المناطق الصناعية الصينية تعزز تنمية أفريقيا وتساهم في توطين وتعميق الصناعة
وكالة أنباء شينخوا-
تحليل إخباري:
رأى خبراء إقتصاديون أن المناطق الصناعية الصينية في أفريقيا تعزز تنمية القارة السمراء وتساهم في نقل التكنولوجيا الصينية للدول الأفريقية وتفتح الباب أمام توطين وتعميق الصناعة بهذه الدول وزيادة القيمة المضافة لمواردها.
وتوجد 25 منطقة صينية للتعاون الاقتصادي والتجاري في 16 دولة أفريقية، وفقا للتقرير السنوي للعلاقات الاقتصادية والتجارية بين الصين وأفريقيا (2021) الذي صدر مؤخرا.
وجذبت هذه المناطق حتى نهاية عام 2020 حوالي 623 شركة باستثمارات تقدر بـ 7.35 مليار دولار، ووفرت أكثر من 46 ألف فرصة عمل للدول المضيفة.
وقال الدكتور يسرى الشرقاوي رئيس جمعية رجال الأعمال المصريين الأفارقة إن المناطق الصناعية التي أنشأتها الصين على أرض القارة الأفريقية “مهمة للدول الأفريقية”.
وأضاف الشرقاوي لوكالة أنباء ((شينخوا)) أن “وجود هذه المناطق الصناعية الصينية يساهم في تنمية القارة السمراء ويفتح الباب لتوطين الصناعة في أفريقيا”.
وتوقع أن تتوسع الصين في إنشاء هذه المناطق الصناعية مستقبلا في قارة أفريقيا، وهو ما سيؤثر كثيرا وبشكل إيجابي على التواجد الصيني في القارة السمراء.
وأشار إلى أن هذه المناطق الصناعية تساهم في رفع معدلات التشغيل وخفض البطالة في أفريقيا وهذا أمر “جيد جدا”.
ومن بين هذه المناطق المنطقة الصناعية الصينية في مدينة العين السخنة شرق العاصمة المصرية القاهرة.
وقال الشرقاوي إنه “دون شك، المنطقة الصناعية الصينية في العين السخنة تسير بشكل جيد جدا واستثماراتها تجاوزت مليار دولار وسوف ترتفع أكثر من ذلك خلال المرحلة المقبلة”.
وأوضح أن هذه المنطقة مازالت تجذب العديد من الاستثمارات، والشركات الصينية التي تعمل بها قامت بتوفير فرص عمل كثيرة للشباب المصريين.
ودعا إلى التوسع في الاستثمارات المشتركة بين الجانبين الصيني والأفريقي وتحقيق المزيد من التفاعل بينهما.
وتعد الصين أكبر شريك تجاري لأفريقيا لمدة 12 عاما متتالية بنهاية العام 2020، بحسب التقرير السنوي للعلاقات الاقتصادية والتجارية بين الصين وأفريقيا (2021).
وأوضح التقرير أن التجارة الثنائية بلغت 187 مليار دولار، لتحافظ الصين على وضعها كأفضل شريك تجاري لأفريقيا في عام 2020.
كما سجلت التجارة الثنائية نموا قويا هذا العام، حيث ارتفع حجم التجارة بنسبة 40.5 بالمائة على أساس سنوي ليصل إلى 139.1 مليار دولار في الأشهر السبعة الأولى، وهو رقم قياسي على أساس سنوي، وفقا لوزارة التجارة الصينية.
من جانبه، رأى الدكتور وليد جاب الله عضو الجمعية المصرية للاقتصاد السياسي أن قيام الصين بإنشاء 25 منطقة للتعاون الاقتصادي والتجاري في 16 دولة أفريقية يعد تطبيقا لقاعدة “الكل رابح” وتنفيذا على أرض الواقع لمبادئ الصين في التعاون الدولي.
وقال جاب الله لـ ((شينخوا)) إن “نموذج التعاون الصيني يقوم على قاعدة الكل رابح. وتطبيقا لهذه القاعدة، يأتى إنشاء مناطق صناعية خارج الصين. وبالتأكيد لا يوجد أفضل من قارة أفريقيا لتأسيس هذه المناطق بها، وهو أمر يحقق ذلك التعاون ومزايا للدول الأفريقية”.
وأضاف أن هذه المناطق توفر فرص عمل للأفارقة وتعزز التعاون وتنمية القارة الأفريقية. وفى الوقت نفسه، تحقق مزايا للصين من خلال الاستفادة من القرب من المواد الخام والأسواق، وبالتالي الصين تستفيد من خلال استثماراتها وأفريقيا تستفيد من وجود تلك المصانع.
وتابع “أتصور أن عدد هذه المناطق الصناعية سوف يزداد في المستقبل مع اتجاه الصين إلى مزيد من التعاون وزيادة حجم اقتصادها، وأفريقيا قارة بكر تحتمل استثمارات أكبر. وأتصور أن المناطق الصناعية الصينية سيكون لها دور كبير في تعزيز التعاون الصيني الأفريقي خلال السنوات القادمة”.
وأردف أن “استثمارات المناطق الصناعية الصينية بلغت نحو 7.35 مليار دولار، وأعتقد أنها ستجذب المزيد من الاستثمارات خلال السنوات المقبلة”.
وأكد أن هذه المناطق تعمل على تعميق الصناعات داخل أفريقيا وتزيد من القيمة المضافة لموادها الخام. وفي الوقت نفسه، تفتح الأسواق للصين وتساعدها على زيادة حجم نشاطها الاقتصادي.
وأوضح أن الصين تجيد قراءة الواقع الأفريقي وتتعامل بشكل مثالي مع الدول الأفريقية وتعمل على خلق أوجه تعاون وتحقيق مزايا مشتركة، لذلك هي الشريك التجاري الأكبر لأفريقيا.
أما الدكتور خالد الشافعي رئيس مركز العاصمة للدراسات الاقتصادية، فقال إن المناطق الصناعية الصينية “تقوم بنقل التكنولوجيا الصينية للدول الأفريقية، وهذا أمر مهم ومفيد لأفريقيا وللعمالة الأفريقية التي تكتسب الخبرات والمهارات” من الصينيين.
وأوضح الشافعي لـ ((شينخوا)) أن إنشاء هذه المناطق من شأنه إجراء تحديث للبنية التحتية في الدول المضيفة لمواكبة ما يحدث من تطور صناعي.
وأشار إلى أن هذه المناطق ستساهم بشكل كبير في تنمية الدول الأفريقية وتعزيز التصنيع المحلي وجذب المزيد من الاستثمارات.
ونوه بأن إنشاء المناطق الصينية في أفريقيا يحقق عدة مكاسب للجانبين ويعزز التعاون والتكامل بينهما.
وتوقع أن تستمر الصين في كونها أكبر شريك تجاري لقارة أفريقيا التي تملك إمكانيات هائلة وسوقا واعدا.
وختم أنه “لا توجد دولة في العالم لها نفس المكانة وقدر الاستثمارات والتواجد في القارة الأفريقية مثل الصين”.