الصين ترحب بأي إجراء يهدف إلى تخفيف الأزمة الإنسانية في أوكرانيا
ترحب الصين بأي مبادرة أو إجراء يمكن أن يساعد في تخفيف وحل الأزمة الإنسانية في أوكرانيا، وفقا لما قال مبعوث صيني يوم (الخميس).
صرح الممثل الدائم للصين لدى الأمم المتحدة تشانغ جيون بذلك أمام الجلسة الطارئة الخاصة للجمعية العامة للأمم المتحدة بشأن أوكرانيا، وقال إن “نقطة البداية الأساسية للصين هي دفع المجتمع الدولي والأمم المتحدة لإيلاء أهمية كبيرة للوضع الإنساني في أوكرانيا”.
وأضاف أن الصين تطالب الأطراف المعنية بتعزيز التنسيق بشأن القضية الإنسانية، وحماية سلامة المدنيين بشكل فعال، خاصة الفئات الضعيفة مثل النساء والأطفال، وتسهيل إجلاء الأفراد وعمليات الإغاثة الإنسانية.
“بناء على الوضع الحالي، عند التعامل مع القضية الإنسانية لأوكرانيا، ينبغي التقيد الصارم بمبادئ الإنسانية والحياد والنزاهة التي أرساها قرار الجمعية العامة 46/182 لمنع تسييس القضايا الإنسانية”.
وبشأن الوضع الإنساني الحالي في أوكرانيا، قال تشانغ “إنه لأمر مؤلم أن نرى استمرار تدهور الوضع الإنساني في أوكرانيا، فضلاً عن الخسائر في صفوف المدنيين والإجلاء الجماعي للأشخاص بسبب الصراع”.
وقال “الأولوية القصوى الآن للأطراف المعنية هي الحفاظ على أقصى قدر من ضبط النفس، وتجنب المزيد من الضحايا المدنيين، والتوصل إلى وقف إطلاق النار عن طريق التفاوض في أقرب وقت ممكن، خاصة لمنع حدوث أزمة إنسانية واسعة النطاق”.
وفي إشارة إلى مشروع القرار الخاص بالوضع الإنساني في أوكرانيا الذي قدمته فرنسا والمكسيك وغيرهما، والذي جرى اعتماده في الجمعية العامة، قال تشانغ إن “الصين تدرك الهدف من مشروع القرار وتقدّر الجهود التي تبذلها فرنسا والمكسيك والدول المعنية في تعزيز التوافق”.
لكنه أشار إلى أنه “من الواضح أن بعض عناصر مشروع القرار تتخطى السياق الإنساني وأن بعض القضايا معقّدة للغاية ولا يمكن حلها إلا من خلال المفاوضات السياسية بين الأطراف المعنية”.
وقال إن “مشروع القرار الذي اقترحته جنوب إفريقيا يركز على القضية الإنسانية، ويتناول الجوانب المهمة للوضع الحالي في أوكرانيا، مع التأكيد على أن وقف الأعمال العدائية هو خطوة أولى رئيسية نحو تحسين الوضع الإنساني”، مضيفًا “نعتقد أنه في ظل الظروف الحالية فإن مشروع القرار الذي اقترحته جنوب إفريقيا يفضي بشكل أكبر إلى تعزيز وحدة عضوية الأمم المتحدة وفتح الباب لمزيد من الحوار والمفاوضات والحل الدبلوماسي”.
وأشار إلى أنه “لذلك، شاركت الصين في رعاية مشروع القرار الذي اقترحته جنوب إفريقيا”.
وحول تأثير الأزمة الأوكرانية، شدد تشانغ على أن “تأثير الأزمة الأوكرانية أحدث المزيد من التأثيرات العالمية”.
وقال “لم يتخلص العالم بعد من آثار جائحة كوفيد-19، وقد تسبب التنفيذ المتنامي باستمرار للعقوبات الشاملة وغير التمييزية في إحداث تأثير هائل على الاقتصاد العالمي وكذا التجارة والتمويل والطاقة والغذاء وسلاسل الصناعة والإمداد، مما يؤثر بشكل خطير على الحياة الطبيعية للشعوب في جميع البلدان ويزيد من سوء الاقتصاد العالمي الصعب بالفعل”.
وأضاف أن “الدول النامية، التي تشكل غالبية دول العالم، ليست أطرافا في هذا الصراع. وينبغي عدم جرها إلى هذه القضية وإجبارها على المعاناة من عواقب الصراعات الجيوسياسية والتنافس بين القوى الكبرى”.
وشدد تشانغ على أنه في معالجة القضايا الدولية والإقليمية الساخنة، لا يمكن أن يكون هناك خياران فقط، وهما استخدام القوة والعقوبات. “في مواجهة المواقف المعقدة، يحق لجميع البلدان أن تقرر سياساتها الخارجية بشكل مستقل ومنفصل”.
وأضاف أن “احترام سيادة واستقلال ووحدة وسلامة أراضي جميع الدول هو المعيار الأساسي الذي يحكم العلاقات الدولية والذي ينطبق على جميع الدول وجميع الأوضاع. وينبغي ألا تكون هناك استثناءات، ناهيك عن ازدواجية المعايير”.
وأكد أهمية الحوار والتفاوض، مشيرا إلى أن ذلك “السبيل الوحيدة للخروج من الأزمة الأوكرانية”.