الصين تحرز تقدمات في السعي المستمر طوال عقد من الزمن لتحقيق ظروف سكنية أفضل

قدمت الجهود المبذولة على الصعيد الوطني على مدى السنوات العشر الماضية للشعب الصيني زيادة كبيرة في كل من كمية ونوعية المنازل، فضلا عن التحسينات في البيئات الحضرية والريفية، إلى جانب التنمية المطردة للصناعات ذات الصلة.

عازمة على توفير سقف فوق رأس كل فرد في الصين، استثمرت البلاد 14.8 تريليون يوان (حوالي 2.14 تريليون دولار أمريكي) في مساكن ميسورة التكلفة في العقد الماضي، مما ساعد على توطين أكثر من 140 مليون شخص في منازل جديدة، حسب جيانغ وان رونغ، نائب وزير الإسكان والتنمية الحضرية والريفية في مؤتمر صحفي يوم الأربعاء.

وتحقيقا لنفس الغاية، أتاحت الصين 3.3 مليون منزل للإيجار بأسعار معقولة لسكان المدن من الشباب منذ العام الماضي، مع انتقال أكثر من 38 مليونا من سكان الحضر ذوي الدخل المنخفض إلى مساكن عامة للإيجار بحلول نهاية عام 2021، حسبما قال جيانغ.

تُظهر البيانات الرسمية أن صندوق الادخار السكني، الذي تأسس في عام 1991 لجمع الأموال لمساعدة القوى العاملة في البلاد على شراء المنازل، وسع نطاق تغطيته من 102 مليون شخص إلى 164 مليونًا على مدار العقد، ويشمل أكثر من مليون “عامل مرن”.

الراحة والملاءمة

تعمل الصين بنشاط على تلبية طلب الشعب على الإسكان، والذي يتجه الآن بشكل متزايد نحو الراحة والملاءمة.

قال لي شياو لونغ، المسؤول بوزارة الإسكان والتنمية الحضرية والريفية، إن الدولة بدأت في تجديد 163 ألف مجتمع سكني حضري قديم على مدار العقد الماضي لصالح 28 مليون أسرة، بينما يعيش 150 مليون شخص الآن في مدن بها أنظمة فرز النفايات.

لقد تحسنت البيئة الحضرية، وتتمتع بجودة مياه أفضل ومساحات أكثر اخضرارًا. في العام الماضي، شكلت المساحات الخضراء 38.7 في المائة من المناطق الحضرية، بينما بلغ متوسط نصيب الفرد من تغطية حدائق المدينة في جميع أنحاء الصين 14.87 مترًا مربعًا، حسبما قال جيانغ.

تُظهر البيانات الرسمية أنه كجزء من الجهود المبذولة لجعل المناطق الريفية أكثر قبولًا، تمكنت حوالي 23.4 مليون أسرة كانت تعيش تحت خط الفقر من الانتقال إلى منازل آمنة خلال هذه الفترة.

للاحتفال بالإرث التاريخي الغني للبلاد في المناطق الريفية، تم منح 6819 قرية حالة حماية خاصة، بينما تمت حماية حوالي 520000 صرح ريفي تاريخي.

التقدم الصناعي

فتح تحسين الظروف السكنية في الصين خلال العقد الماضي فرصًا تجارية للصناعات ذات الصلة، مثل العقارات والبناء.

قال جيانغ إن الصين، من خلال التمسك بالمبدأ القائل بأن “المنازل للعيش فيها وليس للمضاربة”، سعت إلى تنمية سليمة وثابتة لقطاع العقارات فى العقد الماضي.

وأشار إلى أن القطاع باع ما مجموعه 13.23 مليار متر مربع من المنازل التجارية خلال هذه الفترة، بزيادة 2.2 مرة عن العقد السابق، مع جودة بناء أفضل والمزيد من المرافق.

كما حققت صناعة البناء اختراقات، حيث بلغ إجمالي إنتاجها 29.3 تريليون يوان العام الماضي، بزيادة 2.1 مرة عن عام 2012. وخلق القطاع أكثر من 50 مليون وظيفة وساهم بنسبة 7 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للصين العام الماضي.

قال لي رو شينغ، كبير المهندسين بالوزارة، إن عددًا من المشاريع البارزة التي تم إنجازها خلال العقد الماضي، بما في ذلك مطار بكين داشينغ الدولي وجسر هونغ كونغ-تشوهاي-ماكاو، هي حجر أساس للبناء ذي الجودة العالية في الصين.