رؤية صينية: مبادرة التنمية العالمية.. الرد الصيني على “سؤال العصر”

صحيفة الشعب الصينية-

تعليقات الشعب:

يشهد عالم اليوم تأثر شديد في عملية التنمية العالمية، وانخفاض مؤشر التنمية البشرية لأول مرة منذ 30 عامًا. ووفقاً لتقرير الأمم المتحدة حول التقدم المحرز في أهداف التنمية المستدامة لعام 2021، سيعود ما مجموعه 119 مليون إلى 124 مليون شخص في جميع أنحاء العالم إلى الفقر المدقع في عام 2020، وقد أدى الوباء بالفعل إلى تفاقم الفجوة داخل البلدان وفيما بينها.

ألقى الرئيس شي جين بينغ كلمة مهمة خلال مشاركته في المناقشة العامة للدورة السادسة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر/ أيلول 2021، حيث طرح من خلالها مبادرة التنمية العالمية، ودعا إلى الالتزام بأولوية التنمية، والشعب جوهرها ، والالتزام بالشمولية والابتكار، والتمسك بالتعايش المتناغم بين الإنسان والطبيعة، البقاء موجهًا نحو العمل، كما دعا المجتمع الدولي إلى تعزيز التعاون في مجالات مثل الحد من الفقر، والأمن الغذائي ومكافحة الأوبئة واللقاحات وتمويل التنمية وتغير المناخ والتنمية الخضراء والتصنيع والاقتصاد الرقمي والتواصل.

مبادرة التنمية العالمية هي مبادرة رئيسية أخرى اقترحتها الصين بعد البناء المشترك لـ “الحزام والطريق”. ومن خلال “إعادة التركيز” على قضايا التنمية و “تنشيط” التعاون الإنمائي الدولي، طرحت الصين “خارطة طريق” لتضييق الفجوة بين الشمال والجنوب وكسر اختلالات التنمية، التي توفر “سرعة” للنهوض بخطة الأمم المتحدة للتنمية المستدامة لعام 2030، وتخلق قوة قوية لتعزيز تنمية عالمية أقوى وأكثر اخضرارا وصحة، وبناء المجتمع المصير المشترك للبشرية.

تستجيب مبادرة التنمية العالمية إلى حد كبير لاحتياجات جميع الأطراف. وقد استجابت الأمم المتحدة وما يقرب من 100 دولة بشكل إيجابي، وتم إدراج المبادرة في الوثائق الختامية ذات الصلة لاجتماع وزراء خارجية الصين وجزر المحيط الهادئ، ومؤتمر القمة الثلاثين لعلاقات الحوار بين الصين والآسيان، والمؤتمر الوزاري الثامن لمنتدى التعاون الصيني الأفريقي، والمؤتمر الوزاري الثالث لمنتدى الصين وجماعة دول أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي.

في يناير من هذا العام، عقدت “مجموعة أصدقاء مبادرة التنمية العالمية” اجتماعها الأول في مقر الأمم المتحدة في نيويورك، حيث تجمع ممثلون من أكثر من 100 دولة وأكثر من 20 منظمة دولية لبناء توافق دولي أوسع في الآراء بشأن تنفيذ المبادرة.

يعتقد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أن مبادرة التنمية العالمية لها أهمية كبيرة في تعزيز تحقيق أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة 2030 ومعالجة قضية عدم المساواة في التنمية العالمية.

ووفقا للنائب السابق لرئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي إيراستوس موينشا، فإن مبادرة التنمية العالمية ذات أهمية كبيرة لأفريقيا والعالم، والتعاون والحوار هما أفضل وسيلة لحل المشاكل العالمية. ” نتحمل جميعاً مسؤولية مشتركة من أجل السلام والتنمية العالميين”.

ولقد استخدم الرئيس شي جين بينغ أبسط الكلمات لشرح المعنى الحقيقي لبناء مجتمع المصير المشترك للبشرية: ” لا غنى عن أي دولة أو أمة على طريق تحقيق السعادة للبشرية”.

إن أيديولوجية التنمية المتمركزة حول الشعب ليست مفهوماً مجرداً، ولا يمكن أن تتوقف بالكلمات والأفكار. والتمسك بالمفهوم الأساسي المتمثل في وضع الشعب جوهرها، يعتبر مبادرة التنمية العالمية تعزيز رفاهية الناس وتحقيق التنمية الشاملة كنقطة انطلاق وهدف، ويصر على أن الحق في العيش والتنمية هما حقوق الإنسان الأساسية، وعلى تعزيز التعاون من خلال التضامن والتنمية من خلال التعاون، وحقوق الإنسان من خلال التنمية.

“تظهر الحقائق مرة أخرى أنه في ظل الموجات المضطربة للأزمة العالمية ، الدول ليست على أكثر من 190 قاربًا صغيرًا ، وإنما هم على متن سفينة المصير المشترك”. أكد الرئيس شي جين بينغ أنه في عصر العولمة الاقتصادية، فإن أمن جميع البلدان مترابط ويؤثر على بعضها البعض. ولا يمكن لأي دولة أن تسعى إلى تحقيق أمنها المطلق بمفردها، ولا يمكن لأي دولة أن تنال الاستقرار من الاضطرابات في البلدان الأخرى.

تعزز مبادرة التنمية العالمية التعاون العملي عبر الحدود في 8 مجالات رئيسية، وتجمع بين أوجه التآزر القوية لتحقيق أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة السبعة عشر كما هو مقرر، وتجلب أملًا جديدًا للبلدان النامية لتحقيق قفزات التنمية.

إن اتجاه التنمية السلمية وتقدم البشرية لا يمكن وقفه. ومن البناء المشترك لـ “الحزام والطريق” إلى مبادرة التنمية العالمية، ومن التوجيه الأيديولوجي إلى التعزيز الشامل للتعاون العملي، وقفت الصين دائمًا على الجانب الصحيح من التاريخ وإلى جانب التقدم البشري. وسنحقق غد أفضل من خلال العمل معًا لمواجهة التهديدات والتحديات العالمية وتعزيز بناء المجتمع المصير المشترك للبشرية.