الصين في المرتبة 90 عالميا من حيث سرعة الإنترنت
صحيفة الشعب الصينية:
أظهر آخر تقرير حول الإنترنت نشرته شركة أكاماي الأمريكية أكبر مزود بخدمات CDN في العالم، بأن معدل سرعة الإنترنت في العالم قد سجل نموا بـ 39 % في الربع الثالث للعام 2011 مقارنة مع نفس الفترة لعام 2010. حيث وصل إلى 2.7 ميغابات في الثانية، في حين إحتلت الصين المركز الـ 90 عالميا، حيث بلغ معدل سرعة الإنترنت 1.4 ميغابات في الثانية، أي أقل من مستوى المعدل العالمي.
وأشار مدير مركز البحوث المعلوماتية بالمعهد الصيني للعلوم الإقتصادية، إلى أنه رغم إرتفاع معدل سرعة الإنترنت في البر الرئيسي الصيني عن العام 2010، لكن يعتبر المركز الـ 90 عالميا متخلفا كثيرا. وفي منطقة آسيا والمحيط الهادي حلت الصين متخلفة كثيرا عن اليابان وكوريا الجنوبية وسنغافورة، كما جائت بعد تايلندا وماليزيا، في حين أن هذا المركز لا يتماشى مع مكانة الصين إقتصاديا و سياسيا على الصعيد الدولي.
وإذا نظرنا داخل قطاع الإنترنت في الصين، فسنجد أنه بالرغم من أن سرعة الإنترنت لاتعد كبيرة، إلا أن تكلفة الإنترنت مرتفعة نسبيا، حيث أظهر “إستطلاع لمستعملي شبكة الإنترنت في الصين ” نشر من قبل مركز DCCI لوثائق الإنترنت في موفى ديسمبر 2011 بأن النفقات القارة لمستعملي الإنترنت الصينية تبلغ 13.13 دولار شهريا، أي ما يعادل 3 أضعاف الكلفة في الفيتنام و 4 أضعاف في أمريكا و 29 ضعفا في كوريا الجنوبية و 469 ضعفا في هونغ كونغ الصينية.
و قد أثار إحتلال الصين المركز الـ 90 عالميا في سرعة الإنترنت ردود فعل كبيرة داخل المدونات الصغيرة و المنديات، وعلق أحد المدونين عن هذا قائلا. “كلفة الإنترنت في الصين أكثر بـ 40 مرة من كوريا الجنوبية المصنفة أولا. كلفة الإنترنت في الصين ستلامس السماء لكن سرعتها كسرعة السلاحف ”
و أشار السيد هو زي تشيانغ الخبير في الإتصالات والباحث في المعهد الصيني للعلوم، إلة وجود عوامل معقدة تؤثر على سرعة الإنترنت عند المستعملين، وإذا نظرنا من قنوات بث المحتويات، فإن سرعتها تتأثر بشبكة العمود الفقري (Backbone network ) وشبكة الدخول إلى الإنرنت (Access Network) و خادم الويب (Web server) و مصدر المحتوى إلخ.
في حين أشار الكاتب الكوري جين زاي جيان في مقال بعنوان “سرعة الإنترنت في الصين لماذا بطيئة إلى هذا الحد؟” إلى أن السبب يعود إلى حالة الإحتكار التي يشهدها سوق الإتصالات في الصين. حيث رأى أن ضعف المنافسة هي السبب في بطء سرعة الإنترنت، حيث تتقاسم شركتي إتصالات الصين(China Telecom) وإتحاد إتصالات الصين(China Unicom) سوق الإنترنت في الصين، محتكرة الأولى سوق جنوب الصين والثانية سوق شمال الصين.
لكن في الحقيقة، خضعت كل من شركة إتحاد الإتصالات الصينية وشركة الإتصالات الصينية إلى تحقيق يتعلق بمكافحة الإحتكار قامت به لجنة التطوير والإصلاح التابعة للدولة بعد حدوث مشاكل تتعلق بالإنترنت واجهتها الشركتين سالفتي الذكر خلال العام 2011. الأمر الذي يدفع صعود أصوات من داخل السوق للمطالبة بفتح الأبواب أمام دخول مزيد من الشركات الى هذه السوق الواسعة.
في حين ترى الشخصيات العاملة داخل القطاع أنه ليس من السهل في الوقت الحالي التخلص من البطء الذي تعانيه شبكة الإنترنت في الصين. ويقول لي قانغ وهو محلل في مجال الإتصالات و رئيس شبكة فاي شيانغ “فعلا، ساهمت المنافسة في إحداث تطور سريع في شبكة الإنترنت في كوريا و اليابان و سنغافورة، لكن هناك الكثير من الدول التي تتميز بإنفتاح كبير في سوق الإتصالات لم تصل سرعة الإنترنت فيها إلى مستوى الدول المذكورة”، لذا يبقى الدافع الأبرز لزيادة سرعة الإنترنت هو الإستراتيجية التي تضعها الدولة، و الإستثمار الحكومي.
و للرد على التساؤلات التي يطرحها الناس حول ضعف سرعة الإنترنت وغلاء كلفتها، صرح وزير الصناعة والإتصالات مياو واي في موفى العام الماضي، أن العام 2012 سيشهد تنفيذ إستراتيجية صينية تتعلق بالإنترنت، تهدف إلى حشد السياسات والدعم المادي الحكومي للتسريع في دفع تطوير شبكة 3G و شبكة الألياف الضوئية، و توسيع مجال التغطية، و العمل على الرفع في السرعة وا لتخفيض في الأسعار، و تنفيذ مشاريع ترمي إلى زيادة سرعة الإنترنت.