كلمة الرئيس الصينى شي جين بينغ في المأدبة الترحيبية لأولمبياد بكين الشتوي عام 2022 (النص الكامل)
استضاف الرئيس الصيني شي جين بينغ وعقيلته بنغ لي يوان، مأدبة في قاعة الشعب الكبرى ظهر اليوم (السبت) للترحيب بالضيوف المميزين من حول العالم الذين حضروا الحفل الافتتاحي لدورة الألعاب الأولمبية الشتوية في بكين 2022.
وفيما يلى النص الكامل لكلمة الرئيس شي في المأدبة الترحيبية:
رئيس توماس باخ المحترم،
الزملاء المحترمون،
السيدات والسادة والأصدقاء:
يسعدني جدا أن أجتمع مع الأصدقاء الجدد والقدماء في بكين في الأيام المبهجة التي يحتفل فيها الشعب الصيني بعيد الربيع الصيني. في البداية، يطيب لي أن أتقدم نيابة عن الصين حكومة وشعبا، وباسم عقيلتي وبالأصالة عن نفسي، بالترحيب الحار للضيوف الكرام الذين يحضرون أولمبياد بكين الشتوي في الصين! وأعرب عن خالص الشكر لكافة الحكومات والشعوب والمنظمات الدولية التي تهتم وتدعم أولمبياد بكين الشتوي! كما أود أن أتقدم بالشكر الخاص للأصدقاء الحضور على المجيء إلى بكين للتهليل لأولمبياد الشتوي ولتشجيع الصين، رغم الصعوبات الناجمة عن جائحة فيروس كورونا المستجد ومشقات السفر.
افتتح أولمبياد بكين الشتوي رسميا ليلة الأمس في الاستاد الوطني، حيث أضيئت الشعلة الأولمبية في بكين مرة أخرى بعد 14 عاما، مما جعل بكين أول مدينة في العالم استضافت الأولمبيادين الصيفي والشتوي. إن الصين تلتزم بمفهوم استضافة أولمبياد المتمثل في الخضرة والنفع للجميع والانفتاح والنزاهة، وتبذل قصارى جهودها للتغلب على تداعيات جائحة فيروس كورونا المستجد، وتفي بجدية بتعهداتها المهيبة تجاه المجتمع الدولي، مما ضمن افتتاح أولمبياد بكين الشتوي في الموعد المحدد وبشكل سلس.
يمثل إشراك المزيد من الناس في ألعاب الجليد والثلج مقصدا من مقاصد الألعاب الأولمبية. من خلال تحضير أولمبياد الشتوي وترويج الرياضات الأولمبية الشتوية، تمكنت الصين من إدخال ألعاب الجليد والثلج إلى حياة الأناس العاديين، وتحقيق هدف “إشراك 300 مليون شخص في ألعاب الجليد والثلج”، وتقديم مساهمة جديدة في القضية الأولمبية العالمية.
السيدات والسادة والأصدقاء!
ظلت الألعاب الأولمبية منذ القدم تحمل المعاني الجميلة من السلام والتضامن والتقدم التي تسعى إليها البشرية.
— يتعين علينا تذكّر الغاية الأصلية للألعاب الأولمبية جيدا، والعمل سويا على صيانة السلام في العالم. إن الألعاب الأولمبية ولدت من أجل السلام، ونهضت بفضل السلام. اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة في ديسمبر الماضي بتوافق الآراء قرارا بشأن الهدنة الأولمبية، يدعو إلى تعزيز السلام من خلال الرياضة، الأمر الذي يمثل الأمنية المشتركة للمجتمع الدولي. علينا التمسك بالاحترام المتبادل والتعامل على قدم المساواة والحوار والتشاور، وبذل جهود في تسوية الخلافات وحل النزاعات، والعمل سويا على بناء عالم يسوده السلام الدائم.
— يتعين علينا تكريس روح الألعاب الأولمبية، وتدعيم التضامن للمجتمع الدولي في مواجهة التحديات المشتركة. يجب أن يكون المجتمع الدولي “معا”، ولا بد أن تتضامن دول العالم وتتعاون وتعمل سويا من أجل مستقبل مشترك، لكي تتعامل بشكل فعال مع تفشي جائحة فيروس كورونا المستجد وظهور المشاكل الكونية باستمرار مثل تغير المناخ والإرهاب. من المطلوب تطبيق تعددية الأطراف الحقيقية، والحفاظ على المنظومة الدولية التي تكون الأمم المتحدة مركزا لها، وصيانة النظام الدولي القائم على أساس القانون الدولي، وبذل جهود مشتركة لبناء عائلة دولية كبيرة يسودها التناغم والتعاون.
— يتعين علينا تنفيذ مقاصد الألعاب الأولمبية، ومواصلة الدفع بقضية تقدم البشرية. تهدف الألعاب الأولمبية إلى التنمية الشاملة للإنسان. فمن المطلوب مواكبة تيار العصر والتمسك بالقيم المشتركة للبشرية جمعاء التي تشمل السلام والتنمية والإنصاف والعدالة والديمقراطية والحرية، وتعزيز التواصل والاستفادة المتبادلة بين مختلف الحضارات، والعمل سويا على إقامة مجتمع ذى مستقبل مشترك للبشرية.
السيدات والسادة والأصدقاء!
“الألعاب النارية تؤذن بانتهاء العام القديم، ويصل الربيع مصحوبا بالنسيم الدافئ”. احتفلت الصين توا بسنة النمر حسب التقويم الصيني. ويرمز النمر إلى القوة والشجاعة والإقدام، فنتمنى للاعبين الأولمبيين أن يكونوا مفعمين بالقوة مثل النمور ويسجلوا نتائج ممتازة. وإنني على يقين أن أولمبياد بكين الشتوي سيسجل في التاريخ بكل التأكيد كحدث أولمبي مبسط وآمن ورائع بفضل الجهود المشتركة من قبل الجميع.
ختاما، أقترح أن نشرب نخبَ:
التطور المزدهر للألعاب الأولمبية الدولية،
والقضية السامية للسلام والتنمية للبشرية،
وصحة الحضور الكرام وعائلاتكم!