شي يحضر إجتماعاً بمناسبة الذكرى الـ50 لإستعادة جمهورية الصين الشعبية مقعدها الشرعي في الأمم المتحدة
حضر الرئيس الصيني شي جين بينغ اليوم الاثنين إجتماعاً إحتفالياً بمناسبة الذكرى الـ50 لإستعادة جمهورية الصين الشعبية مقعدها الشرعي في الأمم المتحدة.
أشاد الرئيس الصيني شي جين بينغ بدايةً، بإستعادة جميع حقوق جمهورية الصين الشعبية في الأمم المتحدة قبل 50 عاماً باعتبارها انتصاراً للشعب الصيني ولشعوب جميع دول العالم، وقال إن استعادة المقعد الشرعي لجمهورية الصين الشعبية في الأمم المتحدة كانت حدثاً بالغ الأهمية للعالم والأمم المتحدة، وتمتعت بأهمية كبيرة وبعيدة المدى للصين والعالم بأسره، كما مثلت هذه الإستعادة عودة الشعب الصيني، أو عودة ربع سكان العالم إلى مسرح الأمم المتحدة، وجاءت نتيجة للجهود المشتركة من قبل جميع البلدان المحبة للسلام التي وقفت من أجل العدالة في العالم.
فيما يتعلق بالصين،
شدد الرئيس الصيني شي جين بينغ على أن الصين أوفت بأمانة بمسؤوليتها ومهمتها كعضو دائم في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة وبقيت وفية لأهداف ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة وأيدت الدور المركزي للأمم المتحدة في الشؤون الدولية، ودافعت بنشاط من أجل التسوية السياسية للنزاعات من خلال الوسائل السلمية، مضيفاً أنها أرسلت أكثر من 50 ألفاً من قوات حفظ السلام إلى عمليات حفظ السلام للأمم المتحدة، وهي الآن ثاني أكبر مساهم مالي في كل من الأمم المتحدة وعملياتها لحفظ السلام.
وقال إن الصين شقت طريقًا لتنمية حقوق الإنسان يتماشى مع تيار العصر ويتميز بالخصائص الصينية، ما يقدم إسهامات كبيرة في تقدم حقوق الإنسان في الصين وقضية حقوق الإنسان الدولية، وقال إن العقود الخمسة الماضية منذ أن استعادت جمهورية الصين الشعبية مقعدها الشرعي في الأمم المتحدة، شهدت التنمية السلمية للصين والتزامها وتفانيها من أجل رفاهية البشرية، وأكد أنها اتبعت دائما روح ميثاق الأمم المتحدة والإعلان العالمي لحقوق الإنسان، وطبقت بجدية مبدأ عالمية حقوق الإنسان ضمن السياق الصيني.
كما أكد الرئيس الصيني بتعهد الصين للتنمية السلمية والإصلاح والانفتاح والتعددية، وقال شي “إن الصين، تقف عند نقطة انطلاق تاريخية جديدة، وستواصل الإلتزام بطريق التنمية السلمية وستظل من بناة السلام العالمي دائما، وستحافظ على تعهدها بإتباع طريقة الإصلاح والانفتاح وستكون مساهما في التنمية العالمية دائما. وستظل الصين ملتزمة بطريق التعددية وستظل مدافعا عن النظام الدولي دائما”.
وفيما يتعلق بالشعب الصيني،
قال الرئيس إن الشعب الصيني دائماً ما يؤيد سلطة وقدسية الأمم المتحدة ويمارس التعددية، وإن تعاون الصين مع الأمم المتحدة قد تعمق بشكل مطرد على مدى السنوات الخمسين الماضية.
وقال، إن الشعب الصيني دائما ما حافظ على الإنصاف والعدل الدوليين، وقدم إسهامات كبيرة للسلام والتنمية في العالم، وهو شعب محب للسلام، ويعرف جيداً قيمة السلام والإستقرار، مضيفا “تمسكنا بثبات بسياسة خارجية مستقلة للسلام، واتخذنا موقفا حازما من أجل الإنصاف والعدل، وعارضنا بحزم الهيمنة وسياسات القوة”.
وأضاف أن الشعب الصيني مؤيد قوي للدول النامية الأخرى في نضالها العادل لحماية السيادة والأمن ومصالح التنمية، وأشار إلى أن الشعب الصيني ملتزم بتحقيق تنمية مشتركة، قائلا “من خط سكة حديد تنزانيا-زامبيا إلى مبادرة الحزام والطريق، فعلنا كل ما في وسعنا لمساعدة الدول النامية الأخرى، وقدمنا للعالم فرصا جديدة من خلال تنميتنا.
وذكر شي أنه عند تقييم مسار التنمية لدولة، فإنه أولا وقبل كل شىء لابد أن نعرف ما إذا كان يناسب ظروف الدولة، ويتبع اتجاه التنمية السائد في العصر، ويؤدي إلى النمو الاقتصادي والتقدم الاجتماعي وتحسين سبل العيش والاستقرار الاجتماعي، وهل يحظى بدعم الشعب وتأيده ويساهم في قضية تقدم البشرية.
وفيما يتعلق بالأمم المتحدة،
قال الرئيس الصيني، إن العقود الخمسة الماضية منذ أن استعادت جمهورية الصين الشعبية مقعدها الشرعي في الأمم المتحدة، شهدت التنمية السلمية للصين والتزامها وتفانيها من أجل رفاهية البشرية، وقال “على مدى الأعوام الـ50 الماضية، أظهر الشعب الصيني روحا لا تعرف الكلل وتمسك بالاتجاه الصحيح لتنمية الصين في ظل الظروف المتغيرة، وهو ما سطر فصلا ملحميا في تاريخ تنمية الصين والبشرية”.
ودعا الرئيس الصيني شي إلى بذل جهود لدعم سلطة ومكانة الأمم المتحدة بحزم، والعمل معا لممارسة التعددية الحقيقية، وأشار إلى أن بناء مجتمع المستقبل المشترك للبشرية يتطلب أمماً متحدةً قوية وإصلاح
وتطوير نظام الحوكمة العالمي، كما دعا الدول إلى التمسك بالنظام الدولي مع الأمم المتحدة في جوهره والنظام الدولي المدعوم بالقانون الدولي والأعراف الأساسية للعلاقات الدولية على أساس أهداف ومبادئ
ميثاق الأمم المتحدة، وقال إن الصين ستكون سعيدة بالعمل مع جميع الدول بموجب مبدأ التشاور المكثف والمساهمة المشتركة والمنافع المشتركة لاستكشاف أفكار جديدة ونماذج جديدة للتعاون ومواصلة إثراء
ممارسة التعددية في ظل الظروف الجديدة.
وحث الدول بالتالي، على التأكد من أن الأمم المتحدة تلعب دورا أكثر إيجابية في تعزيز السلام والتنمية للبشرية، وقال شي “لا يمكن صياغة القواعد الدولية إلا من قبل الدول الأعضاء الـ193 في الأمم المتحدة بشكل مشترك، ولا يمكن تحديدها من قبل دول منفردة أو تكتلات من الدول”.
وأشار شي إلى أنه في الوقت نفسه، يجب على الدول الأعضاء الـ193 في الأمم المتحدة الالتزام بالقواعد الدولية، ولا يكون هناك استثناء، وشدد على أنه يتعين على الدول احترام الأمم المتحدة، والعناية الجيدة بأسرة الأمم المتحدة، والامتناع عن استغلال المنظمة أو التخلي عنها بناء على رغبات متغيرة.
وأخيراً، دعا الرئيس الصيني العالم الى تكثيف التعاون والعمل معا لمواجهة مختلف التحديات والقضايا العالمية التي تواجه البشرية، وقال إن المجتمع الدولي يواجه نزاعات اقليمية فضلا عن القضايا العالمية مثل الارهاب وتغير المناخ والأمن السيبراني والأمن البيولوجي، مشيرا الى أنه “لا يمكن مواجهة هذه القضايا بشكل فعال الا من خلال حوكمة عالمية أكثر شمولا وآليات متعددة الأطراف أكثر فعالية وتعاون اقليمي أكثر نشاطا”.
كما دعا إلى اتباع الاتجاه السائد للتاريخ واختيار التعاون بدلا من المواجهة، والانفتاح بدلا من العزلة، والمنفعة المتبادلة بدلا من المعادلات الصفرية، وقال “سنعارض بثبات جميع أشكال الهيمنة وسياسة القوة، وكذلك جميع أشكال الأحادية والحمائية”.
وشدد أنه على البلدان خلق أكبر قدر من التآزر لبناء عالم أفضل، وقال ان بناء مجتمع المستقبل المشترك للبشرية لا يعني استبدال نظام أو حضارة بأخرى، وأضاف “بدلا من ذلك، يتعلق الأمر بتضافر الدول ذات الأنظمة الاجتماعية والأيديولوجيات والتواريخ والثقافات ومستويات التنمية المختلفة، من أجل المصالح والحقوق والمسؤوليات المشتركة في الشؤون العالمية، وخلق أكبر قدر من التآزر لبناء عالم أفضل”.
كذلك دعا الدول في جميع أنحاء العالم إلى وضع شعوبها في الصدارة وفي القلب، والسعي بدأب لتحقيق التنمية بمستوى أعلى من الجودة والفعالية والعدالة والاستدامة والأمن، ولفت شي إلى أن التنمية لا معنى لها
إلا عندما تكون لصالح الشعب، ولا تستطيع أن تدوم إلا عندما يحفزها الشعب، مشيرا إلى أنه من المهم أيضا تعزيز قدرة الشعب على التنمية وخلق بيئة تنموية يشارك فيها الجميع وينتفع بها الجميع، وصياغة
نموذج تنموي تعود ثماره على كل شخص في كل دولة بطريقة مباشرة وعادلة على نحو أكبر.
ودعا أيضاً إلى بذل جهود حثيثة في دعم السلام والتنمية والإنصاف والعدل والديمقراطية والحرية، التي تمثل القيم المشتركة للبشرية، والعمل معا لتوفير الفلسفة الإرشادية الصحيحة لبناء عالم أفضل، والى بذل
جهود مشتركة لبناء مجتمع المستقبل المشترك للبشرية، قائلا “لنتكاتف ونقف على الجانب الصحيح من التاريخ وإلى جانب التقدم البشري ونعمل بلا كلل من أجل التنمية الدائمة والسلمية للعالم”.
وأكّد بالتالي الرئيس إنه يتعين على البشرية التغلب على الصعوبات في تضامن والسعي إلى تحقيق التنمية المشتركة في وئام، وقال أن “البشرية هي مجتمع متكامل، والأرض هي موطننا المشترك”، مضيفا أن “لا يمكن
لأي شخص أو بلد أن يزدهر في عزلة، ويجب علينا أن نواصل التحرك نحو مجتمع المستقبل المشترك للبشرية، ونخلق مستقبلا أفضل بشكل مشترك”.