وزيرا خارجية الصين والسعودية يبحثان هاتفياً العلاقات والتعاون
أجرى عضو مجلس الدولة ووزير الخارجية الصيني وانغ يي يوم (الأحد) محادثة هاتفية مع وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان آل سعود، حول العلاقات والتعاون بين البلدين.
وقال وانغ إنه في مواجهة الوضع الدولي المتقلب، تحتاج الصين والسعودية إلى الحفاظ على اتصال استراتيجي وثيق، وهو جزء أصيل من الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين البلدين.
وأضاف أن العلاقات الثنائية استمرت في التطور خلال السنوات الأخيرة، في ظل الرعاية الشخصية والتوجيه الاستراتيجي لزعيمي البلدين.
وفي إشارة إلى أن الصين تعطي دائما الأولوية لعلاقاتها مع المملكة العربية السعودية في دبلوماسيتها في منطقة الشرق الأوسط، قال وانغ إن الصين مستعدة لأن تكون صديقًا وشريكًا موثوقًا ومستقرًا على المدى الطويل للمملكة العربية السعودية، وتتطلع إلى العمل مع المملكة العربية السعودية لدفع العلاقات الثنائية إلى مستوى أعلى وأعمق.
وأوضح أن الصين تقدّر موقف المملكة الثابت المؤيد للصين بشأن القضايا المتعلقة بمصالحها الأساسية، وستدعم، كعادتها دائمًا، السعودية بقوة في حماية سيادتها الوطنية وأمنها واستقرارها، وستعارض بحزم أي تدخل في الشؤون الداخلية للمملكة.
وقال إن الصين ستواصل دعم رؤية السعودية 2030، ومبادرة السعودية الخضراء ومبادرة الشرق الأوسط الأخضر، وستشارك بنشاط في مشاريع التنمية الكبرى في المملكة العربية السعودية، مضيفًا أن الصين مستعدة للعمل مع المملكة لتضافر مبادرة الحزام والطريق مع رؤية السعودية 2030، والدفع لتحقيق المزيد من النتائج في التعاون الثنائي في مجالات مثل الطاقة والبنية التحتية والاستثمار وشبكات الجيل الخامس.
وأوضح أن الصين مستعدة لاغتنام فرصة الذكرى الـ40 لتأسيس العلاقات بين الصين ودول مجلس التعاون الخليجي، لإتمام المفاوضات بشأن اتفاقية التجارة الحرة بين الصين ودول المجلس في وقت مبكر.
وذكر أن الصين تقدّر استعدادات المملكة العربية السعودية النشطة للقمة الصينية العربية، ومستعدة لمواصلة التواصل مع السعودية والبدء في الاستعدادات للقمة في الوقت المناسب.
وقال إن الصين تتمسك بموقف موضوعي وعادل بشأن الملف النووي الإيراني، وتلتزم بدعم النظام الدولي لحظر الانتشار النووي وكذلك تحقيق الأمن والاستقرار في منطقتي الشرق الأوسط والخليج، دون أي مصالح أو اعتبارات جيوسياسية أنانية.
وأوضح أن الصين تتفهم وتدعم شاغل السعودية المشروع بشأن حماية الأمن الوطني، مضيفا أن الاتفاق الشامل بشأن القضية النووية الإيرانية يعد إنجازا هاما للتعددية.
وأضاف أن الصين ستواصل لعب دور بناء في تعزيز المفاوضات بشأن استئناف تنفيذ الاتفاق النووي الإيراني.
من جانبه، قال فيصل إن العلاقات السعودية-الصينية مهمة للغاية وتتطور بشكل جيد للغاية ، مضيفًا أن المملكة العربية السعودية تعتبر الصين دائمًا شريكًا استراتيجيًا موثوقًا حقيقيًا، ومستعدة للعمل مع الصين لتعميق التعاون الثنائي الشامل في مختلف المجالات.
وأعرب عن امتنانه للصين لمعارضتها التدخل الخارجي في الشؤون الداخلية للمملكة العربية السعودية، وقال إن المملكة تعارض بشدة أيضًا أي تدخل في الشؤون الداخلية للصين، وهو مبدأ طالما دافعت عنه السعودية.
وأشار إلى أن السعودية تتطلع إلى عقد القمة العربية الصينية الأولى العام المقبل، وتعتقد أن القمة ستصبح علامة فارقة مهمة في تاريخ العلاقات العربية الصينية.
وأشار إلى أن السعودية تولي أهمية كبيرة للمفاوضات بشأن اتفاقية التجارة الحرة بين مجلس التعاون الخليجي والصين وستعمل بنشاط على تعزيزها، إيمانا منها بأن ذلك يخدم المصالح المشتركة لكلا الجانبين.
وقال إن السعودية تولي أهمية كبيرة لدور الصين الفريد في القضية النووية الإيرانية، وتتطلع إلى أن تلعب الصين دورًا مهمًا في تعزيز استئناف الاتفاق النووي الإيراني والتسوية الشاملة والدائمة للقضية النووية الإيرانية.
كما تبادل الجانبان بشكل معمق وجهات النظر حول القضايا الدولية والإقليمية محل الاهتمام المشترك.