دعوة إلى حياة منخفضة الكربون وبناء ديار جميلة معاً
وكالة أنباء شينخوا:
خلال السنوات الأخيرة، أحرزت الصين تقدماً إيجابياً في مواجهة تغير المناخ. وحُسِّنت الآليات لمواجهة تغير المناخ باستمرار، وحُققت نتائج مهمة في التحكم في انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، وأُحرز تقدم إيجابي في بناء سوق الكربون الوطنية. ويعد عام 2022 الأولَ من “الخطة الخمسية الرابعة عشرة”، وقد دخل البناء الحضاري الإيكولوجي في البلاد فترة حاسمة من التركيز على الحد من الكربون وتعزيز التحوُّل الأخضر الشامل للتنمية الاقتصادية والاجتماعية. وفي “اليوم الوطني لتحقيق الكربون المنخفض” مؤخرا، نُظمت أنشطة مختلفة في جميع أنحاء البلاد، لدعوة المجتمع بأسره إلى ممارسة أسلوب حياة أخضر ومنخفض الكربون لمواجهة تغير المناخ العالمي، والإسهام في حماية الكرة الأرضية.
وقال شيه تشن هوا، المبعوث الصيني الخاص لتغير المناخ، في مقابلة أجراها معه مراسل وكالة أنباء شينخوا، إن تغير المناخ هو أخطر تحدٍ يواجه التنمية البشرية المستدامة، وتولي الصين أهمية كبيرة لمعالجة تغير المناخ وتسهم على نحو فعَّال بالحكمة والحلول الصينية في حوكمة المناخ العالمية. وتعتزم الصين استغلال حوالي 30 عاما لتحقيق الانتقال من ذروة الكربون إلى الحياد الكربوني، وهو أقصر بكثير من الدول المتقدمة الكبرى.
وخلال فترة “الخطة الخمسية الرابعة عشرة”، دخل البناء الحضاري الإيكولوجي في الصين فترة حاسمة يكون فيها الحد من الكربون هو الاتجاه الإستراتيجي الرئيسي ويُعزز التحوُّل الأخضر الشامل للتنمية الاقتصادية والاجتماعية. وفي الوقت الحالي، تصوغ الصين تدابير سياسية وخريطة طريق وجداول زمنية لتعزيز الوصول إلى ذروة انبعاثات الكربون والحياد الكربوني. وأعربت لو لون يان، الممثلة الرئيسية للصندوق العالمي للطبيعة في الصين، عن تقديرها لجهود الصين في الحد من الانبعاثات، وقالت إن تغير المناخ يمثل تحديا خطيرا يواجه العالم، ويتطلب ذلك تعاون جميع الدول والاستجابة المشتركة من قبل المجتمع الدولي. وتسعدها رؤية أن الحكومة الصينية أصدرت المعايير التوجيهية ذات الصلة، وبدأت الشركات في دمج الحياد الكربوني في إستراتيجياتها الأساسية، واعتمدت سلسلة من الإجراءات الفعَّالة والواقعية مثل تعديل الهيكل الصناعي، تحسين هيكل الطاقة، وتحسين آليات السوق.
ويتطلب تحقيق هدف “الكربون المزدوج” ليس تصميم الصين على التغلب على الصعوبات فحسب، بل أيضا إجراءات فعلية من الجميع، حيث يمارس أفراد الشعب الصيني الحياة الخضراء والمنخفضة الكربون بطريقتهم الخاصة.
وفي أحد المجمعات السكنية بحي شيجينغشان في بكين، غالبا ما تنظم لجنة الحي السكني حلقات دراسية لإعطاء نصائح لممارسة حياة منخفضة الكربون. وعلى سبيل المثال، عند غسل الملابس، ولا توفر الغسالةُ الكهرباءَ عند تشغيلها بالسرعة العالية فحسب، بل يطيل ذلك أيضا من عمر الجهاز. ومن ناحية النظام الغذائي، ينقع الأرز لمدة 30 دقيقة قبل الطهي، ثم يغلي بالماء الساخن، مما يوفر استهلاك الكهرباء في قدر الأرز. وتحضر معك أكياس التسوق أو سلال الخضروات عند الخروج لشراء البضائع لتقليل استخدام الأكياس البلاستيكية. وتحمل زجاجة ماء معك وتجنب الأكواب ذات الاستخدام الواحد أو زجاجات المياه المعدنية التي تستخدم مرة واحدة. وفي مدينة نانغتشانغ بمقاطعة جيانغشي، يعمل أكثر من 200 طالب في المدارس الابتدائية والثانوية “كمشرفين على توفير للطاقة”، ويقودون زملاءهم وأفراد أسرهم للمشاركة في فرز القمامة، وفي مدينة شيامن يوقف تشغيل السلالم المتحركة المؤدية إلى محطات المترو على عمق 7 أمتار تحت الأرض، باستثناء المصاعد الخالية من العوائق، كل يوم لمدة ساعة واحدة، ويُشجع المواطنون الركاب على استخدام الدرج. وقال السيد تشين من مدينة سوتشو للمراسل إنه في الماضي اعتاد ضبط درجة حرارة التكييف على مستوى منخفض للغاية في الصيف الحار حوالي 20 درجة، ولكنه الآن سيضبط درجة حرارة التكييف على 26 درجة، والأمر ليس صديقا للبيئة فحسب، بل مفيد للجسم. وقالت السيدة لي من مدينة تيانجين إنها اعتادت قيادة سيارتها كل يوم إلى العمل، لكنها الآن تختار ركوب الحافلة أو الدراجة الهوائية للعمل على الأقل يومين في الأسبوع، الأمر الذي يجعل جسمها أكثر رشاقة، كما دعت الزملاء الآخرين في المكتب إلى اتباعها واختيار طريقة تنقل خضراء، وتأمل في أن تصبح السماء أكثر زرقة وتزداد المياه صفاءً بجهود مشتركة من قبل الجميع.