الصين والمملكة المتحدة تعمقان الفهم المتبادل والتعاون الثنائي
تعهد عضو مجلس الدولة وزير الخارجية الصيني وانغ يي ووزيرة الدولة للشؤون الخارجية وشؤون الكومنولث في المملكة المتحدة ليز تراس يوم (الجمعة) بتعميق الفهم المتبادل والتعاون بين الدولتين.
وفي مكالمة هاتفية مع وزيرة الخارجية الجديدة، قال وانغ إن الصين وبريطانيا عضوان دائمان في مجلس الأمن، وإن تنمية العلاقات الصينية-البريطانية تتجاوز النطاق الثنائي وتؤثر بشكل كبير على الأوضاع الإقليمية والدولية.
يتعين على الدولتين الحفاظ على التواصل الاستراتيجي وتعميق الفهم المتبادل وإدارة الخلافات بشكل مشترك والدفع تجاه تنمية سليمة ومستقرة للعلاقات الثنائية، بحسب وانغ، مضيفا أن ذلك يخدم المصالح الجوهرية للدولتين، ويلبي أيضا التطلعات المشتركة للمجتمع الدولي.
ومشيرا إلى أنه من الطبيعي للصين وبريطانيا الاختلاف في بعض القضايا، حيث أنهما يختلفان في التاريخ والثقافة ومسار التنمية، أوضح وانغ أن الجانبين يحتاجان إلى إجراء حوار بناء على الثقة المتبادلة والتسامح والسعي للوصول إلى أرضية مشتركة في حين الاحتفاظ بالاختلافات والسعي إلى خلق زخم إيجابي في العلاقات الثنائية وكذا توفير نظرة مستقبلية متسقة للعالم الأوسع.
وذكر وانغ أن الاقتصادين يكملان بكل وضوح بعضهما البعض، مع وجود إمكانات كبيرة للتعاون، مشيرا إلى أنه من المتوقع تجاوز قيمة التجارة الثنائية 100 مليار دولار هذا العام.
كما تعتزم الشركات الصينية والبريطانية المشاركة في الاستثمار المتبادل. كما توجد آفاق واسعة للتعاون الثنائي في مجالات مثل الخدمات المالية الحديثة والطاقة النظيفة والاقتصاد الرقمي، حسبما أضاف.
ومع استمرار ذلك، سيوفر مثل هذا التعاون الثنائي دعما قويا لاستراتيجيات التنمية الوطنية لكل منهما، حسبما ذكر.
كما تدعم الصين بريطانيا في استضافة المؤتمر الـ26 للأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية لتغير المناخ (كوب26)، وأعرب عن أمله في تمكن المؤتمر من تحقيق نتائج إيجابية، بحسب وانغ.
واستطرد قائلا إن الصين تقلق بشدة إزاء إقامة الشراكة الأمنية الثلاثية (أوكوس) بين الولايات المتحدة وبريطانيا وأستراليا، وكذا بشأن تعاون الدول الثلاث فيما يخص الغواصات التي تعمل بالدفع النووي.
وتعد هذه المرة الأولى التي تنقل فيها دولة تمتلك أسلحة نووية غواصات تعمل بالدفع النووي إلى دولة غير نووية، وتمدها باليورانيوم عالي التخصيب دون إخضاعه إلى الرقابة والتحقق الدوليين، ما يشكل بكل تأكيد خطرا شديدا فيما يتعلق بالانتشار النووي.
وأكد وانغ أن خلق كتلة عسكرية جديدة في المنطقة سيزيد من سباق التسلح وسيثير المواجهة بين الدول الكبرى، وسيقوض السلام والاستقرار الإقليميين، مضيفا أن الجانب الصيني يعارض شراكة (أوكوس)، ويحث الجانب البريطاني على التعامل مع هذه القضية بحذر والتفكير مرتين قبل اتخاذ أي تحرك إضافي.
ومن جانبها، قالت تراس إن بريطانيا والصين عضوان دائمان في مجلس الأمن، ومن المهم الحفاظ على تواصل دوري بينهما.
كما يتعين على الجانبين تعزيز التبادلات رفيعة المستوى والتواصل الاستراتيجي، وتعميق الفهم المتبادل والتعاون العملي في مختلف المجالات، وتعزيز تنمية العلاقات الثنائية بينهما، حسبما ذكرت.
ومشيرة إلى أن التغير المناخي مجال رئيسي للتعاون بين الدولتين، أوضحت تراس أن بريطانيا تعتزم تعزيز التعاون مع الصين لضمان نجاح (كوب26).
كما شرحت وتناولت بالتفصيل أيضا شراكة (أوكوس).