سياسات تحفيزية تدعم إزدهار قطاع مركبات الطاقة الجديدة بالصين
جددت الصين دعمها السياسي لقطاع مركبات الطاقة الجديدة، ويعتقد الخبراء أن الخطوة الجديدة ستعزز الصناعة التي دخلت بالفعل في المسار السريع.
وقبل أيام من عطلة العيد الوطني، التي عادة ما تكون ذروة موسم التسوق، أعلنت الصين تمديد العمل بسياسة الإعفاء من ضريبة شراء مركبات الطاقة الجديدة حتى نهاية عام 2023. وذلك يمثل التمديد الثالث منذ تنفيذ السياسة لأول مرة في البلاد في عام 2014.
وبناء على أسعار بيع سيارات الطاقة الجديدة الرئيسية في السوق، يقدر الخبراء أن هذه السياسة ستساعد مشتري السيارات على توفير نحو 10 آلاف يوان (حوالي 1408 دولارات أمريكية)، بينما يتوقع صانعو السياسة أن تؤدي السياسة إلى إعفاء 100 مليار يوان من الضرائب على مستوى البلاد.
لقد ثبت أن الإعفاء الضريبي أداة فعالة في تحفيز الاستهلاك. فإنه خلال الأشهر السبعة الأولى من العام الجاري، خفضت السياسة حوالي 40.68 مليار يوان من الضرائب، بزيادة 108.5 في المائة عن العام السابق، وفقا للهيئة الوطنية للضرائب.
ويعتقد الخبراء أن مثل هذه السياسة التفضيلية ستطلق العنان للطلب على مركبات الطاقة الجديدة في السوق، القطاع الذي شهد توسعا سريعا خلال السنوات الأخيرة.
وفي الأشهر الثمانية الأولى من العام الحالي، تم بيع 3.86 مليون وحدة من مركبات الطاقة الجديدة في الصين، بزيادة نحو 110 في المائة على أساس سنوي، وفقا للجمعية الصينية لمصنعي السيارات.
وقال شين قوه بين، نائب وزير الصناعة وتكنولوجيا المعلومات، إن الصين احتلت المرتبة الأولى عالميًا من حيث إنتاج مركبات الطاقة الجديدة ومبيعاتها لمدة سبع سنوات متتالية منذ عام 2015.
جاء الازدهار في قطاع مركبات الطاقة الجديدة بالصين بحيث طرح ثاني أكبر اقتصاد في العالم مجموعة من السياسات التحفيزية لدفع تطوير مركبات الطاقة الجديدة.
قال منغ وي، المتحدث باسم اللجنة الوطنية للتنمية والإصلاح، إن الصين اتخذت مركبات الطاقة الجديدة نقطة محورية في تحول صناعة السيارات، حيث وضعت إطارا سياسيا قدم دعامة قوية لتطورها.
ويمثل الدليل الإرشادي لتطوير صناعة مركبات الطاقة الجديدة الذي تم الكشف عنه في عام 2020 أحد العناصر في الإطار المذكور. وأدرجت الوثيقة خمس مهام رئيسية لتطوير مركبات الطاقة الجديدة في الفترة بين عامي 2021 و2035، بما فيها تحسين القدرة على الابتكار التكنولوجي، وبناء أنظمة إيكولوجية صناعية جديدة الطراز، وتعزيز البنية التحتية.
وبالإضافة إلى ذلك، أطلقت الحكومات المركزية والمحلية أكثر من 600 سياسة داعمة أخرى، والتي تغطي الابتكار التكنولوجي وشؤون الترويج والتطبيق والأمن المتعلقة بمركبات الطاقة الجديدة.
قال شي جيان هوا، نائب السكرتير العام للجمعية، إن السياسات التحفيزية المستمرة ساعدت القطاع على تحقيق اختراقات في مجالات مثل تطوير التكنولوجيا ونمو السوق.
وأضاف شي جيان هوا أن الصين أنشأت حتى الآن نظاما صناعيا كاملا، مع إحراز تقدم في التقنيات الجوهرية مثل البطاريات والمحركات وأجهزة التحكم.
وتشير بيانات إلى أن مبيعات مركبات الطاقة الجديدة في الصين هذا العام تجاوزت 11.08 مليون وحدة حتى نهاية مايو الماضي، مقارنة بـ20 ألف وحدة فقط في نهاية عام 2012.
ويعتقد منغ أنه لا تزال هناك إمكانات نمو كبيرة في سوق مركبات الطاقة الجديدة في الصين، مشيرا إلى أن البلاد تشهد ارتقاءً بمستوى الاستهلاك، كما يعتبر الجيل من المستهلكين الشباب أكثر تقبلاً للتقنيات والمنتجات الجديدة.
وتابع منغ، أنه مع المزيد من تحركات السياسة في طور الإعداد، ستعمل الصين على تعزيز تحسين نظام السياسات المتعلقة بمركبات الطاقة الجديدة، وتحسين التخطيط الصناعي، وتكثيف الابتكار التكنولوجي، وتعميق التعاون الدولي في هذا القطاع.