مصوّر يوثق تحسن الظروف البيئية على طول النهر الأصفر الصيني

على مدار أكثر من عقد من الزمان، سافر يويه تشانغ هونغ، الذي يعمل مصوراً للطيور، أكثر من 180 ألف كيلومتر، والتقط خلالها ما يربو عن 500 ألف صورة.

وقال يويه وهو من محافظة بينغلو بمنطقة نينغشيا ذاتية الحكم لقومية هوي في شمال غربي الصين : “أحب التقاط الصور للطيور في أوضاع مختلفة. إنها تظهر حيوية وجمال الطبيعة”.

التُقطت معظم صور يويه على ضفاف النهر الأصفر، ثاني أطول نهر في الصين. ويبلغ جزء الممر المائي في منطقة نينغشيا حوالي 400 كيلومتر، وتتشكل فيه بحيرات وأراضٍ رطبة على امتداده.

ويعتبر يويه زائراً منتظماً لهذه البحيرات والأراضي الرطبة، حيث يحب التقاط الصور للطيور على مدار العام. وفي حديقة تيانخهوان للنهر الأصفر الوطنية للأراضي الرطبة في بينغلوه، مسقط رأسه، لاحظ يويه طيوراً نادرة للغاية في السنوات الأخيرة.

وتشير نتائج إحصاءات معنية، إلى أنه واعتباراً من شهر مارس/ آذار من العام الماضي 2021، استعادت منطقة نينغشيا أكثر من 33000 هكتار من البحيرات والأراضي الرطبة، وأدرجت أكثر من 206 آلاف هكتار من الأراضي الرطبة على قائمة الحماية.

وقال يويه: ” لقد وفّر تحسين الظروف البيئية هنا المزيد من الخيارات للطيور عند اختيار موائلها”.

تحتضن حديقة تيانخهوان للنهر الأصفر الوطنية للأراضي الرطبة أكثر من 180 سلالة من مختلف أنواع الطيور.

وغالباً ما يصل يويه وزوجته إلى الأراضي الرطبة قبل الفجر أو الغسق، لالتقاط صور ظلّية رائعة. أما في الصيف، تصبح درجات الحرارة المرتفعة والبعوض أكبر أعدائهما، فيما يُمكن لدرجات الحرارة أن تنخفض في فصل الشتاء إلى 20 درجة مئوية تحت الصفر.

ورغم تعرض يويه وزوجته لهجوم من قبل كلاب برية، وسقوطهما ذات مرة في كهف جليدي. إلا أن يويه وعلى الرغم من هذه التجارب، شعر بالاغناء والرضا عندما نشر صوراً للطيور على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث حظي بثناء وإعجاب المتابعين.

وقال يويه: “أريد أن أوثّق التغيرات البيئية التي يشهدها مسقط رأسي، وهذا أمر يتميز بمعنى كبير للقيام به”.

وعلى مر السنين، شهد يويه رعاية السكان المحليين للطيور، وحرص عمال الغابات على تحضير الطعام للطيور على طرق الهجرة، وكثيراً ما يُبلغ السكان المحليون السلطات المحلية عن الطيور المصابة.

وقال يويه: “يجب على البشر أن يردوا الطبيعة، التي وهبت لنا الكثير من الأشياء الجميلة”.