مبادرة الحزام والطريق تضخ قوة دافعة في تنمية منطقة شينجيانغ لتصبح محوراً لإنفتاح الصين نحو آسيا الوسطى وأوروبا
تواصل منطقة شينجيانغ الويغورية ذاتية الحكم بشمال غربي الصين، جني ثمار الفرص التي تجلبها مبادرة “الحزام والطريق”، من خلال بذل جهود حثيثة رامية إلى تحسين البنية التحتية، وتعزيز الترابط والتكامل، ورفع مستوى تعاون التجارة الخارجية في السنوات الأخيرة، لتصبح محوراً لإنفتاح البلاد نحو آسيا الوسطى وأوروبا.
— قطارات الشحن بين الصين وأوروبا
شهدت منطقة شينجيانغ، الواقعة على وسط خطوط قطارات الشحن بين الصين وأوروبا، شهدت ترابطا متزايداً بين الصين والدول على طول الحزام الاقتصادي لطريق الحرير، وساهمت في لعب دور هام فيه.
ففي ميناء ألاشانكو الحدودي بين الصين وكازاخستان، وعلى وقع صوت صفارات الإنذار، يتواصل تسجيل مغادرة قطارات الشحن بين الصين وأوروبا محملة بالبضائع، متوجهة إلى آسيا الوسطى وأوروبا.
وفي هذا السياق؛ قال لي هونغ فنغ، رئيس قسم الإشراف الثاني بجمارك ميناء ألاشانكو، إن الطلبات اللوجستية تزداد بشكل مستمر خلال السنوات الماضية، حيث زاد عدد خطوط قطارات الشحن بين الصين وأوروبا التي تمر بميناء ألاشانكو إلى 22 خطا، تربط بين مناطق صينية مختلفة و13 دولة تشمل ألمانيا وبولندا وبلجيكا وروسيا.
وبفضل العدد المتزايد للقطارات، تم تصدير المنتجات الزراعية المحلية في جنوبي منطقة شينجيانغ إلى الخارج عبر قطارات “القافلة الحديدية”.
وفي يوم 28 مايو/ أيار الماضي، انطلق أول قطار شحن مباشر بين ولاية أكسو بالمنطقة وروسيا، محملا بـ 2156 طنا من عصير التفاح من محطة أكسو، ووصل إلى روسيا بعد 12 يوما.
وقال لي جيوي دونغ، المدير العام لشركة أكسو هنغتونغ المحدودة للعصير، كان من الضروري إرسال عصير التفاح المُركز إلى أورومتشي للتجميع، ومن ثم يتم نقله إلى روسيا عبر قطارات الشحن بين الصين وأوروبا، الأمر الذي يستغرق حوالي 23 يوما، مضيفا أن تسيير خط القطارات المباشر بين أكسو وروسيا، ساعد في توفير الموارد البشرية والمادية بشكل كبير.
وأنشأت منطقة شينجيانغ بالفعل 23 مجمعا صناعيا على المستوى الوطني، بما فيها مناطق تعاون اقتصادي عبر الحدود ومناطق تطوير اقتصادي وتكنولوجي ومناطق تطوير صناعي فائق التكنولوجيا، وأسست علاقات اقتصادية وتجارية مع أكثر من 170 دولة ومنطقة.
وأضاف لي: “كلما توسعت دائرة الأصدقاء الاقتصادية والتجارية لمنطقة شينجيانغ، زادت مبيعات منتجاتنا”.
— مجمعات صناعية وسياسات داعمة
اغتنم مجمع صناعي لخبز “نانغ” بمدينة هورغوس المتاخمة لآسيا الوسطى في منطقة شينجيانغ الفرص التي تجلبها مبادرة “الحزام والطريق”، لفتح أبواب لدخول السوقين المحلية والأجنبية على حد سواء.
وداخل ورشة عمل بالمجمع الصناعي، ينشغل الموظفون بإنتاج خبز “نانغ” عبر التعاون والتنسيق في مراحل الخبز والفرز والتغليف. أما خارج الورشة، فيقوم العمال بتحميل منتجات الخبز في الشاحنات، حيث يتم نقلها عبر قطارات الشحن بين الصين وأوروبا، لتُزين موائد الطعام في كازاخستان وقيرغيزستان وغيرها من الدول بآسيا الوسطى.
ويشمل المجمع الصناعي لخبز “نانغ”، الذي يبلغ إجمالي استثماراته 150 مليون يوان، ويمتد على مساحة نحو 50 ألف متر مربع، يشمل عشر مناطق، بما فيها منطقة لعرض ثقافة “نانغ” وقاعدة إنتاج “نانغ” ومركز سياحي. واستنادا إلى منهج “تطوير خبز صغير إلى صناعة كبيرة “، أصبح المجمع الصناعي منطقة ذات وظائف شاملة تدمج بين البحث العلمي والتعبئة والتجارة الإلكترونية.
ونفذت مديرية الموارد البشرية والضمان الاجتماعي في مدينة هورغوس تدريباً مهنيا في صنع خبز “نانغ” وغيره من المعجنات لـ2000 موظف في المجمع الصناعي، حتى يتمكنوا من إتقان المهارة.
ومن أجل تسريع التخليص الجمركي لمنتجات “نانغ”، قامت حكومة مدينة هورغوس بالتنسيق مع مديريات الجمارك والإدارات الأخرى ذات الصلة لإصدار خطة عمل لتوفير حلول سريعة لمشكلات تأهيل تصدير الأغذية للمؤسسات، وإنشاء موقع خاص للإشراف عند الجمارك، وتخصيص موظفين معينين للتواصل مع المؤسسات، لضمان عدم التأخير في التخليص الجمركي للبضائع”.
وحتى نهاية عام 2020، وبعد نصف عام فقط من افتتاح المجمع الصناعي، تم تصدير 1.1 مليون من خبز”نانغ” وغيرها من المخبوزات الأخرى من خلال “القناة الخضراء” للمنتجات الزراعية في ميناء هورغوس، إلى سوق آسيا الوسطى.
وحتى نهاية أغسطس/ آب العام الجاري، صدر المجمع الصناعي ما يقرب من 6 ملايين رغيف “نانغ” إلى دول آسيا الوسطى، ومن المتوقع أن تصل الصادرات الإجمالية لهذا العام إلى أكثر من 10 ملايين.
وفي هذا السياق، قال ما جيون ون، نائب مدير مكتب التجارة بمدينة هورغوس، إن المجمع الصناعي اتخذ النموذج التنموي المتمثل في”الصناعة التحويلية + تجارة التصدير + السياحة الثقافية”، في حين وضعت الحكومة خطة تنمية شاملة تتضمن الدعم السياسي والتقني والتدريب الصناعي وتجارة التصدير لتشكيل سلسلة الصناعة التحويلية للأغذية من أجل تعزيز التنمية المتكاملة للصناعات الأولية والثانوية والثالثة في المنطقة المحلية والمناطق المحيطة بها”.
وحاليا، لا يعد المجمع الصناعي نقطة بارزة لتطوير الاقتصاد الحقيقي المحلي في هورغوس فحسب، بل يعد أيضا نقطة جذب سياحي جديدة، ومحورا للتنمية الصناعية وتعزيز التوظيف وزيادة دخل المواطنين.
وقال تشانغ قوه تشينغ، المدير العام لشركة جينتشياوماي المحدودة للأغذية: “بعد نقل مخبزي إلى المجمع الصناعي، ارتفع حجم الإنتاج اليومي إلى ألفي رغيف من 200 رغيف، وزاد عدد العمال من ثلاثة إلى نحو 30، ما ساعد في زيادة الربح والفوائد بشكل كبير”، معرباً عن ثقته بمزيد من الازدهار والنمو في المستقبل.