تعليق:الصين والولايات المتحدة بحاجة إلى علاقات عسكرية سليمة ومستقرة وناضجة
صحيفة الشعب الصينية:
عقد نائب الرئيس الصينى شى جين بينغ الذي يقوم بزيارة للولايات المتحدة محادثات مع وزير الدفاع الامريكي ليون بانيتا،ورئيس هيئة الاركان المشتركة مارتن ديمبسي وعدة مسؤولين عسكريين كبار آخرين يوم 14 قبراير الحالي فى وزارة الدفاع الامريكية،وهي الزيارة الأولى لقائد صيني إلى البنتاغون منذ حوالي 10 أعوام.وشدد شي خلال المحادثات على الدور المهم والايجابي للعلاقات السليمة والمستقرة والناضجة بين المؤسسات العسكرية في البلدين في تطوير العلاقات بين الدولتين،معربا عن الاهتمام البالغ ونية الصين الصادقة تجاه تطوير العلاقات العسكرية مع الولايات المتحدة.
وتعد زيارة شي جين بينغ إلى الولايات المتحدة تحركا هاما لتعزيز التوافق بين رئيسي الدولتين،وهى حدث دبلوماسي كبير فى مطلع العام الجديد لتدعيم العلاقات الثنائية بين الدولتين بصورة شاملة، حيث ستفيد الدولتين في دراسة الوضع الإستراتيحي و العالمي لجيشي الدولتين و التخطيط للإتجاه المستقبلي لتطوير العلاقات العسكرية.ان العلاقات الناضجة والمستقرة بين الصين والولايات المتحدة تحتاج إلى دعم العلاقات العسكرية الناضجة والمستقرة بين الجيشين التى لا تتفق مع المصالح المشتركة للدولتين فقط، بل تساعد على تحقيق السلام والاستقرار في منطقة آسيا والمحيط الهادئ و العالم بأسره.ان تخطيط وتعزيز و تطوير العلاقات العسكرية بين الصين والولايات المتحدة على أساس الوضع الشامل للعلاقات الثنائية خيار سياسي ثابت للصين.وقد أثبتت تجربة السنوات الماضية ان الثقة المتبادلة شرط مهم لتحقيق التطور السليم والمستقر للعلاقات العسكرية بين الصين والولايات المتحدة.
ان تعزيز الثقة المتبادلة يحتاج إلى فهم النوايا الاستراتيجية من الطرف الأخر بصورة شاملة ودقيقة. فيتعين على الصين والولايات المتحدة تجاوز الخلافات الايديولوجية والمفاهيم القديمة والنظر إلى نمو الطرف الآخر بنظرة موضوعية وعقلانية. تتبع الصين بثبات طريق التنمية السلمية، ونمو الصين لايمثل تحديا بل يعد فرصة للولايات المتحدة. تنتهج الصين سياسة الدفاع الوطني الدفاعي ،وليس لديها النية ولا الإمكانية أن تشكل تهديدا للولايات المتحدة.
تعزيز الثقة المتبادلة في حاجة أيضا إلى ترسيخ وتوسيع المصالح المشتركة بين الدولتين باستمرار.ان منطقة آسيا والمحيط الهادئ هي المناطق الأكثر تركزا لمصالح الصين والولايات المتحدة المشتركة،و قد وفر المحيط الهادئ الشاسع مساحة واسعة للتعاون بينهما.وفى الوقت الحاضر،تتزايد المصالح المشتركة بين الجيشين الصيني والامريكي فى مكافحة الإرهاب،ومنع الانتشار النووي،ومكافحة القرصنة،والاغاثة الانسانية والحد من الكوارث وغيرها من المجالات الأمنية غير التقليدية،بالإضافة إلى ذلك،للجيشين المزيد والمزيد من المصالح المشتركة فى الحفاظ على السلام والاستقرار في المنطقة والمعالجة الملائمة للقضايا الدولية الساخنة والمجالات الأخرى.لذا يتعين على الصين والولايات المتحدة توسيع المصالح المشتركة باستمرار،وعدم التركيز على جدول الأعمال الأمنية بشكل مصطنع و الإضرار بالثقة المتبادلة.
ويحتاج تعزيز الثقة المتبادلة إلى احترام ورعاية المصالح الأساسية والمخاوف الرئيسية لبعضهما البعض. يعد الحفاظ على المصالح الأساسية للدولة واجبا على جيش الدولة.ولا تتمتع العلاقة العسكرية بين الصين والولايات المتحدة بالديناميكية والحيوية إلا من خلال إظهار طرف من الطرفين الاحترام المتبادل فى القضايا المتعلقة بالمصالح الأساسية والمخاوف الرئيسية للطرف الآخر.
بالإضافة إلى النقاط المذكورة سابقا، يتطلب تعزيز الثقة المتبادلة أيضا معالجة الدولتين الاختلافات والقضايا الحساسة بشكل ملائم.ان الصين والولايات المتحدة دولتان كبيرتان تتقاسمان الكثير من المسؤوليات المشتركة الهامة للحفاظ على السلام العالمي والإقليمي،لا يمكن للجيشين تقديم المساهمة فعلا لسلام العالم وتنميته إلا من خلال تقليل الخلافات وتجنب الاحتكاك والسيطرة على المخاطر بينهما.وتتطلع الصين إلى رد فعل من الولايات المتحدة وإظهار الأخير الأخلاص واتخاذ اجراءات ملموسة لإزالة العقبات والصعوبات التي تحول بين التبادل والتعاون بين الجيشين بشكل فعال وتعزيز التنمية المستقرة للعلاقات بين الجيشين.
تقف الصين والولايات المتحدة الآن فى مرحلة تاريخية جديدة،حيث تعتبر رعاية وتعزيز الثقة المتبادلة بين الجيشين الصيني والامريكي اختيارا عقلانيا وحتميا ومسؤولية ملزمة للدولتين والجيشين.ويقول المثل:رحلة الألف ميل تبدأ بخطوة ،فيجب على الجيشين الصيني والامريكي اتباع توافق رئيسي الدولتين على تطوير العلاقات العسكرية الثنائية،واغتنام فرصة الزيارة الناجحة لنائب الرئيس الصيني شي جين بينغ للولايات المتحدة،والتركز على مبدأ الاحترام والثقة المتبادلة،والمساواة والمنفعة المتبادلة لتعزيز التفاهم والثقة المتبادلة،سعيا إلى خلق جو ودي لتطوير العلاقات العسكرية الثنائية.