ميركل تسعى لطمأنة الصين حول اوروبا ولحثها حول ايران
وكالة الصحافة الفرنسية:
سعت المستشارة الالمانية انغيلا ميركل في بداية زيارة رسمية الى الصين الخميس، الى طمأنة بكين حول الازمة في منطقة اليورو وطلبت منها الضغط على ايران حول برنامجها النووي وادانة سوريا في الامم المتحدة.
وصرحت ميركل في خطاب في الاكاديمية الصينية للعولم الاجتماعية التي تقوم بدور استشاري سياسي للقادة الصينيين ان “اليورو كعملة موحدة جعل اوروبا اقوى”.
وفي سعيها الى طمأنة الصينيين المشككين اكثر فاكثر في البناء الاوروبي، قالت ميركل ان “الاتحاد الاوروبي وخصوصا الدول التي اعتمدت اليورو قد حققت تقدما ملموسا في العامين الاخيرين”.
وتهدف زيارة ميركل التي تستمر ثلاثة ايام جزئيا الى دعم الثقة في منطقة اليورو بعد ازمة الديون السيادية التي ادت الى تراجع تصنيف بعض الدول وجعلت اليونان على شفير الافلاس.
وتعتبر اوروبا من ابرز الاسواق التي تستورد من الصين وكانت بكين تراقب بقلق متزايد تدهور ازمة الديون وحثت المسؤولين الاوروبيين مرارا على السيطرة على الوضع.
واضافت ميركل التي تعتبر بلادها الاقتصاد الاكبر في الاتحاد الاوروبي ان دول الاتحاد “على اقتناع تام” بانهم على الطريق الصحيح بعد الاتفاق الاثنين على معاهدة تهدف الى الحؤول دون افراط الدول في الدفع.
وستتطلب المعاهدة التي تم التوصل اليها بدعم من المانيا والمصرف المركزي الاوروبي من الدول تبني قوانين حول ميزانيات متوازنة وستفرض عقوبات بشكل شبه تلقائي على الديون التي تنتهك قواعد العجز.
وستدخل المعاهدة حيز التنفيذ بعد اقرارها من قبل 12 دولة على الاقل تعتمد اليورو، ووحدها الدول الموقعة سيكون لها الحق بطلب اموال من صندوق الانقاذ.
وحثت ميركل في كلمتها الصين وهي الاقتصاد الثاني في العالم على ان تطلب من ايران اعتماد “الشفافية” و”الوضوح” في برنامجها النووي.
وكان مصدر حكومي الماني اشار في وقت سابق الى ان ميركل ستطلب من بكين عدم استغلال الحظر الاوروبي على النفط الايراني لتعزيز وارداتها منه.
وشددت الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي ودول اخرى عقوباتها على المصرف المركزي وقطاع النفط في ايران منذ صدور تقرير من الوكالة الدولية للطاقة الذرية في تشرين الثاني/نوفمبر يثير شكوكا حول قيام ايران بتطوير اسلحة نووية.
وتشدد ايران على ان برنامجها النووي هو لاغراض سلمية فقط وان تقرير الوكالة الدولية استند الى “معلومات ملفقة” تم الحصول عليها من اعدائها.
كما تطرقت ميركل التي ستلتقي الرئيس الصيني هو جينتاو الجمعة الى سوريا وقالت انه من الضروري ان “تتكلم الاسرة الدولية بصوت واحد امام الامم المتحدة”.
ومن المتوقع ان تطلب ميركل من بكين ان تدعم قرارا في مجلس الامن الدولي حول سوريا التي تشهد تصعيدا في عمليات القمع من قبل السلطات لحركات الاحتجاج الشعبي.
وحول التجارة الثنائية بين الصين والمانيا التي بلغت 169 مليار دولار في العام 2011، اي بزيادة 18,9% عن العام الماضي، فقد طلبت ميركل بمعاملة الشركات الالمانية في الصين على قدم المساواة مع سواها.
واضافت “نريد بصفتنا متعهدين المان ان نعامل بمساواة مع الشركات الصينية”.
وتاتي زيارة ميركل بعد ايام فقط على اعمال عنف دامية في مناطق غير ماهولة من التيبت الخاضعة لسيطرة الصين، واعلنت المستشارة الالمانية ان حقوق الانسان ستكون مدرجة على جدول اعمال الزيارة.
وقالت ميركل ان “المانيا لطالما دعت الى حوار سياسي صريح يشمل القضايا المثيرة للجدل مثل حقوق الانسان واقامة دولة القانون”.
ومن المقرر ان تتوجه ميركل جوا الجمعة الى اقليم غواندونغ (جنوب) حيث تعمل قرابة 500 شركة المانية، يرافقها وين ومسؤولين في مجال الطاقة والكيميائيات والهندسة والمصارف والالكترونيات.
واعلن مصدر حكومي الماني ان المواد النادرة التي تستخدم في صناعة معدات ذات تقنية عالية والتي تعتبر “في غاية الاهمية للاقتصاد الالماني” ستكون ايضا على جدول اعمال الزيارة.
واتهمت الصين بالتعمد في فرض قيود على صادرات المواد النادرة من اجل رفع الاسعار وارغام المصنعين على الاستيراد منها، الا ان بكين تصر على انها تحد من الوصول اليها لاسباب بيئية وللحد من التلوث بسبب المناجم.