جهود مكثفة لضمان حماية أفضل للنهر الأصفر

وكالة أنباء شينخوا-

مقالة خاصة:

بات نهر ليتان الذي كان يعاني من التلوث في مدينة لانتشو، حاضرة مقاطعة قانسو بشمال غربي الصين، يتمتع بمظهر جديد عقب إكمال مشروع لمعالجة المياه في ديسمبر/ كانون الأول عام 2020.

وحاليا، يتم جمع مياه الصرف الصحي على طول النهر، وهو أحد روافد النهر الأصفر في الصين، ونقلها إلى شبكة الصرف الصحي الحضرية الرئيسية وتصريفها بعد تلبية المعايير البيئية.

وقال تشانغ لي من محطة يانآروان لمعالجة مياه الصرف الصحي، حيث تتم معالجة مياه الصرف الصحي، إنه “في عام 2021، زادت قدرتنا على المعالجة من 260 ألف طن إلى 300 ألف بعد إكمال مشروع ترقية ساعد على تحسين جودة مياه النهر الأصفر”.

وقال تشانغ يا لي، مسؤول من فرع تشيليخه لمكتب الإيكولوجيا والبيئة في لانتشو، إن نهر ليتان لم يعد أسود اللون وكريه الرائحة اليوم، وذلك بفضل الجهود الشاقة لمعالجة مياه الصرف الصحي، موضحا أن “نوعية المياه في المجرى الرئيسي للنهر الأصفر تتحسن باستمرار”.

وأضاف تشانغ أنه “فى الربع الثانى من هذا العام، تم رفع تصنيف جودة المياه فى قطاع تشيليخه من النهر الأصفر إلى الدرجة الأولى، وهو ما كان نادرا في الماضي”.

ويمثل تحوّل نهر ليتان انعكاسا لمساعي البلاد نحو حماية النهر الأصفر، الذي يعتبر “النهر الأم” للصين.

وحددت الصين حماية البيئة والتنمية عالية الجودة لحوض النهر الأصفر كاستراتيجية وطنية رئيسية. ونتيجة لذلك، من المتوقع أن يلعب النهر دورا حاسما في تحقيق التوازن بين حماية البيئة والنمو الاقتصادي.

وينبع النهر الأصفر من هضبة تشينغهاي-التبت ويمر عبر هضبة اللوس. ويتدفق النهر بامتداد نحو 5464 كيلومترا عبر تسع مناطق على مستوى المقاطعات. وباعتباره ثاني أطول نهر في الصين، يزود النهر الأصفر 12 في المائة من سكان الصين بالمياه، بينما يروي 17 في المائة من الأراضي الصالحة للزراعة في البلاد.

وبالنسبة للمقاطعات والمناطق الواقعة على الروافد العليا للنهر، تعد حماية البيئة من بين أولوياتها القصوى.

ومع مرور المجرى الرئيسي وأكثر من 20 رافدا للنهر الأصفر عبر لانتشو، كثفت المدينة جهودها لتنفيذ الاستراتيجية الوطنية.

كما يقول المثل الصيني القديم: “عندما يتم تسخير النهر الأصفر، تنعم الصين بالهدوء”. ومع إيمانه بأن هدوء النهر الأصفر ضروري لاستقرار البلاد، فقد قام الشعب الصيني بمكافحة فيضانات ذلك النهر منذ العصور القديمة.

وتم الانتهاء من مشروع السد للمدينة في عام 2021 بعد ست سنوات من البناء، باستثمارات إجمالية قدرها 1.68 مليار يوان (حوالي 237 مليون دولار أمريكي). ويهدف المشروع إلى مواجهة خطر الفيضانات ومنع انهيار ضفاف الأنهار، إلى جانب تعزيز حماية البيئة والتشجير.

وقال فنغ كانغ بين، مدير مديرية شؤون المياه في لانتشو إنه “على مدار ثلاث سنوات متعاقبة من عام 2018 إلى عام 2020، ارتفع منسوب المياه في الروافد العليا للنهر الأصفر، بينما ساهم المشروع في ضمان سلامة حواجز الفيضانات”.

وخلال السنوات الأخيرة، قامت مدينة لانتشو، التي تتخذ من الصناعات الثقيلة مثل البتروكيماويات ركيزة اقتصادية لها، بتسريع عجلة التحول الاقتصادي للسعي وراء استهلاك أقل للموارد وتنمية اقتصادية أكثر صداقة للبيئة.

وأصبحت الصناعات الناشئة الإستراتيجية، مثل الطب الحيوي وتصنيع المعدات المتقدمة، محركات جديدة للاقتصاد الإقليمي. وفي عام 2021 ، شهدت القيمة المضافة لمثل هذه الصناعات في لانتشو زيادة بنسبة 46.5 في المائة على أساس سنوي.

كما ساهم مسار التنمية الخضراء في إسعاد الناس بشكل أكبر، حيث يتدفق السكان المحليون الذين يستمتعون بالركض والاستجمام في الهواء الطلق، إلى ضفاف النهر الأصفر في لانتشو، بفضل الأجواء اللطيفة.

وقال يانغ شي بينغ، سائق زورق سريع في مجموعة لانتشو للنقل المائي، والذي شهد تحول النهر الأصفر على مدى العقود الماضية “ما كان خندقا طبيعيا في الماضي أصبح نهرا للسعادة حاليا”.