موقع متخصص بالشؤون الصينية

العمل بكل عزم وإصرار على تطوير الشراكة الاستراتيجية الصينية الأفريقية من نوع جديد

0

موقع وزارة الخارجية الصينية ـ
نائب وزير الخارجية تشاي جيون:

خلال الفترة ما بين يومي 27 و29 يناير عام 2012، سيحضر رئيس اللجنة الوطنية للمؤتمر الاستشاري السياسي للشعب الصيني جيا تشينغلين الجلسة الافتتاحية للقمة الـ18 للاتحاد الأفريقي ويقوم بزيارة رسمية ودية إلى أثيوبيا. أثناء الزيارة، سيقوم جيا تشينغلين بالتباحث مع قادة الاتحاد الأفريقي وأثيوبيا حول سبل تطوير العلاقات بين الجانبين، وسيلقي كلمة موجهة نحو القارة الأفريقية والعالم أجمع في الجلسة الافتتاحية للقمة الـ18 للاتحاد الأفريقي، ويحضر مراسم التدشين لمركز المؤتمرات للاتحاد الأفريقي في إطار المساعدات الصينية الخارجية. تعتبر الزيارة أول زيارة خارجية للقيادة الصينية في عام “التنين” الجديد بالتقويم الصيني وتكتسي أهمية كبيرة بالنسبة إلى زيادة تعميق الشراكة الاستراتيجية الصينية الأفريقية من نوع جديد وتعزيز التضامن والتعاون بين الدول النامية.

إن الاتحاد الأفريقي هو أهم منظمة حكومية وأكثرها تمثيلا في أفريقيا، أما أثيوبيا، فهي دولة ذات تأثير كبير في القارة، وتربط بينهما والصين عرى الصداقة التاريخية، وكلاهما من أهم شركاء التعاون للصين في أفريقيا والشؤون الدولية. وفي السنوات الأخيرة، قطعت الشراكة الاستراتيجية الصينية الأفريقية وعلاقات التعاون والشراكة الشاملة بين الصين وأثيوبيا أشواطا كبيرة. وفي ظل مستجدات الأوضاع، تكون لدى الجانبين رغبة أشد في زيادة تعزيز التضامن والتعاون بينهما.

تعتبر العلاقات بين الصين والاتحاد الأفريقي والعلاقات الصينية الأثيوبية صورة مصغرة لمجمل علاقات الصداقة والتعاون الصينية الأفريقية. خلال أكثر من نصف قرن، ظلت الصين وأفريقيا تتبادلان الدعم والتأييد في النضال من أجل كسب التحرر الوطني، وتقومان بالتعاون المخلص في طريق نحو التنمية والنهضة، وتجريان التنسيق والتعاون في الشؤون الدولية، فنشأت بينهما صداقة عميقة. وفي القرن الجديد، تم إنشاء منتدى التعاون الصيني العربي خاصة عقدت قمة بكين للمنتدى بالنجاح التي دشنت عهدا جديدا للشراكة الاستراتيجية الصينية الأفريقية من نوع جديد. وقد بلغ التعاون بين الجانبين في المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية مستوى لم يسبق له مثيل من حيث الحجم والمضمون مما أسهم في زيادة تعزيز وتعميق التبادل والتفاهم والصداقة بين الشعب الصيني والشعوب الأفريقية. وأجرت الصين والدول الأفريقية تعاونا وثيقا في مواجهة التحديات العالمية مثل تغير المناخ ودفع عملية إصلاح النظام المالي والاقتصادي الدولي وتعزيز دمقرطة العلاقات الدولية مما مكنهما من حماية مصالحهما المشتركة. لذلك، تتجاوز أهمية العلاقات الصينية الأفريقية البعد الثنائي ولها تأثيرات كبيرة في عملية التنمية والتطور في العالم.

يمر عالم اليوم بتطورات وتغيرات وتعديلات كبرى، ويعتبر صعود مجموعة الدول النامية تيارا لا يقاوم. وتتحسن أوضاع السلام والأمن في أفريقيا بشكل عام، وتتقدم عملية التعاون والتكامل الإقليمي فيها بخطوات متزنة. وتشهد أفريقيا نموا متسارعا ومشجعا. وفي الوقت نفسه، لا تزال أفريقيا تواجه تحديات جمة في طريق التقدم وخاصة التداعيات الناتجة عن تفاقم الأزمة المالية العالمية والاضطرابات في غربي آسيا وشمالي أفريقيا على السلام والاستقرار والتنمية في أفريقيا. وتتدخل بعض القوى الخارجية في الشؤون الداخلية الأفريقية مما عرقل عملية التضامن والتكامل بين الدول الأفريقية. فتتعالي أصوات الدول الأفريقية الداعية إلى تحقيق الاستقرار والتنمية والتضامن والاستقلال.

على خلفية النمو السريع للعلاقات الصينية الأفريقية والتغيرات المعقدة التي تشهدها الأوضاع الدولية عامة والأفريقية خاصة، يكون موقف الصين وتصريحاتها محل الاهتمام الكبير من قبل الدول الأفريقية والمجتمع الدولي. وترى الصين دائما أن السلام والتنمية في أفريقيا قضية تتعلق بالسلام والتنمية للبشرية ككل وأتاحت أيضا فرصا للعالم في تحقيق السلام والتنمية. فيجب على المجتمع الدولي أن يولي اهتماما أكبر للقضايا في القارة الأفريقية، ويصغي إلى أصواتها، ويحترم رؤيتها، ويراعي همومها، ويدعم بقوة السلام والاستقرار والتنمية في القارة، ويؤيد جهود الدول الأفريقية لتسوية مشاكلها بإرادتها المستقلة.

تهدف زيارة جيا تشينغلين إلى مقر الاتحاد الأفريقي وأثيوبيا للتأكيد لأفريقيا والمجتمع الدولي على أن الصين ستقف دائما بكل الثبات إلى جانب الدول الأفريقية وتلتزم بتطوير الشراكة الاستراتيجية الصينية الأفريقية من نوع جديد بغض النظر عن تقلبات الأوضاع الدولية، وتعمل مع المجتمع الدولي على تعزيز السلام والتنمية والتضامن في أفريقيا. وجدير بالذكر بصورة خاصة أن مركز المؤتمرات للاتحاد الأفريقي في إطار المساعدات الصينية سيتم تدشينه في الموعد المقرر بعد ثلاث سنوات من البناء والتشييد، وسيستضيف القمة الـ18 للاتحاد الأفريقي. إن مركز المؤتمرات هذا كان نتيجة هامة خرجت بها قمة بكين لمنتدى التعاون الصيني الأفريقي ويعتبر تجسيدا حيا لدعم الصين للجهود الأفريقية الرامية إلى تعزيز التضامن والوحدة، وحقق الحلم الذي ظل يراود الدول الأفريقية منذ سنوات طويلة، وقوبل بثناء وتقدير كبيرين من الدول الأفريقية. بلا شك أن مركز المؤتمرات سيضيف مثل مشروع سكك حديدية بين تنزانيا وزامبيا صفحة ناصعة تدعو للفخر والاعتزاز في سجل الصداقة الصينية الأفريقية، وسيبقى منارة تنير ماضي العلاقات الصينية الأفريقية وحاضرها ومستقبلها.

إن تعزيز التضامن والتعاون مع أفريقيا لجزء هام للدبلوماسية الصينية، وخيار استراتيجي ثابت ودائم للصين. في عملية تطوير العلاقات مع أفريقيا، تلتزم الصين دائما بـ”الصداقة المخلصة والتعامل على قدم المساواة والمنفعة المتبادلة والتضامن والتعاون والتنمية المشتركة”، وتعمل على استكشاف مجالات التعاون الجديدة وإضافة حيوية مستمرة للعلاقات الصينية الأفريقية على ضوء مستجدات الأوضاع الدولية والمحلية في الصين وأفريقيا. سنتواكب مع تيار العصر ونتمسك بالاتجاه العام للعلاقات الصينية الأفريقية ونواصل توسيع وتعميق التعاون الصيني الأفريقي في مختلف المجالات لما فيه المصلحة للشعب الصيني والشعوب الأفريقية.

إنني على ثقة راسخة أن مشاركة رئيس اللجنة الوطنية للمؤتمر الاستشاري السياسي للشعب الصيني جيا تشينغلين في الجلسة الافتتاحية للقمة الـ18 للاتحاد الأفريقي وزيارته لأثيوبيا ستحققان نجاحا كاملا يدفع الشراكة الاستراتيجية الصينية الأفريقية من نوع جديد لتحقيق تطور أفضل وأسرع من نقطة الانطلاق الجديدة بما يسهم في تدعيم السلام الدائم والازدهار المشترك في العالم.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.