تعليق ((شينخوا)): فشل واشنطن الذريع في عرضها الصوري للديمقراطية
لا عجب أن “قمة الديمقراطية” التي عقدتها واشنطن بعد عناء شديد قد فشلت على نحو ذريع.
ففي نهاية الأمر، استنتج المجتمع الدولي منذ أمد طويل أن أمريكا بعيدة كل البعد عن “منارة الديمقراطية” وأن ديمقراطيتها لا توجد إلا بالاسم. وقد أعرب العديد من أصحاب الرؤى في جميع أنحاء العالم عن معارضتهم لخطة واشنطن لتقسيم العالم وتشويه سمعة الآخرين باستخدام هذه المهزلة السياسية الفاشلة.
وعبر دعوة ناثان لاو كون-تشونغ، وهو شخصية من ذوي السمعة الرديئة في “استقلال هونغ كونغ”، فضلا عن القوى الانفصالية “لاستقلال تايوان”، تبين أن التجمع ليس أكثر من تلاعب سياسي يهدف إلى التحريض على الانقسام وتعطيل الاستقرار العالمي والحفاظ على الهيمنة الأمريكية.
لطالما حول ناثان لاو وغيره من شخصيات “استقلال هونغ كونغ” أنفسهم إلى بيادق لكي تحتوي الولايات المتحدة الصين. وخلال الاجتماع الذي جرى على الانترنت، اختلق مجددا أكاذيب سياسية وادعاءات باطلة ضد الحكومة المركزية الصينية وحكومة منطقة هونغ كونغ الإدارية الخاصة.
كمشتبه به جنائي مطلوب من قبل شرطة هونغ كونغ للتحريض على أعمال الشغب، فإن ناثان لو لا ليس لديه أي علاقة بكلمة “ديمقراطية”. وعلى الرغم من محاولته إخفاء نيته الشريرة، فإن المجتمع الدولي لن ينس أبدا كيف أن مثل هؤلاء الأشخاص البغيضين حرضوا الغوغاء على إحداث دمار في السلم الاجتماعي في هونغ كونغ وألقوا بالمجتمع المحلي في حالة من الفوضى قبل دخول قانون الأمن الوطني لهونغ كونغ حيز النفاذ.
وقد كشفت دعوة مثل هذه الشخصية الخسيسة إلى الاجتماع مرة أخرى عن نفاق الولايات المتحدة في استخدام “الديمقراطية” لخدمة مصالحها الذاتية والتواطؤ مع القوى المناهضة للصين في هونغ كونغ، فضلا عن نيتها تقويض ازدهار واستقرار هونغ كونغ والتدخل في الشؤون الداخلية للصين.
وتعد دعوة مقاطعة تايوان الجزيرة الصينية مثالا آخر على أجندة واشنطن الجيوسياسية في عقد الاجتماعات.
وقد شهدت الأشهر القليلة الماضية لعب بعض الساسة الأمريكيين بشكل هستيري بـ “بطاقة تايوان” وإرسال رسائل خاطئة وخطيرة للغاية إلى سلطة تايوان والقوى الانفصالية في الجزيرة.
ولا توجد سوى صين واحدة في العالم وتايوان جزء لا يتجزأ من أراضي الصين. وفي حين أعرب البيت الأبيض في مناسبات عديدة عن التزامه بسياسة صين واحدة، فقد أصر على استعراض العضلات وإثارة المتاعب في مضيق تايوان من خلال بيع الأسلحة إلى تايوان وإرسال سفنه الحربية إلى هناك.
وهذه الأعمال الاستفزازية، وليس أقلها الدعوة هذه المرة، أعطت تلك العناصر الانفصالية شريان حياة سياسي تحتاجه بشدة على حساب السلام والاستقرار عبر المضيق.
لن يخدع التواطؤ بين واشنطن والقوى الانفصالية “لاستقلال تايوان” أحدا. وكما قال وزير الخارجية السنغافوري السابق جورج يو يونغ بون، فإن الدعوة “لا علاقة لها بالديمقراطية بل لها علاقة بانخراط الولايات المتحدة في العلاقات عبر المضيق”.
لقد أصبح هناك توافق عالمي في الآراء الآن على أن العالم يواجه حاليا تحديات لم يسبق لها مثيل، تتطلب من البلدان في جميع أنحاء العالم الوقوف في تضامن أقوى من أي وقت مضى.
ومن خلال تنظيم عرض صوري للديمقراطية، فإن واشنطن لا تقوم إلا بالتحريض على الانقسام والمواجهة، وبالتالي التسبب بأضرار لا حصر له. ولن يذكر التاريخ ما يسمى بـ “قمة الديمقراطية” إلا كعنصر متلاعب بالديمقراطية ومخرب لها.