الصين والآسيان تشيدان بالإنجازات في إطار الشراكة الإستراتيجية الشاملة وتتعهدان بتعميق العلاقات
حضر عضو مجلس الدولة ووزير الخارجية الصيني وانغ يي اجتماع وزراء خارجية الصين ورابطة أمم جنوب شرق آسيا (الآسيان) هنا يوم الخميس، والذي أشاد خلاله الجانبان بالإنجازات التي تحققت في تعاونهما وتعهدا ببناء مجتمع أوثق ذي مستقبل مشترك بين الصين والآسيان.
وحضر الاجتماع، الذي شارك في رئاسته وانغ ونائب رئيس الوزراء الكمبودي ووزير الخارجية براك سوخون، وزراء خارجية 10 بلدان أعضاء في الآسيان والأمين العام للرابطة داتو ليم جوك هوي.
وقال وانغ إنه منذ أن أعلن الرئيس الصيني شي جين بينغ وقادة دول الآسيان معا عن إقامة الشراكة الإستراتيجية الشاملة في نوفمبر من العام الماضي، حقق تطوير الشراكة بداية جيدة مع نتائج واعدة تحققت في مختلف المجالات.
وأفاد أن الجانبين عملا معا لمواجهة التحديات الناجمة عن مختلف الآثار غير المباشرة، وقاما بشكل مشترك بصون السلام والاستقرار اللذين تم تحقيقهما بشق الأنفس في المنطقة، ليحافظا بذلك على “واحة من السلام”.
وذكر وانغ أنه فيما يتعلق بجائحة كوفيد-19، أظهر الجانبان تضامنا في مكافحة المرض وعززا التعاون في إدارة الطوارئ من أجل بناء “درع للسلامة”.
وأضاف أن الجانبين نفذا معا الشراكة الاقتصادية الإقليمية الشاملة وعملا على تسريع الترابط، مما أدى إلى خلق “مرتفع للتنمية”.
وأشار إلى أنه بالإضافة إلى ذلك، عزز الجانبان التعاون لتعزيز التنمية الخضراء، والتصدي لتغير المناخ، وتعزيز حماية البيئة البيئية، وتعزيز تحول الطاقة، مع تعزيز الدعم العام من خلال زيادة الرحلات الجوية المباشرة، ومساعدة الطلاب من دول الآسيان على العودة إلى الدراسة في الصين بطريقة منظمة، وتعزيز التبادلات والتعاون في مجالات الثقافة والسياحة ومراكز الأبحاث والرياضة.
وبيّن وانغ أن الصين مستعدة للعمل مع الآسيان لمواصلة المضي قدما في بناء موطن سلمي وآمن ومطمئن ومزدهر وجميل وودود بشكل مشترك، وتنفيذ التوافقات الهامة التي توصل إليها قادة الجانبين، ومواصلة تعميق الشراكة الإستراتيجية الشاملة، وبناء مجتمع أوثق ذي مستقبل مشترك بين الصين والآسيان من أجل تقديم مساهمات أكبر للسلام والتنمية الإقليميين.
وقدم وانغ اقتراحا من أربع نقاط في هذا الصدد.
أولا، ينبغي للجانبين أن يبنيا نموذجا للتنمية المشتركة. وينبغي للجانبين تعزيز التآزر بين إستراتيجياتهما الإنمائية لتحقيق مستوى أعلى من المنفعة المتبادلة.
وقال وانغ إن الصين تكثف جهودها للوفاء بالتزامها بتقديم المساعدة لدول الآسيان من أجل تنميتها، وتسهيل تنفيذ مبادرة التنمية العالمية في دول الآسيان.
ولفت إلى أنه يتعين على الجانبين التصدي معا للتحديات الملحة مثل الصحة العامة والغذاء والطاقة.
ثانيا، يجب على الجانبين أن يكونا مثالا يحتذى به في الترابط. وأفاد وانغ أنه يتعين على الجانبين التكاتف لتعزيز التعاون عالي الجودة المتعلق بمبادرة الحزام والطريق، والترحيب بالمزيد من الدول للمشاركة في بناء الممر التجاري البري-البحري الدولي الجديد، وضمان السلامة والتدفق السلس للسلاسل الصناعية وسلاسل التوريد.
وأوضح أنه يتعين على الجانبين العمل معا للدفع نحو تنفيذ عالي الجودة للشراكة الاقتصادية الإقليمية الشاملة، وتسريع مفاوضات المتابعة حول منطقة التجارة الحرة بين الصين والآسيان، وتوسيع التعاون في الاقتصاد الرقمي والأخضر.
ثالثا، يتعين على الجانبين تعزيز التنسيق بشأن الحوكمة العالمية. وقال وانغ إنه يتعين على الجانبين التمسك بالإقليمية المفتوحة، وتعزيز التعددية الحقيقية، وتوسيع وتعزيز البنية الإقليمية التي تقودها الآسيان، وحماية مصالح الدول النامية بشكل مشترك من أجل تقديم “مساهمات آسيوية” للحوكمة العالمية.
وأشار وانغ إلى أن الصين تقدر أن آفاق الآسيان بشأن منطقة المحيطين الهندي والهادئ ملتزمة بالاستقلال والانفتاح والشمولية وتركز على التنمية والتعاون، مبينا أن الصين مستعدة للعمل مع دول الآسيان لتعزيز التآزر بين الآفاق ومبادرة الحزام والطريق، وكذلك بين الآفاق ومبادرة التنمية العالمية.
رابعا، ينبغي للجانبين أن يحافظا معا على السلام والاستقرار الإقليميين. ولدى إشارته إلى أن مبادرة الأمن العالمي تتشارك الفلسفة الأمنية التي تدعو إليها الآسيان، ذكر وانغ أن الصين على استعداد للعمل مع الآسيان لاستكشاف تنفيذ المبادرة في دول الآسيان.
وقال إنه يتعين على الجانبين تسريع مشاوراتهما بشأن مدونة قواعد السلوك في بحر الصين الجنوبي، والاحتفاظ بمفتاح القضية في أيدي دول المنطقة، من أجل تحويل بحر الصين الجنوبي إلى بحر للسلام والتعاون والصداقة.
واقترح وانغ إنشاء عام للتعاون بين الصين والآسيان في مجال التنمية الزراعية والأمن الغذائي، فضلا عن إصدار بيان مشترك بشأن التعاون في مجال الأمن الغذائي في اجتماع قادة الصين والآسيان.
كما عمم الجانب الصيني وثيقة حول دعم الصين للموقف المركزي للآسيان، وقائمة بشأن دعم التعاون في المجالات الأربعة ذات الأولوية لآفاق الآسيان بشأن منطقة المحيطين الهندي والهادئ، وتقرير مرحلي عن بناء موطن سلمي وآمن ومطمئن ومزدهر وجميل وودود معا، وقائمة حقائق حول بناء شراكة الاقتصاد الأزرق بين الصين والآسيان، من بين أمور أخرى.
وأشاد وزراء الخارجية الذين حضروا الاجتماع بالتعاون الديناميكي بين الآسيان والصين من حيث المضمون الغني والإنجازات الملحوظة منذ إقامة الشراكة الإستراتيجية الشاملة بين الجانبين، وأعربوا عن تقديرهم لدعم الصين المستمر للموقف المركزي للآسيان، وشكروا الصين على توفير اللقاحات لدول الآسيان في معركتها ضد جائحة كوفيد-19.
مع اعتبارها الصين شريكا ذا منفعة متبادلة ورؤية مشتركة، قالت دول الآسيان إنها تؤيد تماما اقتراح الرئيس شي لبناء موطن سلمي وآمن ومطمئن ومزدهر وجميل وودود معا، وتتطلع إلى التآزر بين مبادرة الحزام والطريق وآفاق الآسيان بشأن منطقة المحيطين الهندي والهادئ، وإلى مواصلة استكشاف تنفيذ مبادرة التنمية العالمية ومبادرة الأمن العالمي في الآسيان.
وأعرب وزراء الخارجية عن رضاهم للتقدم المحرز في تنفيذ الشراكة الاقتصادية الإقليمية الشاملة، وأعربوا عن تقديرهم للصين لاتخاذها زمام المبادرة في التوصل إلى اتفاقية للتجارة الحرة مع الآسيان.
وقالوا إنهم يتطلعون إلى تسريع مفاوضات المتابعة بشأن تحديث منطقة التجارة الحرة بين الصين والآسيان، وتعميق التعاون متبادل المنفعة في مختلف المجالات، والدفع نحو إحراز تقدم جوهري في التشاور بخصوص مدونة قواعد السلوك بغية حماية السلام والاستقرار والازدهار الإقليميين بشكل مشترك.
وخلال الاجتماع، شرح وانغ بإسهاب عن موقف الصين الرسمي من استفزاز الجانب الأمريكي المتعلق بانتهاك سيادة الصين.
وقالت جميع الأطراف في الاجتماع إنها ملتزمة بسياسة صين واحدة، وتدعم الصين في حماية سيادتها وسلامة أراضيها.
كما أصدر وزراء خارجية الآسيان بيانا بشأن الوضع عبر المضيق، أكدوا فيه من جديد التزام بلدانهم الراسخ بمبدأ صين واحدة.
ووافق الاجتماع أيضا على خطة عمل للشراكة الإستراتيجية الشاملة بين الصين والآسيان، والتي سيتم تقديمها إلى اجتماع قادة الصين والآسيان للتأييد عليها.