موقع متخصص بالشؤون الصينية

مضامين جديدة تشهدها الاحتفالات بعيد الربيع الصيني

0

شبكة الصين ـ
بقلم: يحيي مصطفى:

شهدت طرق احتفاء الصينيين بعيد الربيع التقليدي خلال السنوات الأخيرة مظاهر ومضامين جديدة نسبة لما أحدثته التنمية الاقتصادية والاجتماعية المتسارعة التي انتظمت البلاد وأدت بدورها إلي رفاهية وتحسن في معيشة ودخل أبناء الشعب الصيني.

ورغم أن الاحتفالات بعيد الربيع التقليدي حافظت على طابعها التقليدي في الغالب الأعم خاصة في المناطق الريفية ولكنها بالنسبة لسكان الحضر والمدن الكبرى لم تعد محصورة في طابعها الأسري وتتم برامجها داخل الدور السكنية فقط. لقد أصبح عيد الربيع الصيني وعطلته التي تستمر أسبوعاً موسماً سياحياً لأفراد الطبقة الوسطي المتنامية وأصحاب الدخول العالية للسفر خارج البلاد وداخلها للسياحة وصارت المقاصد السياحية الشهيرة في العالم تستقبل خلال هذا الموسم أفواجاً من السياح الصينيين.

ولم تعد الهدايا الممنوحة إلي أفراد العائلة خاصة كبار السن والأطفال تقتصر على المظاريف الحمراء التي تحتوي على نقود فقط وإنما تعددت وتنوعت الهدايا وشملت العديد من السلع والأجهزة الإلكترونية وحتى أن بعض أفراد العائلات الثرية يهدون حُلى ذهبية أو مجوهرات لأفراد أسرهم وأحبائهم.

وصارت عطلة عيد الربيع موسماً مزدهراً للتسوق حيث يقبل الصينيون على الإنفاق بكثافة ويرتادون مناطق الترفية خاصة الشباب منهم لقضاء عطلة العيد وظلت مراكز التسوق تتنافس في طرح الجديد من البضائع والمنتجات الحديثة لجلب أكبر عدد من الزبائن ويمكن القول إن عطلة العيد صارت موسماً للتسوق والانتعاش التجاري خاصة في قطاع الخدمات.

وفي ظل تنامي تيار العولمة وانفتاح الثقافة الصينية على العالم استوعب الصينيون خاصة شريحة الشباب الكثير مما لدى رصفائهم في العالم وباتوا يحرصون على أن تكون احتفالاتهم بعيد الربيع ذات خصوصية بهم كشباب حيث يحرصون على ارتياد المسارح ودور السينما والمناطق السياحية.

ومع تنامي الوجود والاستثمارات الصينية في جميع أنحاء العالم فلم تعد الاحتفالات بعيد الربيع محصورة في الأحياء الصينية المعروفة في بعض المدن الغربية والآسيوية وإنما تجاوزتها لتشمل مناطق مثل أفريقيا وأمريكا الجنوبية ولقد أصبح عيد الربيع يتجه نحو العالمية بشكل ملحوظ. وأفادت تقارير صحفية أن العديد من العواصم في العالم شهدت احتفالات رسمية وشعبية بعيد الربيع مما عكس القبول الواسع للثقافة الصينية واندماجها وتناغمها مع الثقافات والحضارات الأخرى وباتت مشاركة الأجانب للصينيين في الداخل والخارج في مثل هذه الاحتفالات أمراً ملحوظاً مما يعكس تفهماً أكثر للتراث الصيني وتأثيراً مقدراً للثقافة الصينية وسط شعوب العالم بفضل الجهد الذي بذلته الدولة لنشر الثقافة الصينية عبر العديد من الأنشطة والوسائل ولاسيما انتشار معاهد كونفوشيوس في الكثير من الدول وتنظيم المهرجانات الثقافية والسينمائية الصينية في بعض البلدان خلال السنوات الماضية.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.