تعليق شينخوا: على واشنطن التوقف عن اللعب بالنار بشأن تايوان
وكالة أنباء شينخوا:
لقد تجاوزت مرة أخرى الجلبة التي أثارها وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكين بشأن “المشاركة القوية والهادفة لتايوان في جميع أنحاء منظومة الأمم المتحدة” الخط الأحمر للصين بشأن مسألة تايوان.
لقد انتهكت تصريحات بلينكين غير المسؤولة يوم الثلاثاء بشدة مبدأ صين واحدة والبيانات المشتركة الثلاثة بين الصين والولايات المتحدة، الأساس السياسي للعلاقات بين الصين والولايات المتحدة، وحنثت بالوعد الذي قطعته واشنطن، وشكلت خرقا صارخا للمعايير الدولية.
قبل خمسة عقود، اعتمدت الدورة الـ26 للجمعية العامة للأمم المتحدة القرار رقم 2758 بأغلبية ساحقة، وأعيدت جميع حقوق جمهورية الصين الشعبية في المنظمة العالمية. وقد حل القرار مسألة تمثيل الصين في الأمم المتحدة من الناحية السياسية والقانونية والإجرائية بشكل نهائي.
كما ذكرت الولايات المتحدة بوضوح في البيانات المشتركة الثلاثة بين الصين والولايات المتحدة أنها “اعترفت بحكومة جمهورية الصين الشعبية باعتبارها الحكومة الشرعية الوحيدة للصين” و”أقرت بالموقف الصيني المتمثل في أنه لا توجد سوى صين واحدة وتايوان جزء من الصين”.
ومبدأ صين واحدة هو إجماع عالمي وأحد القواعد الأساسية المعترف بها عالميا التي تحكم العلاقات الدولية، ولا يقبل أي استفزاز أو تحريف. وحتى الآن، أقامت 180 دولة، من بينها الولايات المتحدة، علاقات دبلوماسية مع الصين على أساس الالتزام بهذا المبدأ.
وتعد حكومة جمهورية الصين الشعبية هي الحكومة الشرعية الوحيدة التي تمثل الصين بأكملها، وتايوان جزء لا يتجزأ من أراضي الصين. وبالتالي، ليس للجزيرة أي حق على الإطلاق في أن تكون عضوا في الأمم المتحدة، وهي منظمة حكومية دولية لا تسمح إلا للبلدان ذات السيادة بالانضمام إليها. ويجب التعامل مع مشاركتها في أنشطة المنظمات الدولية وفقا لمبدأ صين واحدة.
ولفترة طويلة، ظلت واشنطن تلعب ورقة تايوان لعرقلة مساعي الصين لإعادة التوحيد والتنمية. وتسببت أفعال أمريكا الشريرة مثل بيع الأسلحة لتايوان وإرسال مسؤولين إلى المنطقة لإجراء زيارات بزعزعة الأساس السياسي للعلاقات بين الصين والولايات المتحدة وزيادة الشكوك حولها، وأضرت بشكل كبير بالسلام والاستقرار عبر مضيق تايوان.
واليوم، ما زال بعض السياسيين في واشنطن يختارون تجاهل التاريخ والحقائق والقانون الدولي، محاولين تحدي سلطة الأمم المتحدة وإرسال معلومات مضللة إلى القوى الانفصالية التي تدعو إلى ما يسمى “باستقلال تايوان”.
وتتعلق القضايا المتعلقة بتايوان بسيادة الصين ووحدة أراضيها. ولن تساوم بكين أبدا بشأن تلك المسائل المتعلقة بالمصالح الجوهرية للبلاد. فالصين، حكومة وشعبا، لديها القدرة والعزم على حماية سيادة البلاد ووحدة أراضيها.
من يلعب بالنار سيكتوي بها في نهاية المطاف. ويتعين على واشنطن أن توقف تصريحاتها وتصرفاتها الخاطئة وغير المسؤولة بشكل خطير بأقرب وقت ممكن، وأن تحترم حقا التزاماتها وتلتزم بقرار الأمم المتحدة، وأن تتخذ إجراءات ملموسة لتحقيق الاستقرار في العلاقات بين الصين والولايات المتحدة والعلاقات عبر المضيق.