اطلاق ورشة عمل صينية – لبنانية حول التجارة الإلكترونية عابرة الحدود والمدفوعات المحمولة في لبنان
انطلقت يوم الأربعاء في 12 تشرين الأول ورشة عمل حول “التجارة الإلكترونية عابرة الحدود والمدفوعات المحمولة في لبنان ” التي تقيمها كلية شاندونغ المهنية الدولية في الصين برعاية وزارة التجارة الصينية ومشاركة الجمعية العربية الصينية للتعاون والتنمية في لبنان، والتي ستستمر عبر منصة زووم لمدة عشرين يوما “وعلى مدى جلستين قبل الظهر وبعده. ويشارك في ورشة العمل من لبنان اكثر من 25 متدربا” من ضمنهم ممثلين عن وزارة الاقتصاد ووزارة الزراعة في لبنان.
استهلت الورشة بحفل افتتاح عند العاشرة بتوقيت بيروت أدارته مضيفة الورشة مديرة مكتب التدريب في الكلية السيدة وانغ باو هونغ، وألقى رئيس الكلية السيد دياو جيان دونغ كلمة رحب فيها بداية بالمشاركين والمدربين، ثم قدم نبذة عن التطور التجاري في مقاطعة شاندونغ التي يبلغ عدد سكانها 100 مليون نسمة، فأشار إلى الناتج المحلي للمقاطعة الذي بلغ 1.3 تريليون دولارا أميركيا محتلا المرتبة الثالثة في البلاد، مضيفا إلى أنه بفعل إنشاء وتحسين نظام الدفع عبر الهاتف المحمول بلغت مبيعات التجزئة عبر الإنترنت في الصين حوالي 186 مليار دولارا أمريكيا للعام 2021 . ولفت دونغ إلى أن مقاطعة شاندونغ “تلتزم بمفهوم الانفتاح في المقام الأول، والسوق في القيادة، والاحتياطي والتسامح والتنمية المنسقة”. وقدر دونغ حجم إجمالي الصادرات والواردات في المقاطعة ب 14 مليار دولار أمريكي بفضل العوامل الإيجابية المتعددة. ثم عرض السيد دونغ نبذة عن كلية شاندونغ التي تعد من الكليات عالية الجودة وتضم حاليا 11000 طالب وطالبة، حيث أنشأ الخريجون أكثر من 3000 شركة تجارة خارجية تزيد قيمة الواحدة في التصدير والاستيراد عن 3 ملايين بما فيها أكبر شركة مصدرة للإطارات الصينية التي بلغت قيمتها السنوية 1.3 مليار دولار أمريكي. وذكر رئيس الكلية متحدثا من مكتبه بنشاط الكلية على المستوى الدولي فأشار إلى أن 15 ألف متدرب من 130 دولة قد استفادوا حيث بلغ عدد الدورات الإجمالية أكثر من 300 دورة. وتابع دونغ قائلا: إن الكلية قد أرست أساسا متينا للتعاون مع لبنان وقد أقامت في العام 2018 دورة خبرات على المستويين الوزاري والنيابي في لبنان، كما قامت الكلية بتوقيع اتفاقية تعاون مع الجمعية العربية الصينية للتعاون والتنمية مما فتح آفاق التعاون وأثمر الكثير من النشاطات.
بعد ذلك تحدث السيد قاسم طفيلي رئيس الجمعية العربية الصينية للتعاون والتنمية فرحب بالجميع وألقى كلمة جامعة تطرق فيها إلى العلاقة المميزة والقديمة الصين ولبنان والعالم العربي وعلاقة الجمعية بالفعاليات الصينية ذات الصلة بمشاريع التنمية. وقال طفيلي إن رؤية التعاون بين الجمعية وكلية شاندونغ استندت إلى الإيمان بأهمية الدراسة والتعلم من تجربة التنمية في الصين مشيرا إلى “ما شهدناه بأنفسنا من رؤية العديد من خريجي الكلية يقودون العديد من الشركات والمؤسسات الصينية”. ووجه طفيلي توصية إلى المشاركين من لبنان أن يغتنموا هذه الفرصة للتعلم من مجموعة واسعة من المحاضرين الخبراء، مؤكدا على أهمية الورشة والبرنامج الغني الذي تحتويه. وأكد طفيلي على حرص الجمعية العربية الصينية للتعاون والتنمية على تطوير وتعزيز التواصل بين المنظمات الصينية والعربية على مختلف المستويات مقدما مجموعة من الاقتراحات.
ثم تطرق إلى مبادرتي “الحزام والطريق” و “التنمية العالمية ” اللتين قدمتهما الصين معتبرا إنهما تشكلان فرصة مهمة وثمينة فتحت آفاقا جديدة أمام مجتمعاتنا العربية للاستفادة من التجربة الصينية في التنمية الاقتصادية والاجتماعية، وامتدت إلى نطاقات أوسع، ومنها، الحد من الفقر، مكافحة الأوبئة، توفير الصحة والوقاية، التنمية الزراعية والتحديث لمواجهة عواقب تغير المناخ. وأشار طفيلي إلى أن الرابط الرئيسي بين جميع تلك المجالات هو النهوض بمشاريع وجهود نقل التكنولوجيا، الأمر الذي يتطلب بدوره تعزيز الشراكات مع الجامعات ومختلف معاهد التدريب والتأهيل مثل كلية شاندونغ. وختم طفيلي كلمته بشكر الكلية والقيمين عليها في مقاطعة شاندونغ وتمنى للمشاركين والمدربين التوفيق والنجاح واعدا” بالعمل على لتعميم هذه الدورات التدريبية على عدد من الدول العربية في الفترة القادمة.
وقد تضمنت جلسة بعد الظهر القاء محاضرة مطولة من الدكتور شوي تشنغ قوه من جامعة بكين للدراسات الأجنبية وهو صديق قديم للبنان مؤكدا” ان لبنان سوف يتجاوز ازماته وهو “البلد الذي إذا لم تتعرف عليه او تزوره فان معرفتك بالعالم العربي تبقى ناقصة”. محاضرة د. شوي كانت بعنوان “نظرة عامة على الظروف الوطنية في الصين” وقد توسع في استعراض التطور التاريخي للصين من خلال العناوين التالية: الصين كدولة كبيرة وعريقة، الحكمة الصينية وتاريخ الصين الحديث، والصين كدولة جميلة وحديثة إضافة الى الصين كدولة سرعة النمو وكدولة متعددة الوجوه.