مبعوث صيني يدعو إلى جهود لدرء أزمة إنسانية على نطاق أوسع في أوكرانيا
دعا مبعوث صيني يوم الخميس جميع أطراف الصراع الأوكراني إلى ممارسة ضبط النفس لدرء حدوث أزمة إنسانية على نطاق أوسع.
وقال تشانغ جيون، مندوب الصين الدائم لدى الأمم المتحدة، إن الصين تشعر بقلق بالغ إزاء تدهور الوضع الإنساني في أوكرانيا، وتشعر بالحزن إزاء التقارير الواردة عن زيادة عدد الضحايا المدنيين واللاجئين، مؤكدا أن المهمة الملحة الآن هي دعوة جميع الأطراف إلى ممارسة أقصى درجات ضبط النفس من أجل منع حدوث أزمة إنسانية على نطاق أوسع.
وأضاف تشانغ في اجتماع لمجلس الأمن حول قضية اللاجئين في أوكرانيا أن الصين تدعم جهود الأطراف المعنية في الحفاظ على الاتصالات وضمان ممرات إنسانية آمنة دون عوائق وتسهيل إجلاء الأفراد والمساعدات الإنسانية.
وقال إن عدد اللاجئين والمشردين بسبب الصراع لا يزال في ارتفاع، مما سيترك أثرا هائلا على أوكرانيا والدول المجاورة، مشيرا إلى أن الصين تدعم وكالات الأمم المتحدة ذات الصلة في قيامها بعمليات نشطة وتعبئة المجتمع الدولي لمساعدة جميع المحتاجين.
وأوضح تشانغ أن بعض الأشخاص المنحدرين من أصل أفريقي أو شرق أوسطي قد واجهوا صعوبات أثناء الإجلاء في الماضي القريب، داعيا إلى أخذ هذا الأمر على محمل الجد ومعالجته بشكل صحيح وضرورة حصول جميع اللاجئين بغض النظر عن اللون أو العرق أو الدين على الحماية اللازمة بموجب القانون الدولي للاجئين.
وأكد أن الصين تولي اهتماما كبيرا للوضع الإنساني في أوكرانيا وقد قدمت في هذا الصدد اقتراحا من ست نقاط. كما قدمت جمعية الصليب الأحمر الصينية لأوكرانيا ثلاث دفعات من الإمدادات الإنسانية، تضمنت الدفعة الأخيرة مسحوق الحليب وألحفة للأطفال.
وقال تشانغ “نرحب بأي مبادرة أو إجراء من أي طرف يسهم في التخفيف من حدة الأزمة الإنسانية في أوكرانيا وحلها، ويتحمل مجلس الأمن المسؤولية الأساسية عن صون السلم والأمن الدوليين، وبالتالي ينبغي أن يقوم بدور إيجابي في تخفيف الوضع الإنساني في أوكرانيا. وتأمل الصين في أن يظل مجلس الأمن موحدا بشأن القضية الإنسانية وأن يظهر موقفا بناء”.
وأضاف أن المجتمع الدولي لديه رغبة مشتركة في وقف إطلاق النار مبكرا لتخفيف حدة الوضع على الأرض ومنع وقوع خسائر في صفوف المدنيين، والصين ليست استثناء.
وقال إن روسيا وأكرانيا عقدتا حتى الآن أربع جولات من المفاوضات، مشيرا إلى أن استمرار المفاوضات يعني أن هناك فرصة لوقف إطلاق النار وفرصة لمستقبل سلمي، مؤكدا أن ” الصين تظل ملتزمة بتعزيز السلام عبر التفاوض. نحن ندعم الأمم المتحدة والأطراف المعنية في بذل المساعي الحميدة بقوة. ونأمل أيضا أن تقوم جميع الأطراف بالمزيد لتسهيل محادثات السلام وليس صب الزيت على النار”.
وأردف تشانغ أن الحقائق أثبتت أن الاستخدام الجائر للعقوبات لن يحل أي مشكلة بل سيخلق مشاكل جديدة، محذرا من أن العقوبات المتصاعدة بشكل مستمر وسط لانتعاش البطيء للاقتصاد العالمي من شأنها أن تقوض استقرار السلسلة الصناعية الدولية وسلسلة التوريد، مما يؤدي إلى تفاقم أزمات الغذاء والطاقة، والإضرار بمعيشة الناس في جميع البلدان، ولاسيما البلدان النامية، والتسبب بتبعات إنسانية جديدة، مضيفا أن هذه القضية يجب على مجلس الأمن أن ينتبه لها عند معالجة القضية الإنسانية الأوكرانية.