مقالة خاصة: دعوات الصين لحل الازمة السورية سلميا تحظى بتجاوب عربي ودولي واسع
شبكة الصين:
دعت الصين الى حل الازمة فى سوريا بالطرق السلمية منذ اندلاعها فى مارس الماضى، ولا تزال تلتزم بهذه الدعوة انطلاقا من مبادئ سياسة خارجية نواتها عدم التدخل فى الشؤون الخارجية وعدم اللجوء الى استخدام القوة فى حل النزاعات . ومع مرور الوقت وتطور الوضع فى الدول التى شهدت ثورات “الربيع العربى”، تحظى دعوة الصين بتجاوب واسع عربيا ودوليا، وبفضل الجهود الديبلوماسية من كل الاطراف ، ظهر بصيص من الأمل يلوح فى الافق لحل الازمة بالطرق السلمية.
— الصين تعمل بجد على حل ازمة سوريا
بعد اندلاع الازمة فى سوريا واشتداد وتيرة النزاع فى نهاية العام الماضى، اكدت الصين مرارا وعلى جميع المستويات ضرورة حل الازمة من خلال المفاوضات بين الحكومة السورية والمعارضة، واستخدمت مرتين حق النقض (فيتو) فى مجلس الامن الدولى لمنع تمرير قرارين قد يؤديان الى افساح المجال للتدخل الخارجى.
وبعثت الصين – وما زالت تبعث – مسؤولين رفيعى المستوى فى جولات مكوكية الى سوريا ومصر والسعودية والاردن وبعض الدول الغربية، من بينهم المبعوث الصينى الخاص لمنطقة الشرق الاوسط وو سى كه، ونائب وزير الخارجية تشاى جيون ، ومساعد وزير الخارجية تشانغ مينغ، ومبعوث وزير الخارجية لى هوا شين، بهدف شرح موقف الصين والتعرف على وجهات نظر كافة الجهات المعنية وتقريب الخلافات بين الحكومة السورية وبين والمعارضة واقناعهما بوقف العنف والشروع فى عملية التفاوض .
وبعد الوقوف ميدانيا على الوضع واخر التطورات ودراسة وجهات نظر جميع الاطراف بشكل معمق، طرحت الصين في الأسبوع الماضي رؤية سياسية لتسوية القضية السورية سلميا، مؤلفة من ست نقاط أبرزها دعوة جميع الأطراف المعنية في سوريا الى إنهاء العنف فورا وبشكل كامل وبدون شروط ، وإطلاق حوار سياسي شامل بدون شروط مسبقة.
وأكدت الصين ان المشكلات في الشرق الأوسط يتعين حلها من قبل السكان المحليين أنفسهم ، وأن مستقبل ومصير الشرق الأوسط ينبغي أن يكون في أيدي شعوب المنطقة، كما جددت التأكيد على دعمها لدور الأمم المتحدة في تنسيق جهود الإغاثة الانسانية ، بحيث تقوم بتقييم موضوعي وشامل للوضع الإنساني في سوريا وضمان نقل وتوزيع المعونات الإنسانية ، وذلك على أساس احترام سيادة سوريا.
علاوة على ذلك، أعلنت الصين انها ستزود سوريا بمساعدات انسانية عاجلة بقيمة مليونى دولار أمريكي من أجل تحسين الظروف الانسانية في بعض المناطق، والتعبير عن صداقة الشعب الصيني للشعب السوري.
— مبعوث أممى يقوم بزيارة ميدانية الى سوريا لتقريب وجهات النظر بين الحكومة والمعارضين
وفى الوقت الذى تواصل فيه الصين جهودها لحل الازمة بالسبل السلمية، وصل المبعوث الدولي المشترك للأمم المتحدة والجامعة العربية كوفي أنان الى دمشق فى 10 مارس الجاري فى زيارة اجتمع خلالها مع الرئيس السوري بشار الأسد ثم معارضين بحثا عن حل للازمة عبر الحوار.
وطرح أنان خلال لقاءه مع الرئيس الأسد اقتراحات تنسجم مع نفس الدعوات الست التي طرحتها الصين . وشملت هذه الاقتراحات السماح بوصول المنظمات الإنسانية واللجنة الدولية للصليب الأحمر ، واطلاق سراح المعتقلين، وبدء حوار سياسي مفتوح لا يستثنى منه اي طرف.
وقال أنان ان استخدام العمليات العسكرية سيؤدي الى تفاقم الوضع، بينما أكد الأسد لأنان أن “سوريا مستعدة لانجاح أي جهود صادقة لايجاد حل لما تشهده من أحداث”.
كما أكد أنان فى اجتماعه مع شخصيات من المعارضة أن الأزمة معقدة وتهدد وحدة الأراضي السورية وشدد على أن أي تفاوض حول المرحلة الانتقالية لابد ان يسبقه وقف فوري للعنف واطلاق سراح جميع المعتقلين لتهيئة البيئة المناسبة لهذه الأجواء ،على ما قال المنسق العام لهيئة التنسيق الوطنية حسن العظيم لوكالة أنباء ((شينخوا)) عقب اللقاء.