التشديد عام 2009 على عودتها لآسيا وقعت مجموعة من الأحداث التي تهدد الأمن الإقليمي وحدثت قلاقل في المنطقة الواحدة تلو الأخرى”.
وأضاف الأدميرال، وهو مسؤول عسكري رفيع المستوى، أن “أي شخص لديه معرفة إستراتيجية محدودة يمكن أن يعرف بسهولة من هو حامي أمن المنطقة، ومن هو مثير المشاكل لأمن المنطقة”، في إشارة إلى الولايات المتحدة.
وكرر التعليق الذي نشر في الطبعة الدولية لصحيفة الشعب الصينية التعليقات الغاضبة لصحيفة جلوبال تايمز الصينية أمس الجمعة عقب إعلان الرئيس الأميركي باراك أوباما أن واشنطن ستعزز وجودها العسكري في آسيا.
وكانت جلوبال تايمز -وهي صحيفة صينية واسعة الانتشار وذات نزعة قومية- قالت الجمعة إن الصين يجب ألا تتخلى عن الوجود الأمني في آسيا.
يذكر أن الولايات المتحدة أعلنت إستراتيجية عسكرية جديدة ترتكز على ثلاثة محاور أساسية، تتمثل بتقليص عدد القوات في أوروبا، وخفض الإنفاق الدفاعي مع التركيز على آسيا، والحفاظ على التفوق النوعي.
قلق صيني
وتأتي تعليقات الصحف في الوقت الذي تشعر فيه الصين بالقلق من هذه الإستراتيجية، وتعدها محاولة لتطويقها وتقييد نفوذها، خصوصا في آسيا والمحيط الهادئ.
وكان الرئيس أوباما كشف في مؤتمر صحفي عقده الخميس بمقر وزارة الدفاع (بنتاغون) عن الملامح الرئيسية العامة للإستراتيجية العسكرية الجديدة.
وتدعو الإستراتيجية الجيش الأميركي إلى “إعادة التوازن تجاه منطقة آسيا والمحيط الهادي” مع استمرار التصدي النشط لخطر التطرف العنيف في إطار ما تسميه واشنطن عادة “بمكافحة الإرهاب”.
وتشدد الإستراتيجية على ضرورة تأمين المصالح الأميركية في ضوء المتغيرات الدولية الطارئة لا سيما مع تنامي القوة العسكرية الصينية، وتعزيز الوجود الأميركي في آسيا والمحيط الهادي وحماية حركة التجارة في المياه الدولية.
وأبدت الولايات المتحدة قلقها من أسلحة تعمل الصين وإيران على تطويرها وستجعل من الصعب على القوات البحرية والجوية الأميركية استخدام القوة بالخارج، كما أنها تحد من قدراتها على التعامل العسكري بمناطق حيوية كالخليج العربي وبحر الصين الجنوبي.