عام التنين والتغيير
صحيفة الاتحاد الإماراتية:
في افتتاحيتها يوم أمس الاثنين، وتحت عنوان “عام التنين والتغيير”، أشارت صحيفة “سيدني مورنينج هيرالد” الأسترالية إلى أن الصعود الاقتصادي الذي تشهده الصين أثار تعليقات كثير من المحللين السياسيين الذين تنبأوا نهاية حتمية للنظام السياسي الصيني الذي تمكن من إنجاز تحديث سريع في البلاد.
هذه النظرية تستند إلى فرضية مفادها أن السلطوية ربما توفر الاستقرار المطلوب لانطلاق عملية التصنيع، لكن السلطوية غير مرنة، ولا تستجيب بسرعة، ولا تحتوي التطلعات الشعبية الرامية إلى تحسين الدخل ورفع مستوى التعليم، وهذا ما نراه واضحاً في الأنظمة السلطوية الخالصة مثل كوريا الشمالية.
ولكن قيادة الحزب الشيوعي الصيني، تجهز خلال العام الجاري لنقل السلطة لجيل جديد، ما يعني أن نموذج الحزب الواحد تتم الآن إدارته بعناية ليظل باقياً على المدى الطويل.
وضمن هذا الإطار، تأتي الدعوة إلى مكافحة الفساد في صفوف جنرالات “جيش التحرير الشعبي” كخطوة تهدف إلى تعزيز مصداقية الساسة الصاعدين، هذه الدعوة يتبناها “لوي يوان” ابن الرئيس الصيني السابق، إيماناً منه بأن انفلات الفساد يهدد وجود جيش التحرير الشعبي والحزب الشيوعي الصيني.
على صعيد آخر، تنوه الصحيفة إلى أن التطورات العربية، والتي يسميها البعض بـ”الربيع العربي”، دفعت الصين نحو مزيد من التضييق على الإنترنت ووسائل الإعلام.
لكن المرونة النسبية للاقتصاد الصيني في ظل مخاوف الغرب الاقتصادية، مسألة يتم استخدامها لتشتيت الانتباه بعيداً عن المطالب الداخلية المُلحّة في الصين، كتضييق الفجوة بين الأغنياء والفقراء.
هذه المرة ينبغي على الحكومة التعامل بجدية مع استياء الطبقة الوسطى من مشكلات حقيقية تتعلق بالتلوث وارتفاع أسعار المنازل والفساد.
عام التنين قد بدأ في التقويم الصيني، والتنين عادة ما يرمز إلى الطاقة والتغيير، وذكّرت الصحيفة بما حدث في 1978 وكان أيضاً عام التنين عندما نجح “دينج زاو بينج” الزعيم السابق للحزب الشيوعي، في فتح الاقتصاد المركزي الصيني وجعله يعمل وفق آليات السوق.
والآن مع الطفرة الحاصلة في وسائل الإعلام الاجتماعية، وانتشار الهواتف الذكية، يطمح عامة الصينيين خاصة المتعلمين منهم في تغيير سياسي خلال عام التنين.