مسيحيون يستعدون لمواجهة الشرطة في عيد الفصح في الصين
وكالة الصحافة الفرنسية ـ
بكين ـ روبير سيجيه:
يتأهب اتباع كنيسة مسيحية غير معترف بها في الصين للتجمع الاحد في بكين بمناسبة عيد الفصح، متحدين بذلك مخاطر التوقيف والقبضة الامنية المتزايدة في البلاد.
فقد دعت شوانغ في بكين وهي مجموعة بروتستانتية غير معترف بها رسميا، الى الصلاة في الهواء الطلق في بكين الاحد مشيرة الى ان القوى الامنية قد تفرق الحشد وتمنع الصلاة.
لكنها دعت رغم ذلك الى تأكيد الايمان من خلال المحاولة.
وقال القس جين تيانمينغ عبر الهاتف لوكالة فرانس برس “نظرا لما يمثله عيد الفصح من اهمية لنا، علينا ان نصر على قرارنا وان نمارس شعائرنا في الهواء الطلق”.
واضاف هذا القس الذي يخضع للاقامة الجبرية “لا يمكن ان نعيد النظر بهذا القرار. فالموضوع هو مسألة ايمان واذا تعرض احد للتوقيف فهذا ثمن نحن مستعدون لدفعه”.
وكانت كنيسة شوانغ النشطة جدا عبر مواقع التواصل الاجتماعية، اشارت في وقت سابق في بيان الى رغبتها في “ايقاظ ضمائر” المسؤولين الصينيين من خلال “التحرك السلمي” و”التضحية”، بالتزامن مع عيد الفصح الذي يمثل في الايمان المسيحي تضحية السيد المسيح ومن ثم قيامته من بين الاموات بعد صلبه بثلاثة ايام.
ويظهر من خلال مواقع الانترنت ان عددا كبيرا من المسيحيين في الصين يساندون هذا التحرك، بينهم اشخاص كثر رفضوا الحديث لفرانس برس بسبب حساسية الموضوع.
ولا تسمح السلطات الصينية بممارسة الشعائر الدينية سوى للمؤسسات التي تحظى بموافقة الدولة.
وينقسم المسيحيون في الصين بين “مسيحيين رسميين” ينتمون الى الكنائس الخاضعة لسلطة الحزب الشيوعي الصيني ويبلغ تعدادهم حوالى عشرين مليونا بحسب السلطات الصينية و”اتباع الكنائس الصامتة” التي لا تعترف بها الدولة ويتجاوز عدد اتباعها 50 مليونا.
وبين هؤلاء المسيحيين “غير الرسميين” اعضاء في كنائس تسمى “منزلية” اذ انهم يجتمعون في المنازل. ويخضع هؤلاء في شوانغ لرقابة مشددة من السلطات تصل الى حد الاضطهاد.
وتأسست كنيسة شوانغ في 1993. وهي تسعى عبثا منذ 2006 الى الحصول على موافقة السلطات، بحسب القس جين.
والكنيسة مجبرة على اقامة الصلوات في الخارج اذ انها اضطرت الى ترك مركزها بعد انهاء مالك العقار عقد الايجار معها تحت ضغط السلطات.
وقد اشترت الكنيسة عددا من المراكز، لكن السلطات تمنعها من استخدامها.
والاحد، في العاشر في نيسان/ابريل، اوقفت الشرطة نحو 170 من اتباع الكنيسة بعدما حاولوا اقامة صلاة في الهواء الطلق في منطقة هايديان في بكين.
والاحد التالي، عاد رجال الامن واوقفوا نحو خمسين شخص من اعضاء الكنيسة. ومعظم هؤلاء الاشخاص افرج عنهم بعد 24 ساعة من التوقيف، لكن مسؤولي الجماعة الدينية هذه مازالوا تحت الاقامة الجبرية، ومن المرجح ان يظلوا كذلك حتى يوم الاحد.
وكانت السلطات الصينية قمعت دعوات للتظاهر للمطالبة باجراء اصلاحات في البلاد، مستوحاة من الانتفاضات الشعبية التي تهز العالم العربي ابتداء من “ثورة الياسمين” في تونس.
لكن الدعوة للصلاة الاحد في شوانغ لا علاقة لها بهذا الامر، على ما يقول القس جين.