إفريقيا تستلهم من الصين للحد من التصحر
وكالة أنباء شينخوا-
تقرير إخباري:
قال خبراء إثيوبيون إن تجربة الصين في إعادة التحريج ومكافحة التصحر ضخت المزيد من الإلهام في إفريقيا، التي تحتاج إلى كبح التوسع المقلق للصحراء الكبرى.
وقدرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (الفاو) مؤخرا أن إفريقيا سوف تفقد بحلول عام 2030 ثلثي أراضيها الصالحة للزراعة إذا لم يتم إيقاف زحف التصحر في الوقت المناسب.
وقال أديفريس ووركو، خبير الغابات الإثيوبي، لوكالة أنباء ((شينخوا)) في مقابلة أجريت معه مؤخرا: “يتعين على الدول الأفريقية أن تقوم بتدخلات وتتعامل بنهج إستراتيجي لمكافحة التصحر، لأن التصحر أصبح ساحقا، لا سيما في إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى”.
وقال إن الإنجازات الرائعة التي حققتها الصين في استعادة أراضيها المفقودة بنجاح كجزء من مساعيها الهائلة لإعادة التحريج يمكن أن تساعد الدول الأفريقية على تحقيق طموحات التشجير.
ووفقا للخبير، فإن إفريقيا يمكن أن تتعلم من الصين في مجالات تتراوح من تعزيز الطاقة النظيفة، والتمويل المناخي إلى تبادل التقنيات والمعرفة والممارسات المتعلقة باستعادة المناظر الطبيعية.
وقال ووركو، الذي يعمل خبيرا في مجال الغابات في هيئة البيئة والغابات وتغير المناخ في إثيوبيا، إنه “من الأشياء التي نعتبرها فرصة هي أن الصين تتعامل مع تغير المناخ كقضية رئيسية للغاية على جدول أعمالها. وهذا حقا تطور جيد للغاية ومحل تقدير”.
وأوضح الخبير أن التصحر في إفريقيا ناتج بشكل رئيسي عن جمع الحطب كوقود بسبب نقص الوصول إلى مصادر الطاقة، ويمكن للصين أن تساعد الدول الأفريقية على تطوير آليات الطاقة النظيفة.
وقال “ما لم تروج إثيوبيا وبقية الدول الإفريقية لاستخدام تقنيات الطاقة النظيفة، فلن يتم وقف تدهور وإزالة الغابات”.
ويدفع الدعم الصيني بالفعل الجهود الجارية في جميع أنحاء إفريقيا لتعزيز التحريج والتخفيف من الآثار السلبية لتغير المناخ.
ففي إثيوبيا، تساعد الأقمار الصناعية المدعومة من الصين على تحقيق تطلعات الدولة في بناء اقتصاد صديق للبيئة وقادر على التأقلم مناخيا.
وقال عبديسا يلما، المدير العام لمعهد علوم وتكنولوجيا الفضاء الإثيوبي، لوكالة أنباء ((شينخوا)) مؤخرا: “نتوقع أن يؤثر استخدام صور الأقمار الصناعية على القطاع الزراعي من حيث المراقبة واتخاذ الإجراءات اللازمة فيما يتعلق بتغير المناخ”.
وفي ديسمبر/ كانون الأول عام 2019، أطلقت إثيوبيا أول قمر صناعي لها تحت اسم إتريس-1 بدعم من الحكومة الصينية. وبعد ذلك بعام، أطلقت البلاد قمرها الصناعي الثاني بدعم صيني أيضا تحت اسم إت-سمارت-آر أس أس من موقع إطلاق مركبة الفضاء الصينية ونتشانغ.
وعلى الرغم من التحديات الهائلة، دأبت البلدان الأفريقية على تقديم عدد من المبادرات الطموحة لاحتواء التوسع السريع للتصحر.
وجاءت مبادرة السور الأخضر العظيم، التي أطلقها الاتحاد الأفريقي في عام 2007، بهدف شامل يتمثل في زراعة سور من الأشجار في جميع أنحاء أفريقيا على الحافة الجنوبية للصحراء الكبرى، وهي إحدى المبادرات التي تقودها إفريقيا وترمي إلى استعادة المناظر الطبيعية التي تدهورت في القارة.
وقال ووركو إن إثيوبيا، بصفتها إحدى الدول الموقعة على المبادرة، تعتبر المشروع الطموح “استراتيجية مهمة للغاية ومناسبة لمكافحة التصحر فضلا عن ضمان التنمية المستدامة في البلاد”.
وأتم بقوله: “نحن بحاجة إلى تقنيات وموارد الصين لترميم المناظر الطبيعية المتدهورة”.