تعليق ((شينخوا)): سر العلاقات المزدهرة بين الصين وأفريقيا
لقد وقفت الصين وأفريقيا معا خلال أوقات الشدائد والنجاح، لتشكلا بذلك مثالا قويا يحتذى به لبناء مجتمع عالمي ذي مستقبل مشترك.
ويعقد المؤتمر الوزاري الثامن لمنتدى التعاون الصيني الأفريقي (فوكاك) بالرغم من الاضطرابات الناجمة عن وباء كوفيد-19، مما يظهر الأهمية الكبيرة التي تعلقها أفريقيا والصين على تعزيز علاقاتهما، وكذا الثقة المتبادلة العميقة التي سوف تخلق المزيد من الفرص للشريكين التقليديين للتعاون.
وقد أصبح المنتدى، منذ إنشائه في عام 2000، منبرا هاما للحوار الجماعي وآلية فعالة للتعاون العملي الذي أفاد الشعبين الصيني والأفريقي بصورة عميقة وأعاد تشكيل التعاون الدولي مع أفريقيا.
وبعد سنوات من الجهود المتفانية، ازدهرت شجرة التعاون الصيني الأفريقي — وهي باسقة وقوية ولا يمكن أن تهزها أي قوة. والصداقة الصينية الأفريقية في أوج عطائها الآن.
وكشف كتاب أبيض بعنوان “الصين وأفريقيا في العصر الجديد: شراكة متساوية” صدر عن المكتب الإعلامي لمجلس الدولة الصيني يوم الجمعة سر التعاون الصيني الأفريقي المثمر.
وذكر الكتاب أن الصداقة الصينية الأفريقية تجسدت في الثقة السياسية المتبادلة والتعاون الاقتصادي السريع التوسع والتعاون المتزايد في التنمية الاجتماعية والتبادلات الشعبية والتبادلات الثقافية وتوسيع التعاون بشكل ثابت في مجال السلام والأمن.
وعلى الصعيد الاقتصادي، تشير الإحصاءات إلى أن الصين كانت أكبر شريك تجاري لأفريقيا على مدى 12 عاما منذ 2009. ومثلت التجارة الصينية الأفريقية أكثر من 21 في المائة من إجمالي التجارة الخارجية لأفريقيا في عام 2020. وقد زادت الصين وارداتها من المنتجات غير المتعلقة بالموارد، وعرضت معاملات بدون تعريفات جمركية على 97 في المائة من المواد الخاضعة للضريبة من جانب 33 دولة من أقل الدول نموا في أفريقيا.
وبحلول نهاية عام 2020، تجاوزت الاستثمارات المباشرة للشركات الصينية في أفريقيا 43 مليار دولار أمريكي. وقد خلقت أكثر من 3500 شركة صينية في جميع أنحاء القارة بشكل مباشر وغير مباشر ملايين الوظائف بينما أكثر من 80 في المائة من موظفيها من السكان المحليين.
وعندما يتعلق الأمر بالبنية التحتية، فإن القول بأن مشاركة الشركات الصينية في تطوير البنية التحتية يغير المشهد في أفريقيا بشكل عميق ليس مبالغا فيه. وحتى الآن، وقعت جميع البلدان الأفريقية تقريبا التي لديها علاقات دبلوماسية مع الصين بالفعل اتفاقات بشأن التعاون في إطار مبادرة الحزام والطريق. ومثلت المشاريع التي نفذتها الشركات الصينية 31.4 في المائة من جميع مشاريع البنية التحتية في أفريقيا في عام 2020.
ومنذ تأسيس (فوكاك)، استخدمت الشركات الصينية أموالا مختلفة لمساعدة البلدان الأفريقية على بناء وتحديث أكثر من 10 آلاف كيلومتر من السكك الحديدية، وقرابة 100 ألف كيلومتر من الطرق السريعة، ونحو ألف جسر و100 ميناء، و66 ألف كيلومتر من نقل وتوزيع الطاقة. كما ساعدت في بناء قدرة توليد طاقة مركبة تبلغ 120 مليون كيلووات وشبكة اتصالات أساسية يبلغ طولها 150 ألف كيلومتر وخدمة شبكة تغطي قرابة 700 مليون محطة مستخدم، وفقا لما جاء في الكتاب الأبيض.
وإلى جانب التعاون المثمر في البنية التحتية، ساعدت الصين في دفع التصنيع والتنويع الاقتصادي في أفريقيا قدما من خلال بناء مناطق تعاون اقتصادي وتجاري ومناطق اقتصادية خاصة ومجمعات صناعية ومجمعات علمية.
كما تشارك الصين تجارب التنمية الزراعية والتكنولوجيا مع أفريقيا وتساعد أفريقيا في بناء سلاسل القيمة الزراعية وتعزيز التجارة. كما ساعدت أفريقيا على سد الفجوة الرقمية من خلال توسيع التعاون الرقمي.
ويسود الدعم المتبادل في العصر الجديد للتعاون بين الصين وأفريقيا. من الزلزال المدمر الذي ضرب مقاطعة سيتشوان جنوب غرب الصين في 2008 إلى إعصار إيداي الذي اجتاح زيمبابوي وموزمبيق وملاوي في 2019، ومن تفشي فيروس الإيبولا في غرب أفريقيا في 2014 إلى وباء كوفيد-19 المستمر، وقفت الصين وأفريقيا دائما جنبا إلى جنب في الأوقات العصيبة.
وخلال أصعب الأوقات في مكافحة الصين لوباء كوفيد-19 قدمت الدول الأفريقية والمنظمات الإقليمية مثل الاتحاد الأفريقي دعما قويا للصين. وبعد أن ضرب الوباء أفريقيا، عرضت الصين على الفور تقديم مساعدات إنسانية، بما فيها الإمدادات الطبية واللقاحات التي تمس الحاجة إليها. وقبل أيام، أُنجز بناء الهيكل الأساسي للمبنى الرئيسي للمقر الرئيسي للمراكز الأفريقية لمكافحة الأمراض والوقاية منها الذي تموله الصين.
وفي المؤتمر المرتقب تتطلع الصين وأفريقيا إلى إجراء مناقشات متعمقة حول الانتعاش الاقتصادي بعد الوباء والصحة وتطوير البنية التحتية وقضايا أخرى.
ومن المتوقع أيضا أن يعزز الجانبان محركات النمو الجديدة مثل التجارة الإلكترونية، وبناء شبكات الجيل الخامس “5 جي”، وتخضير الاقتصاد بهدف تعزيز التنمية المشتركة عالية الجودة والمستدامة.
واستشرافا للمستقبل، فإن المجال للتعاون تبادلي المنفعة سيشهد توسعا بالتأكيد مع تزايد قوة مجتمع الصين وأفريقيا ذي مستقبل مشترك.