الصين تدافع عن استخدام الفيتو ضد مشروع القرار الخاص بسوريا
وكالة رويترز للأنباء:
دافعت الصين يوم الاثنين عن رفضها لمشروع قرار مجلس الامن الدولي الذي يدعو لتنحي الرئيس السوري بشار الاسد وقالت صحيفة رسمية ان التدخل الغربي في ليبيا وافغانستان والعراق كشف عن مخاطر تغيير النظام بالقوة.
وقالت الصين ان استخدامها مع روسيا لحق النقض (الفيتو) لمنع صدور القرار الذي يعتمد المبادرة العربية الداعية لتخلي الاسد عن السلطة لا يعد تأييدا للزعيم السوري الذي اتهم نشطاء قواته بقصف أجزاء من مدينة حمص قبل التصويت في مجلس الامن في أسوأ موجة عنف منذ قيام الانتفاضة قبل 11 شهرا.
وقال ليو وي مين المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية للصفحيين في بكين “في الشأن السوري لا تؤيد الصين أيا من الجانبين ولا تعارض أحدا عن عمد وانما تتمسك بموقف موضوعي ومنصف ومسؤول.”
وقال ليو ان القوى الغربية التي اقترحت التصويت على مشروع القرار في مجلس الامن تتحمل المسؤولية عن استخدام الفيتو لانها لم تبذل الجهد الكافي للتوصل الى حل وسط.
ومضى يقول “هدفنا هو تجنيب الشعب السوري العنف والصراع ولهيب الحرب وليس جعل المشكلة أكثر تعقيدا.”
وأردف “للاسف فرضت الدول التي اقترحت مشروع القرار اجراء تصويت برغم الخلافات الجدية بين الاطراف المختلفة وهذه الطريقة لم تكن في صالح وحدة مجلس الامن وهيبته ولم تؤد الى الحل الملائم للمشكلة. ولذلك اعترضت الصين على مشروع القرار.”
ومن غير المرجح ان يخفف التفسير الصيني حدة الانتقادات في العواصم العربية والعربية.
وكشف تعارض الموقفين الصيني والغربي عن انقسام أكبر بشأن الطريقة التي يجب أن تستغل بها الصين نفوذها المتزايد وما اذا كان يجب عليها التخلي عن مبدئها عدم التدخل في الصراعات الداخلية للدول الاخرى والذي تتبناه منذ زمن طويل لكنها لا تطبقه دائما بشكل متساو.
وجاء استخدام روسيا والصين لحق النقض بعد يوم من قول نشطاء ان القوات السورية قصفت منطقة في مدينة حمص مما أسفر عن مقتل أكثر من 200 شخص في أسوأ عنف منذ الانتفاضة السورية المستمرة منذ 11 شهرا.
وقال نشطاء وسكان ان القوات السورية قصفت المدينة مرة أخرى في وقت مبكر يوم الاثنين ما أسفر عن سقوط 50 قتيلا.
وأيد الاعضاء الاخرون في مجلس الامن وعددهم 13 لصالح القرار الذي يدعو أيضا لسحب القوات السورية من البلدات وبدء عملية انتقال الى الديمقراطية.
ومن الممكن أن يؤدي انحياز الصين الى روسيا فيما يتعلق بسوريا الى مزيد من التوتر مع الولايات المتحدة. ومن المقرر أن يزور شي جين بينغ نائب الرئيس الصيني والزعيم التالي المتوقع للحزب الشيوعي الصيني الولايات المتحدة الاسبوع المقبل.
وقالت سوزان رايس سفيرة الولايات المتحدة في الامم المتحدة انها تشعر “بالاشمئزاز” من الفيتو الذي استخدمته كل من روسيا والصين.
وقالت أن “اراقة أي دماء أخرى ستكون مسؤوليتهما.”
كما دافعت صحيفة الشعب الناطقة بلسان الحزب الشيوعي الصيني الحاكم عن القرار ملمحة الى ارتياب الصين في أن يكون الغرض منه هو التدخل الاجنبي.
وقالت الصحيفة التي تعبر عن تفكير الحكومة في مقال للرأي “الوضع في سوريا مستمر في التدهور واعداد الضحايا المدنيين تواصل الارتفاع.”
وأضافت “استخدام الفيتو ضد مشروع قرار مجلس الامن لا يعني اننا نطلق العنان لاستمرار هذه الاوضاع المفجعة.”
واستخدم كاتب المقال اسم “تشونغ شنغ” والذي يمكن ان يعني “صوت الصين” وغالبا ما يستخدم لاعطاء موقف بكين بشأن السياسة الخارجية.
وأضاف المقال ان الصين وليس منتقديها من الغرب عملت “بشكل يتسم بالمسؤولية” لصالح الشعب السوري.
وتابع “الوضع في سوريا حاليا معقد للغاية. وبشكل مبسط قد يبدو دعم جانب واحد وقمع الاخر وسيلة مفيدة لتغيير الامور ولكنه سيزرع في حقيقة الامر بذور جديدة لكارثة.”
كما اختلفت بكين وواشنطن حول ايران التي تواجه عقوبات غربية مشددة بسبب طموحاتها النووية.
وتحدثت الصحيفة صراحة عن المخاوف الصينية بشأن ممارسات تدعمها الولايات المتحدة في العالم العربي وخارجه.
وفي مارس اذار امتنعت الصين عن التصويت في مجلس الامن مما أتاح التدخل العسكري الغربي في ليبيا.
وأصبح ذلك القرار أساس حملة جوية شنها حلف شمال الاطلسي أدت الى الاطاحة بالزعيم الليبي الراحل معمر القذافي على الرغم من معارضة بكين وموسكو لتوسيع الحملة التي قالا انها تجاوزت تفويض القرار.
قال قو شيان قانغ الباحث في معهد الصين للدراسات الدولية وهو مركز أبحاث حكومي في بكين “أيا كان ما قاله القرار (السوري) على الورق.. فان الصين وروسيا قلقتان من أنه قد يمهد الطريق لاضفاء الشرعية على تدخل مسلح اخر.”
وأضاف قو وهو خبير في شؤون الشرق الاوسط لرويترز “سابقا.. في الشأن الليبي لم تستخدم الصين حق النقض ونتيجة لذلك استخدمت القوى الغربية القوة المسلحة بشكل يتجاوز تفويض الامم المتحدة”.
وأضاف “اذا طبق النموذج الليبي على سوريا فمن الممكن تطبيقه مرارا وتكرارا.. لذلك فان الصين وروسيا كانتا اكثر اصرارا هذه المرة” مشيرا أيضا الى الخلافات المتعلقة بالنوايا الغربية تجاه ايران.
وتحدثت الصحيفة كذلك عن ليبيا.
وقالت “ليبيا تمثل دراسة حالة سلبية. أساء حلف شمال الاطلسي استخدام قرار مجلس الامن بشأن فرض منطقة لحظر الطيران وقدمت المساعدة العسكرية بشكل مباشر الى أحد الجانبين.”
وتابعت الصحيفة “يجب ان تكون كوارث العراق وأفغانستان كافية لتوعية العالم. التدخل بالقوة في كارثة انسانية يبدو محملا باحساس بالعدالة والمسؤولية.
“لكن أليست الهجمات والتفجيرات التي لم تتوقف على مدى 10 سنوات بعد تغيير النظام كارثة انسانية..”