مقالة: فلسطيني ينجح بإنشاء مزرعة لإنتاج فاكهة التنين بعد إستيرادها من الصين
وكالة أنباء شينخوا:
ينهمك المزارع منير دراغمة من مدينة طوباس شرق الضفة الغربية في قطف محصول فاكهة التنين بعد نجاحه في تطويع الطبيعة الفلسطينية لتصبح قادرة على إنتاج هذا النوع بعد جهد ذاتي باستيراد النبتة من الصين.
ويحمل دراغمة (40 عاما) وهو أب لأربع فتيات بين ذراعيه محصول الفاكهة الذي جمعه في عبوات كرتونية قبل أن يعرضها على تجار الفاكهة في مسقط رأسه ومدن أخرى في الضفة الغربية بالإضافة إلى تسويقها ذاتيا.
ويقول دراغمة بينما يمسك بيده ثمرة التنين التي وصل وزنها نحو كيلو جرام واحد لوكالة أنباء ((شينخوا))، إنه بدأ مشروعه قبل نحو خمسة أعوام، عندما قام بشراء حوالي 200 شتلة من فاكهة التنين من خلال تجار فلسطينيين كانوا متواجدين في الصين لشحن بضائع إلى الضفة الغربية، في حين تراوحت تكلفتها ما بين 2500 إلى 3000 آلاف دولار أمريكي.
ويضيف بأنه عمل على توسيع زراعتها لتصبح المزرعة هي الأولى من نوعها في الضفة الغربية. وتبلغ مساحة المزرعة نحو دونم (1000 متر مربع) تنتج مئات الكيلوات شهريا وهي مرحلة أولى من المشروع الذي يأمل دراغمة في تطويره وتوسعته في المستقبل القريب ليصبح أكثر من خمسة دونمات.
ورغم وجود نبتة التنين قبل ذلك في مشاتل زراعية بالأراضي الفلسطينية إلا أنها لم تكن معروفة كفاكهة واستخدمت كنبات زينة من جانب عدد من المزارعين والمواطنين.
ويقول دراغمة الذي يعمل مزارعا منذ أعوام إن “إنتاج المزرعة من فاكهة التنين يعد جيدا كونها في خطواتها الأولى من عملية الإنتاج، مشيرا إلى أنه تعرف على الثمار قبل بدء مشروعه عن طريق الصدفة داخل محال الفواكه وبدأ يستفسر عنها قبل شراء بعض منها بسعر مرتفع جدا.
ويتابع “بينما كنت في المحال لمعت الفكرة لدي بالاستثمار في هذه النبتة ومن هنا بدأت رحلتي في استيراد كمية منها، مشيرا إلى أنه أمضى نحو ستة أشهر متواصلة في دراسة الفاكهة عبر الإأنترنت قبل التعرف على بعض الموردين من الصين ليستوردها إلى فلسطين”.
وأجرى دراغمة العديد من التجارب على النبتة للحصول على ثمار معينة عبر تطعيمها وتركيبها بأنواع مختلفة مع بعضها للحصول على ثمار معينة من فاكهة التنين.
وتمكن المزارع الأربعيني من إنشاء مزرعته بجهد ذاتي دون أي مساعدة من أحد واعتمد على معلوماته التي تلقاها عبر الإنترنت وأصبح قادرا على الإنتاج رغم صغر عمر الأشجار.
ويعمل دراغمة على تسويق منتجاته في أسواق الخضار المركزية تارة وعبر مواقع التواصل الاجتماعي (فيس بوك) وترويج الثمار تارة أخرى، حيث يتراوح سعر الكيلو نحو 10 دولارات أمريكية.
واضطر المزارع الفلسطيني إلى تصميم المزرعة من دفيئات زراعية وتمديد شبكات مياه وجسور معلقة معتمدا على خبرته الذاتية دون تدخل من جهات حكومية أو مؤسسات زراعية خاصة.
وبموازة ذلك تعمل وزارة الزراعة الفلسطينية على تطوير أنماط الزراعة من خلال إدخال أصناف جديدة من الفواكه والخضار وتوسيع دائرة الإنتاج للنبات الإستوائي بحسب ما أفاد عبد الله لحلوح وكيل الوزارة.
وقال لحلوح لـ ((شينخوا)) إن الوزارة تعتمد إستراتيجية جديدة في تغيير أنماط الزراعة التقليدية إلى الأنماط الحديثة وتوسيع دائرة الإنتاج وإدخال أصناف جديدة على عملية الإنتاج الزراعي، مشيدا بعملية التنويع في الزراعة وتوسعتها لتشمل أصناف مختلفة.
وأضاف أن التنوع في الإنتاج من أهم القضايا التي تعمل عليها الوزارة ضمن استراتيجيتها الجديدة، حيث شهدت الفترة الماضية نجاحا في زراعة بعض النباتات الاستوائية في فلسطين والتي تحمل هدفين الأول تحقيق الاكتفاء الذاتي منها والثاني التصدير للخارج.
ويشير لحلوح إلى أن وزارته عبر البرنامج الوطني لتخضير فلسطين تقوم سنويا بتوزيع أنواع من المزروعات سواء الفواكه أو الخضار وبأسعار منخفضة جدا بهدف تشجيع المزارعين على الزراعة والاهتمام بها.
وحققت هذه البرامج وفقا لوكيل وزارة الزراعة نجاحات في مجالات مختلفة من اللوزيات إلى الأفوكادو وزراعة الأناناس والمانجا الإستوائية، إضافة إلى أصناف أخرى.
وتلقى منتجات دراغمة إقبالا كبيرا من قبل المواطنين بعد أن أصبحت منتجا محليا في متناول التجار المحليين كافة.
ويقول خالد أبو مطاوع تاجر من طوباس لـ ((شينخوا))، إن منتج فاكهة التنين المزروع محليا أصبح يلقى رواجا كبيرا بين المواطنين وهناك إقبالا عليه .
ويضيف أبو مطاوع “رغم وجود أنواع مختلفة من الثمار وعدم معرفة المواطنين بها إلا أن ما يقدمه دراغمة يمتاز بجودة عالية من حيث الطعم والشكل واللون وهذا يجعل هناك إقبالا عليه بشكل كبير وأصبح المواطنون يطلبونه”.
ويتوقع أبو مطاوع بأنه في حال توسعت زراعة فاكهة التنين وزادت عملية الإنتاج من ثماره بشكل أكبر فإن أسعارها قد تنخفض بشكل مناسب لتكون في متناول الجميع.