الصين تحث الخطى بشكل مطرد لتدويل عملتها

وكالة أنباء شينخوا-

تحليل إخباري:

ذكرت مقالة نشرها بنك الشعب الصيني (البنك المركزي)، يوم الأحد الماضي، أن الصين لعبت دوراً معززاً لاستخدام اليوان (الرنمينبي) عبر الحدود في مجالات تشمل المدفوعات الدولية وتسويتها، والاستثمار والتمويل، والاحتياطي للتسعير، وذلك من خلال جهودها الحثيثة لتدويل اليوان.

وأضافت المقالة أن البنك المركزي سيدفع تدويل الرنمنبي بشكل مطرد، وجعله أكثر ملاءمة للاستخدام خلال معاملات التجارة والاستثمار العابرة الحدود.

وفي ما يلي بعض الحقائق، والأرقام، والسياسات التفضيلية للبنك المركزي في تعزيز استخدام اليوان بشكل حصيف على المسرح الدولي.

– تقدم ملحوظ

بعد عقود من التطوير، أظهر الرنمينبي حيوية قوية ما ضمن له المزيد من الحضور العالمي. وحالياً؛ تتم تسوية ما يقرب من نصف المعاملات عبر الحدود التي تجريها المؤسسات المالية والشركات والأفراد الصينيون باستخدام الرنمينبي.

ومع تزايد مرونة سعر صرف الرنمينبي وعودة التقلّبات الثنائية إلى وضعها الطبيعي، تتعزز نية لاعبي السوق لاستخدام الرنمينبي في معاملات التجارة والاستثمار عبر الحدود للحد من مخاطر عدم تطابق العملة.

وفي السياق ذاته؛ أظهرت نتائج بيانات واردة من البنك المركزي أن حجم الإيرادات والمدفوعات باستخدام الرنمينبي عبر الحدود في الصين في القطاعات غير المصرفية قد بلغ 27.8 تريليون يوان (حوالي 3.91 تريليون دولار أمريكي) في الفترة من يناير/ كانون الثاني إلى أغسطس/ آب من العام الحالي، بزيادة 15.2 في المائة على أساس سنوي.

وأوضحت البيانات أن اليوان يلعب دورا أكبر في الاستثمار والتمويل بفضل انفتاح السوق المالية الصينية، حيث ارتفعت حصة الاستثمار في الأوراق المالية في معاملات الإيصالات والمدفوعات عبر الحدود باستخدام الرنمينبي من حوالي 30 في المائة في عام 2017 إلى حوالي 60 في المائة في عام 2021، وتم تضمين سندات الرنمينبي في ثلاثة مؤشرات دولية للسندات منذ عام 2017.

كما أشارت البيانات إلى أن الحاجة إلى احتفاظ البنوك المركزية في العالم باحتياطيات الرنمينبي تزايدت بشكل كبير في السنوات الأخيرة، وذلك بفضل اتجاهات تنويع الأصول الاحتياطية وإدراج الرنمينبي في سلة حقوق السحب الخاصة التابعة لصندوق النقد الدولي.

وأوضحت البيانات أن حصة العملة الصينية في سلة حقوق السحب الخاصة قد شهدت ارتفاعا من 10.92 في المائة في عام 2016 إلى 12.28 في المائة في مايو 2022، ما يعكس اعترافا متزايدا في جميع أنحاء العالم بالتحسن في الاستخدام الحر للرنمينبي.

وخلال تقدم عملية تدويل اليوان، تتمسك الصين بمبدأ إفساح المجال أمام السوق لتعمل كمحرك، مع السعي إلى تحقيق المنافع المتبادلة وتعاون الفوز المشترك. وقال بنك الشعب الصيني إن استخدام الرنمينبي في الدول المجاورة والدول الواقعة على طول مبادرة “الحزام والطريق” قد ضخ زخما في التنمية الاقتصادية المحلية.

– نظرات مستقبلية

وسيعمل البنك المركزي مستقبلاً على تعزيز التنسيق بين العملات المحلية والأجنبية، من خلال توفير المزيد من التسهيلات لكيانات السوق لاستخدام الرنمينبي، وتعزيز الابتكار في استخدام اليوان في الاستثمار والتمويل عبر الحدود.

كما تعهد البنك المركزي في المقالة المذكورة بتحسين سيولة الأصول المقومة بالرنمينبي، وتبسيط الاجراءات بالنسبة إلى المستثمرين الأجانب لدخول السوق الصينية، وإغناء أنماط الاستثمار في الأصول.

وأكد البنك أنه سيبذل المزيد من الجهود لدفع التعاون بشأن تسوية العملات المحلية مع دول رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) والدول المجاورة، وتعزيز التجارة المباشرة بين الرنمينبي والعملات ذات الصلة، ودعم الدول والمناطق الخارجية في تطوير أسواق الصرف الأجنبي المحلية بالرنمينبي.

كما تعهد البنك المركزي أيضاً بتحسين آلية إمداد السيولة للرنمينبي في الخارج، وإفساح المجال كاملاً أمام الدور الإيجابي لبنوك المقاصة لتنمية سوق الرنمينبي الخارجي.

وأشار البنك إلى أن تدويل العملة الصينية هو عملية طويلة الأمد، ويعد ذلك نتيجة لتقوية القدرة الصينية الشاملة وكذلك تنميتها المالية.

وأكد بنك الشعب الصيني أن من الحتمي أن يصبح الرنمينبي عملة عالمية مع تزايد قوة الصين وتعميق إصلاحها وانفتاحها، وفي الوقت ذاته؛ فإن تنامي الوضع الدولي لليوان يعكس أيضا ثقة المجتمع الدولي في التنمية الاقتصادية للصين.