الصين والدول العربية تتكاتفان لخلق مستقبل أفضل
في السنوات الأخيرة، أظهر التعاون الاقتصادي والتجاري الصيني العربي مرونة وحيوية قويتين. ويمر التعاون الصيني العربي في مجال البنية التحتية بفترة من التطور السريع، ويتمتع الجانبان بآفاق واسعة في بناء “الحزام والطريق” وتعميق التعاون الاقتصادي والتجاري. وخلال فترة “الخطة الخمسية الرابعة عشرة” (2021-2025)، سيتواصل توسيع وتعميق التعاون الصيني العربي في مختلف المجالات بالإضافة إلى فتح صفحة جديدة منه.
وقال تشيان كه مينغ نائب وزير التجارة الصيني في مؤتمر صحفي بشأن الدورة الخامسة لمعرض الصين والدول العربية للاستيراد الذي أُقيم في أغسطس/آب من العام الجاري إنه في ظل الأوضاع الدولية المعقدة وتفشي جائحة كوفيد-19، شهد التعاون الاقتصادي والتجاري بين الصين والدولة العربية مرونة وقوة حيوية. فقد اتحدت الصين مع الدول العربية لمكافحة الجائحة والتغلب على الصعوبات، حيث أبدت الدول العربية تضامنها ودعمها للصين، وكانت الإمارات أول دولة قبلت اختبار المرحلة الثالثة للقاحات الصينية في الخارج. وقدمت الجزائر ومصر وغيرها من الدول العربية مساعدات مادية للصين في وقت مبكر بعد تفشي الجائحة. وفي الوقت نفسه، قدمت الصين أيضا بنشاط مساعدات مادية للجانب العربي لدفع استئناف العمل والإنتاج.
ومن حيث التجارة، أصبحت الصين أكبر شريك تجاري للدول العربية، وأما الدول العربية فهي أكبر موردي النفط الخام للصين في الخارج. وفي عام 2020، سجل حجم التجارة الصينية العربية 239.8 مليار دولار أمريكي. ومن بينها، بلغت صادرات الصين إلى الدول العربية 123.1 مليار دولار أمريكي، محققة نموا سنويا بنسبة 2.2٪ على الرغم من تأثير الجائحة. ومن حيث الاستثمار الثنائي الاتجاه، وصل رصيد الاستثمار الصيني المباشر في الدول العربية حتى نهاية عام 2020 إلى 20.1 مليار دولار أمريكي، واستثمرت الدول العربية إجمالي 3.8 مليار دولار أمريكي في الصين. وتغطي الاستثمارات ذات الاتجاهين العديد من المجالات مثل النفط والغاز والبناء والتصنيع والخدمات اللوجستية والطاقة. وخلال فترة الخطة الخمسية الرابعة عشرة، سيجري توسيع وتعميق التعاون الاقتصادي والتجاري الصيني العربي، الأمر الذي سيعود بالنفع على شعبي الجانبين.
وأما التعاون الصيني العربي في مجال البنية التحتية، فحقق الجانبان نتائج ملحوظة، ويمر حاليا بـفترة من التطور السريع. ولدى الدول العربية رغبة شديدة في تعزيز اقتصاداتها وتحسين معيشة شعوبها وزيادة فرص العمل لمواطنيها، كما أن كثافة إنشاء البنية التحتية في ازدياد مستمر. ويواصل المحتوى العلمي والتكنولوجي ومستوى المعدات للتعاون بين الجانبين في التحسن.
وقال الدكتور محمد مختار الأستاذ المساعد المصري بجامعة جيلين الصينية للدراسات الأجنبية في مقابلة مع مراسل وكالة أنباء شينخوا إن الصين لا تهتم فقط بتنمية نفسها، بل تعزز أيضا تنمية البلدان والمناطق الأخرى المشاركة في بناء ‘الحزام والطريق”، إنها حقا دولة كبيرة ذات مسؤولية.
وفي الوقت الحاضر، تنفذ الصين “الخطة الخمسية الرابعة عشرة” لتسريع بناء نمط تنمية جديد مع الدورة المحلية باعتبارها الهيئة الرئيسية والدورات المزدوجة المحلية والدولية التي يعزز بعضها بعضا. وتُنفذ أيضا الإستراتيجيات الطموحة التي حددتها “رؤية 2030” للمملكة العربية السعودية والدول العربية الأخرى بشكل مطرد. وترتبط مراحل التنمية بين الصين والدول العربية ببعضها بعضا، كما أن المفاهيم والأفكار متسقة، والهياكل الاقتصادية متكاملة، وآفاق التشارك في بناء “الحزام والطريق” وتعميق التعاون الاقتصادي والتجاري واسعة للغاية. وتطبق الصين والدول العربية إجراءات عملية للوفاء بالتزاماتها الجادة ببناء مجتمع صيني عربي ذي مصير مشترك، وتكتب فصلا جديدا في تاريخ التبادلات الحضارية الإنسانية ببراغماتية وإخلاص.