الصين تدافع عن معارضتها لمشروع القرار العربي بشأن سوريا في الجمعية العامة
صحيفة الشروق الالكترونية:
دافعت الصين عن معارضتها لمشروع القرار العرب الخاص بسوريا والذي تم إقراره مؤخرا فى الجمعية العامة للأمم المتحدة.. قائلة إنه “سيصمد لاختبار التاريخ وأن معارضتها للمشروع كانت بناء على تفكير مدروس”.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية ليو ويى مين فى تصريحات مساء اليوم (الجمعة) إن “الصين أعربت بشكل متكرر عن موقفها حول القضية من إنها لا تعتزم تقديم ملجأ او رعاية لأحد، حيث يرتكز فقط على معالجة المصاعب الحالية فى سوريا، ويبرز أيضا منظورا طويل المدى للحفاظ على مقصد ميثاق الأمم المتحدة ومبادئه والأعراف الدولية ذات الصلة”.
وفى تقارير وتعليقات بثها التليفزيون الصيني ووكالة الأنباء الصينية، مساء اليوم يرى الخبراء والباحثون الصينيون أن هذا الاجراء يعكس استمرار الصين فى انتهاج نفس السياسة الخارجية ويدل على أنها تدعم بكل ثبات ميثاق الأمم المتحدة، وأن الدول العربية ستتفهم الجهود الدبلوماسية التى تبذلها الصين من اجل الحفاظ على السلام والاستقرار والأمن فى منطقة الشرق الأوسط، وأن الصداقة التقليدية بينها وبين الصين لن تتأثر نتيجة هذا التصويت”.
وقال وو سى كه، المبعوث الصيني الخاص للشرق الأوسط إن “تصويت الصين ضد مشروع قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة بشأن سوريا، أظهر موقف الصين الثابت تجاه القضية، حيث تلتزم الصين على الدوام، بصفتها عضوا دائما فى مجلس الأمن الدولى، بمبادئ ميثاق الأمم المتحدة وعدم التدخل فى الشؤون الداخلية للدول”. وأشار إلى أن “مشروع القرار، الذى وافقت عليه الجمعية العامة للأمم المتحدة هذه المرة، يدفع من أجل تغيير النظام فى سوريا بالقوة، وهو ما يخالف روح ميثاق الأمم المتحدة، لذا صوتت الصين ضده بشكل قاطع”.
وقالت تشانغ شياو آن، نائبة الرئيس والمدير العام للجمعية الصينية لشؤون الأمم المتحدة إن الصين ترى أن “مطالبة طرف واحد بوقف اعمال العنف أمر غير عادل ولن يساعد فى الحيلولة دون وقوع أعمال عنف بل على العكس سيزيد من تصعيدها، فى وقت رفضت الدول الغربية إدخال تعديلات ودفعت التصويت بالقوة، ومن ثم فان تصويت الصين وروسيا وغيرهما من الدول ال12 ضد مشروع القرار كان أمرا منطقيا .
وتابعت إن “دولا غربية مثل الولايات المتحدة استخدمت فى عدد من جولات التصويت حق النقض (الفيتو) فى أمور تتعلق بقضية الشرق الأوسط، متجاهلة أصوات التأييد من جانب أكثر من مائة دولة أخرى فى الجمعية العامة .. مؤكدة أنه من الطبيعى وجود اختلافات فى مواقف البلدان المختلفة، ولكن لابد على تلك البلدان أخذ آراء ومخاوف بعضها البعض فى الحسبان واجراء مشاورات وتعاون مستمرين .
وحول هذه النقطة نقل تقرير وسائل الاعلام الصينية اعتراض خبراء ومحللون صينيون على ما يبثه الإعلام الغربي، الذي يدعى أن الموقف الصيني بشأن القضية السورية يتعارض مع مواقف معظم بلدان العالم، وقال روان تسونغ تسه نائب مدير معهد الصين للدراسات الدولية إن “من بين الدول ال137 التى وافقت على مشروع القرار، كان لدول عديدة وجهات نظر مختلفة لكنها وافقت عليه نتيجة ضغوط أو لأنه يخدم مصالحها”.
من جانبه أعرب لي قوه فو الباحث بمعهد الصين للدراسات الدولية عن اعتقاده بأن معظم الدول الأعضاء بالجمعية العامة مثلت “الأغلبية الصامتة”، إذ ان نتائج التصويت على مشروعات قرارات الجمعية العامة ليست ملزمة .. مؤكدا أنه رغم تصويت “الأغلبية الصامتة” بالتأييد لمشروع القرار، إلا ان هذا لا يعنى بالضرورة ان الصين بمعارضتها للمشروع وقفت فى مواجهتهم”.
وعن العلاقات الصينية العربية ، أشارت وسائل الاعلام الصينية إلى أن نتيجة التصويت لن تؤثر على علاقات الصداقة الصينية – العربية التقليدية، وإن “قاعدة التعاون بين الصين والدول العربية راسخة وقادرة على الصمود امام اختبارات الزمن وتقلبات الوضع الدولى، حيث يصب تطوير العلاقات بين الصين والدول العربية فى صميم مصلحة الجانبين، ويستفيد الشعب الصينى والشعوب العربية من ثمار التعاون الصينى – العربى، ولن يترك الفيتو تأثيرا سبليا على هذا التعاون”.
وقال لى قو فو إن “معارضة الصين لقرار الجمعية العامة لا تعنى معارضتها للدول العربية باسرها، ولا تؤثر على علاقاتها مع معظم الدول العربية، حيث من الطبيعى أن يحدث اجراء الصين هذا سوء فهم لدى بعض الدول العربية، ومن أجل توضيح موقف الصين وتبديد سوء الفهم، قررت الصين ان ترسل نائب وزير الخارجية الصينى والمبعوث الصينى الخاص للشرق الأوسط للقيام بجولة مكوكية فى بعض الدول العربية لنقل رسالة مفادها أن الصين ليس لديها اية مصلحة خاصة فى هذه القضية، بل على العكس ، تفكر دائما فى المصالح الجوهرية وطويلة الأجل للدول العربية وشعوبها، لذا سوف يتفهم العالم العربى اخلاص الصين ومصداقيتها ويؤيدها فى نهاية المطاف .
ومن المقرر أن يبدأ، وو سى كه المبعوث الصينى الخاص للشرق الأوسط، زيارة كل من إسرائيل وفلسطين والأردن فى 23 فبراير الجاري .