تعليق: هل زيادة الإنفاق العسكري في الصين يحتاج إلى إذن غربي؟

صحيفة الشعب الصينية:
من المقرر أن تعلن الصين عن ميزانية الدفاع السنوية الجديدة خلال الدورتين قريبا. ويأمل الجميع أن لا تأخذ الحكومة الصينية بعين الاعتبار ضغوطات الرأي العام الغربي،وأن تحافظ على نمو رقمين للإنفاق العسكري السنوي في الصين .

شهدت انتقادات وسائل الإعلام الغربية حول الإنفاق العسكري في الصين انخفاضا مع انخفاض ميزانية الدفاع العسكري السنوي الصيني إلى 7.5% عام 2010، لكن عادت تلك الانتقادات إلى الارتفاع بزيادة نسبة 12.7 % العام الماضي،حيث أدى الزيادة المزدوجة الرقم في الإنفاق العسكري للصين إلى انتقادات غربية الأعنف مما في السنوات السابقة. حيث يرون الحفاظ على الاستقرار الخارجي مرتبط بتفادي الصين زيادة الإنفاق العسكري.

إن تباطؤ نمو الاقتصاد الصيني هذا العام ، لا يعني تقليص حجم الجزء الاقتصادي الفعال، كما سوف يواصل توسيع الإرادات. ولن يكون هناك مشكلة مصادر الإنفاق العسكري.

الانتقادات الخارجية المتزايدة للصين لا يمكن أن يزيد عبئا إضافيا على الرأي العام. وإن الاتهامات بأن الصين تسرع في زيادة الإنفاق العسكري، باتت عادية مهما كانت للصين أو الغرب.

يجب النظر بعيون متفطنة، إلى أن نهوض الصين سوف يجذب بعد العداءات تدريجيا، وإذا لم تكن الصين مدعومة بدفاع وطني قوي، فإن الشعارات غير العقلانية ضد الصين سوف تتزايد، وسوف تتحول بعض الأفكار الخبيثة الى الفعاليات الحقيقية .

من المهم أن نلاحظ تركيز الولايات المتحدة كقوة عسكرية في العالم على تامين إستراتجيتها ضد الصين. وقد لا نفهم هذا الاحتياط الأمريكي الكبير من الصين، لكن سجلات الماضي تبين لنا المقارنة الطفيفة مع استخدام الولايات المتحدة للقوة العسكرية.حيث تأكدها من عدم قدرتها على تحمل القتال مرة أخرى، جعلها تمارس الضغوطات العسكرية كوسيلة مفضلة والأكثر فعالية.

إن اتجاه الصين التدريجي إلى الطليعة السياسية الدولية يحتم عليها تعجيل بناء قدرات دفاعية وطنية. كما أن التغيير السريع للوضع العالمي، وتضييق مساحة التعاون الاستراتيجي من اجل السلام بين دول مختلفة في العالم، أدى إلى اهتزاز مبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية على المسرح العالمي. وعززت العولمة قيمة السلام، بل صنعت نقاط احتكاك أكثر عن الماضي.

إن البيئة الأمنية للصين بشكل عام مازالت في الحدود الطبيعية، لكن لا نستطيع تجاهل التحديات الكامنة في ملف قضية تايوان الذي لم ينطوي بعد والنزاع حول الجزر المحيطة بالصين التي قد تتصاعد في أي وقت. كما ان تدخل البلدان الكبيرة في هذا الوضع قد يتطور إلى إستراتيجية التوتر في منطقة آسيا والمحيط الهادئ. وإن المبادرة الصينية للسيطرة على هذه المخاطر ليست كبيرة. كما لا تملك القدرة الكافية للتمسك بالحلول السياسية وتبقى بعيدة عن مخاطر الحرب.

تعزيز الجيش الصيني جزء لا يتجزأ من التنمية والاستقرار في الصين. وإن عدم التغيير في الموقف الخارجي اتجاه الصيني،ومواصلة العمل على إضعاف الصين سوف يؤدي الى فوضى سياسية دولية رهيبة. ولمنع هذه الفوضى، ينبغي استخلاص حقيقة العلاقات الصينية ـ الخارجية من الواقع، وأخذ الاستقرار الطويل الأجل في آسيا والمحيط الهادئ كحجر الزاوية.

الجيش الصيني ينبغي أن يلحق بالقوة الوطنية الشاملة للصين،ويواكب التطورات الخارجية. ولا يكفي أن تصبح الصين فقط قوة عسكرية، بل ينبغي أن تتماشى مع سياسات ومواقف الدول الأخرى اتجاه الصين.

لذلك ينبغي أن تظل الصين منفتحة بشأن المسألة العسكرية. وجعل العالم الخارجي يفهم ضرورة زيادة الإنفاق العسكري الصيني، ولا ينبغي السير على نفس مسار الذين لم يفهموا،لأنه أكيد سيأتي اليوم الذي يفهمون فيه حقيقة الوضع.

لقد ظلت الأمة الصينية أمة محبة للسلام. وإن زيادة الإنفاق العسكري لا يصب إلى في مصلحة السلام والاستقرار في العالم، وإن زيادة الإنفاق العسكري هذا العام معتدل وملائم .