السياحة في الصين: عالمٌ من السحر والجمال
موقع الصين بعيون عربيّة-
بتول ريا:
جمهوريّة الصين الشعبيّة، إحدى أفضل أماكن الجذب السياحي في العالم، تمتلك كل ما يجعلها وجهة لعاشقي السفر، أنماط الحياة وأساليب العيش فيها مختلفة، أراضيها واسعة، حضاراتها وثقافاتها متنوّعة، تاريخها يعود إلى آلاف السنين، لها حضارة كبرى تضاهي حضارات الفراعنة والإغريق والرومان، فهي غنيّة بالأماكن الطبيعيّة، والحدائق المفتوحة، والمراكز التجاريّة والمعارض الحديثة، والعديد من المدن القديمة المليئة بالتاريخ والتراث الّذي يعود لآلاف السنين.
دولة راقية، تاريخها عريق، فكرها أصيل، واقعها جميل، لها طريقتها الخاصة في أي جانب من جوانب الحياة، تمتلك إمكانيّات جغرافيّة لتصبح في مقدّمة الدول السياحيّة.
وإذا أردنا الحديث عن السفر والسياحة، فلذلك أهداف عديدة، منها الإستمتاع وقضاء العطل والإجازات، ومنها التسوّق وإستيراد المنتجات، والصين بدورها تمتلئ بالمناظر الطبيعيّة والمقاصد والمنتجعات السياحيّة والأثريّة، بالإضافة إلى ساحلها الشرقي العملاق على المحيط، وكذلك تمتلك أضخم المباني الكلاسيكيّة القديمة والمباني المعاصرة، بالإضافة إلى إمتلاكها سوقاً ضخمة للعديد من المنتجات بإختلاف أنواعها، ممّا يجعلها من أفضل الوجهات السياحيّة لتحقيق تلك الأهداف وجعل السياحة في أرجائها لها متعتها الخاصّة، إذ تعتبر مزيج بين التقاليد والموروثات الشعبيّة القديمة، وبين التقدّم التكنولوجي والصناعي والإزدهار.
عرفت الصين أقدم أشكال الحياة، وأوّل حضارات البشريّة منذ بدء التاريخ، فالحضارة الصينيّة واحدة من أقدم الثقافات في العالم، والصين منطقة تغطّي مساحة جغرافيّة كبيرة في شرق آسيا بعادات وتقاليد متفاوتة جدّاً بين المحافظات والمدن وحتّى القرى، ومن أهم مكوّنات الحضارة الصينيّة الأدب والموسيقى والفنون البصريّة وفنون الدفاع عن النفس والمأكولات والدين وغيرها.
كما تشتهر الصين بعدد من المعالم الّتي اكتسبت شهرة عالميّة، والّتي تستقطب السيّاح من حول العالم لزيارتها، ومن أبرز هذه المعالم: سور الصين العظيم، تمثال ليشان بوذا العملاق، قصر الصيف، قصر بوتالا، مصاطب الأرز في هونغي هاني، والمدينة المحرّمة، وجيش التيراكوتا في شيآن . فسور الصين العظيم أطول وأضخم سور على سطح الأرض أحد عجائب الدنيا السبع وأشهر المعالم الّتي تتميّز بها الصين، وتمثال بوذا ليشان العملاق المنحوت هو أعظم تماثيل بوذا في العالم وأحد عجائب الصين الفنية يقع في معبد بوذي في جبل آماي (أجمل جبال الصين)، وقصر الصيف أشهر القصور الصينيّة يضمّ حديقة طبيعيّة تحتوي على نوافير مياه ومباني ومعابد وجسور، وقصر بوتالا يشكّل تحفة معماريّة خلّابة وأبنيته تعبّر عن فخامة غاية في الروعة، ومصاطب الأرز في هونغي هاني تعتبر مصاطب عظيمة تقع في مقاطعة يونان وتتّبع المدرجات نظام ري معقّد عمل على تطويره الصينيون منذ آلاف السنين، والمدينة المحرّمة أحد معالم الصين التاريخيّة وأبرز المتاحف العالميّة، تضمّ أكثر من مليون قطعة في غاية الأناقة، أمّا جيش التيراكوتا فهو مجموعة كبيرة من الجنود الفخاريين، أكثر الآثار العالميّة شعبيّة، يدل على مدى الرقي الّذي كانت تتّسم به الحضارة الصينيّة.
وبالنسبة للتطوّر والتقدّم والإزدهار، فالصين النموذج الأمثل لذلك، حيث أنّ سياسة الإصلاح والإنفتاح الّتي قام بها الحزب الشيوعي الصيني بعد تسلّمه الحكم، حوّلت جمهوريّة الصين الشعبيّة من دولة معزولة إلى واحدة من أعظم القوى الإقتصاديّة، فهي الآن صاحبة أسرع نمو إقتصادي في العالم، هي أكبر دولة مصدّرة وثاني أكبر دولة مستوردة للبضائع، ممّا يجعلها تسيطر على حركة التجارة العالميّة، كما حقّقت العلاقة بينها وبين العالم تغيّراً تاريخيّاً، بدمجها تطوّرها الذاتي مع مسيرة التقدّم التاريخيّة للبشريّة. فعلى كافّة الأصعدة، أنجزت الصين بناءاً سياسيّاً وإقتصاديّاً وإجتماعيّاً عظيماً ، ولم تترك ميداناً إلّا واقتحمته، فأدّى ذلك إلى جعل تنفيذ سياسة الإصلاح والإنفتاح، الّتي تتماشى مع تيّارات العصر للعولمة والإندماج في العالم من أجل التنمية المشتركة، معلماً هامّاً في تاريخ الصين المعاصرة، يجلب تغيّرات عظيمة للصين ويؤثر في العالم تأثيراً عميقاً.
السياحة في الصين تزداد كلّما تعرّف العالم على مميّزات تلك المنطقة، منطقة التنوّعات، فبالنسبة للمرتفعات هي تملك أعلى القمم في العالم، وبالنسبة للمنخفضات، فإنّها من أنسب الأماكن، تملك البحيرات والأنهار والبحار والجبال والصحراء والأراضي الخضراء، إنّها دولة الإلتقاء الطبيعي، أكثر الأماكن متعة وسحراً في العالم.
جمهوريّة الصين الشعبيّة، دولة غريبة، متعدّدة الجوانب، مهما كثر الحديث عن روعتها لا يوفيها البعض من حقّها، تضمّ أفضل الأماكن الّتي يفوق وصفها الخيال، تجربة السفر إليها فريدة، فلا بدّ من أن تصبح بتراثها الحضاري والثقافي، وبحاضرها المزدهر والمتطوّر هدفاً للسيّاح من كل بقاع الأرض، لأنّ عالمها المجهول، الساحر والمليء بالأسرار والغموض، يجعل متعة السفر إليها ذات مذاق خاص.