المؤتمر الوطني الـ20 للحزب الشيوعي الصيني يُفتتح في بكين ويقدم شي جين بينغ تقريراً إلى المؤتمر نيابة عن اللجنة المركزية الـ19 للحزب
توحيد القلوب وحشد القوى لرسم خطوط عريضة جديدة للنهضة وتسجيل مآثر تاريخية جديدة بالتضامن والكفاح. اُفتتح المؤتمر الوطني الـ20 للحزب الشيوعي الصيني الذي لفت أنظار العالم صباح 16 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري في قاعة الشعب الكبرى.
وقدم شي جين بينغ إلى المؤتمر، نيابة عن اللجنة المركزية الـ19 للحزب، تقريرا بعنوان “رفع الراية العظيمة للاشتراكية ذات الخصائص الصينية عاليا والتضامن والكفاح في سبيل بناء دولة اشتراكية حديثة على نحو شامل”. وأشار شي جين بينغ إلى أن المؤتمر الوطني الـ20 للحزب الشيوعي الصيني يتحلى بأهمية بالغة، ويُعقد في لحظة حاسمة استهل فيها جميع أعضاء الحزب وأبناء الشعب بمختلف قومياتهم في أنحاء البلاد التقدم في المسيرة الجديدة لبناء دولة اشتراكية حديثة على نحو شامل والزحف نحو هدف الكفاح عند حلول الذكرى المئوية الأولى لتأسيس جمهورية الصين الشعبية. وشعار المؤتمر هو: رفع الراية العظيمة للاشتراكية ذات الخصائص الصينية عاليا، وتطبيق أفكار الاشتراكية ذات الخصائص الصينية في العصر الجديد على نحو شامل، وتطوير روح تأسيس الحزب العظيمة، وتعزيز الثقة بالنفس وتقوية الذات والتمسك بالأصل مع الابتكار، وإذكاء روح العمل بجد وحماس والتقدم إلى الأمام بشجاعة وعزيمة، والتضامن والكفاح في سبيل بناء دولة اشتراكية حديثة على نحو شامل والدفع الشامل لعملية النهضة العظيمة للأمة الصينية.
إن قاعة الشعب الكبرى شامخة ومهيبة، وكان الجو الحماسي يسود قاعة المراسم الكبرى بها. وعُلق فوق منصة الرئاسة شعار “المؤتمر الوطني الـ20 للحزب الشيوعي الصيني”، وفي مركز الستار الخلفي شعار الحزب الذي يتشكل تصميمه من المنجل والمطرقة، واصطفت عشرة أعلام حمراء زاهية على جانبي القاعة. وعُلق في الطابقين الثاني والثالث بالقاعة شعارا “رفع الراية العظيمة للاشتراكية ذات الخصائص الصينية عاليا، وتطبيق أفكار الاشتراكية ذات الخصائص الصينية في العصر الجديد على نحو شامل، وتطوير روح تأسيس الحزب العظيمة، والتضامن والكفاح في سبيل بناء دولة اشتراكية حديثة على نحو شامل والدفع الشامل لعملية النهضة العظيمة للأمة الصينية!” و”عاش الحزب الشيوعي الصيني العظيم والمجيد والسديد!”
وجلس أعضاء اللجنة الدائمة لهيئة رئاسة المؤتمر في الصف الأمامي بمنصة الرئاسة، ومن بينهم شي جين بينغ، ولي كه تشيانغ، ولي تشان شو، ووانغ يانغ، ووانغ هو نينغ، وتشاو له جي، وهان تشنغ، ودينغ شيويه شيانغ، ووانغ تشن، وليو خه، وشيوي تشي ليانغ، وسون تشون لان، ولي شي، ولي تشيانغ، ولي هونغ تشونغ، ويانغ جيه تشي، ويانغ شياو دو، وتشانغ يو شيا، وتشن شي، وتشن تشيوان قوه، وتشن مين أر، وهو تشون هوا، وقوه شنغ كون، وهوانغ كون مينغ، وتساي تشي، وهو جين تاو، ولي روي هوان، وون جيا باو، وجيا تشينغ لين، وتشانغ ده جيانغ، ويوي تشنغ شنغ، وسونغ بينغ، ولي لان تشينغ، وتسنغ تشينغ هونغ، و وو قوان تشنغ، ولي تشانغ تشون، وخه قوه تشيانغ، وليو يون شان، وتشانغ قاو لي، ويو تشيوان، وتشانغ تشينغ لي.
وترأس المؤتمر لي كه تشيانغ. وفي الساعة العاشرة صباحا، بدأ المؤتمر، حيث وقف جميع الحاضرين وأنشدوا بصوت عال النشيد الوطني لجمهورية الصين الشعبية. وبعد ذلك، وقفوا صامتين حدادا على ماو تسي تونغ وتشو إن لاي وليو شاو تشي وتشو ده ودنغ شياو بينغ وتشن يون وغيرهم من الجيل القديم من الثوريين البروليتاريين الراحلين والشهداء الثوريين.
وأعلن لي كه تشيانغ أنه من المقرر أن يحضر المؤتمر 2296 شخصا من المندوبين المنتخبين و83 شخصا من المندوبين المدعوين بشكل خاص، ويصل عددهم الإجمالي 2379 شخصا، وحضر المؤتمر اليوم 2340 شخصا من المندوبين. وأعرب لي كه تشيانغ عن ترحيبه الحار لحضور الأصدقاء من خارج الحزب والرفاق مسؤولي الجهات المعنية المؤتمر كمراقبين.
ويتكون التقرير الذي قدمه شي جين بينغ إلى المؤتمر نيابة عن اللجنة المركزية الـ19 للحزب من 15 جزءا: أولا، الأعمال في السنوات الخمس المنصرمة والتغييرات العظيمة خلال عقد من العصر الجديد؛ ثانيا، فتح آفاق جديدة لصيننة الماركسية وعصرنتها؛ ثالثا، رسالة ومهمة الحزب الشيوعي الصيني في المسيرة الجديدة خلال العصر الجديد؛ رابعا، تسريع إنشاء نمط تنموي جديد وتركيز الجهود على دفع التنمية العالية الجودة؛ خامسا، تنفيذ إستراتيجية “النهوض بالوطن من خلال العلوم والتعليم” وتقوية الدعم بالأكفاء لبناء التحديثات؛ سادسا، تطوير الديمقراطية الشعبية الكاملة العملية وضمان كون الشعب سيدا للدولة؛ سابعا، المثابرة على حكم الدولة وفقا للقانون على نحو شامل ودفع بناء الصين المدارة بالقانون؛ ثامنا، تعزيز الثقة بالنفس وتقوية الذات ثقافيا وإحراز منجزات باهرة جديدة للثقافة الاشتراكية؛ تاسعا، زيادة رفاهية الشعب ورفع جودة معيشته؛ عاشرا، دفع التنمية الخضراء وحفز التعايش المنسجم بين الإنسان والطبيعة؛ حادي عشر، دفع تحديث منظومة الأمن القومي والقدرة على حمايته والحفاظ بحزم على الأمن القومي والاستقرار الاجتماعي؛ ثاني عشر، تحقيق هدف الكفاح لتقوية الجيش عند حلول الذكرى المئوية لتأسيسه وخلق وضع جديد لتحديث الدفاع الوطني والجيش؛ ثالث عشر، التمسك بمبدأ “دولة واحدة ونظامان” وتحسينه ودفع عملية إعادة توحيد الوطن الأم؛ رابع عشر، تعزيز السلام والتنمية العالميين ودفع بناء مجتمع مصير مشترك للبشرية؛ خامس عشر، العمل بثبات لإدارة الحزب بانضباط صارم وعلى نحو شامل وتعميق دفع تنفيذ المشروع العظيم الجديد لبناء الحزب في العصر الجديد إلى الأمام.
وأوضح شي جين بينغ في التقرير، أنه خلال السنوات الخمس الماضية منذ المؤتمر الوطني الـ19 للحزب الشيوعي الصيني، عملت اللجنة المركزية للحزب على التنسيق بين الوضع العام الإستراتيجي للنهضة العظيمة للأمة الصينية والتغيرات الكبيرة التي لم يشهدها العالم منذ قرن، ووضع التخطيطات الإستراتيجية المهمة بشأن تطوير قضايا الحزب والدولة، والاتحاد مع جميع أعضاء الحزب والجيش وأبناء الشعب بمختلف قومياتهم في أنحاء البلاد وقيادتهم في مواجهة الأوضاع الدولية الخطيرة والتصدي للمخاطر والتحديات الهائلة والمتعاقبة بشكل فعال، ومواصلة دفع تقدم الاشتراكية ذات الخصائص الصينية في العصر الجديد بمعنويات عالية وطموحات واعدة. وخلال السنوات الخمس هذه، نجح حزبنا في الاتحاد مع أبناء الشعب وقيادتهم للتغلب على الكثير من المشاكل المستعصية التي لم يتم حلها منذ زمن طويل، وإنجاز العديد من المهام الرئيسية التي تهم مستقبل بلادنا، مما دفع قضايا الحزب والدولة لتحقيق منجزات تاريخية عظيمة لافتة لأنظار العالم.
عند تلخيص أعمال السنوات العشر هذه في العصر الجديد، أشار شي جين بينغ إلى أنه خلال العقد الماضي، مررنا بثلاثة أحداث مهمة تتسم بأهمية عملية كبيرة ومغزى تاريخي بعيد المدى بالنسبة لقضايا الحزب والشعب: أولا، استقبال الذكرى المئوية لتأسيس الحزب الشيوعي الصيني؛ ثانيا، دخول الاشتراكية ذات الخصائص الصينية إلى العصر الجديد؛ ثالثا، إنجاز المهمة التاريخية الخاصة بالتغلب على المشاكل المستعصية في القضاء على الفقر وبناء مجتمع رغيد الحياة على نحو شامل، ومن ثم تحقيق هدف الكفاح بحلول الذكرى المئوية لتأسيس الحزب الشيوعي الصيني. الأمر الذي أحرز انتصارا تاريخيا حققه الحزب الشيوعي الصيني والشعب الصيني من خلال التضامن والكفاح، وانتصارا تاريخيا سيبقى متألقا في سجل تاريخ تطور الأمة الصينية، وأيضا انتصارا تاريخيا متسما بتأثير بعيد المدى على العالم.
وقال شي جين بينغ إن قضايا الحزب والدولة قد أحرزت منجزات تاريخية وشهدت تغييرات تاريخية خلال السنوات العشر الفائتة، مما دفع بلادنا للتقدم في المسيرة الجديدة لبناء دولة اشتراكية حديثة على نحو شامل. وتمت بلورة أفكار الاشتراكية ذات الخصائص الصينية في العصر الجديد، وتعزيز قيادة الحزب الشيوعي الصيني على نحو شامل، وتحقيق رغد العيش، الحلم الطويل الأمد للأمة الصينية، ووضع الترتيبات الإستراتيجية العلمية والكاملة بشأن تطوير قضايا الحزب والدولة في العصر الجديد، وطرح الفكر التنموي الجديد وتطبيقه، وتعميق الإصلاح على نحو شامل بشجاعة سياسية جبارة، وتنفيذ إستراتيجية انفتاح أكثر نشاطا ومبادرة، والمثابرة على سلوك طريق التنمية السياسية للاشتراكية ذات الخصائص الصينية، وإرساء النظام الأساسي القائم على اتخاذ الماركسية مرشدا في المجال الأيديولوجي والتمسك به، وتطبيق الفلسفة التنموية التي تتمحور حول الشعب بشكل عميق، والتمسك بفكرة أن البيئة الطبيعية الجيدة هي الكنز الحقيقي، وتطبيق مفهوم الأمن القومي بمعناه الشامل، وتحديد هدف الحزب من تقوية الجيش في العصر الجديد، ودفع ممارسة “دولة واحدة ونظامان” بصورة كاملة وسديدة، ودفع دبلوماسية الدولة الكبيرة ذات الخصائص الصينية على نحو شامل، ومواصلة دفع إدارة الحزب بانضباط صارم على نحو شامل. وفي الوقت نفسه، يجب علينا الإدراك الواعي لحقيقة أن أعمالنا ما زال يشوبها كثير من النواقص، وتواجهها أيضا صعوبات ومشاكل غير قليلة.
وأشار شي جين بينغ إلى أن التغيرات العظيمة التي طرأت خلال السنوات العشر الماضية في العصر الجديد، تمثل علامة بارزة في تاريخ كل من الحزب الشيوعي الصيني والصين الجديدة وعملية الإصلاح والانفتاح وتطور الاشتراكية وتطور الأمة الصينية. لقد صار الحزب الشيوعي الصيني الذي قطع مسيرة الكفاح الممتدة لمائة عام أكثر صمودا وقوة من خلال الصقل الثوري، ويظل حزبنا نواة قيادية قوية في المسيرة التاريخية للتمسك بالاشتراكية ذات الخصائص الصينية وتطويرها. وقد أصبحت ديناميكية التقدم للشعب الصيني أقوى ومعنوياتهم الكفاحية أعلى وثقتهم بحتمية النصر أرسخ، وتحدو الحزب الشيوعي الصيني والشعب الصيني ثقة تامة في دفع تحقيق القفزة العظيمة للأمة الصينية من الوقوف على قدميها إلى الثراء وصولا إلى القوة.
وشدد شي جين بينغ على أن مواصلة كتابة صفحات جديدة لصيننة الماركسية وعصرنتها هي المسؤولية التاريخية المقدسة للشيوعيين الصينيين في العصر الحاضر. ومن أجل مواصلة دفع عملية الابتكار النظري على أساس الممارسات، يتوجب علينا أولا الاستيعاب الجيد لوجهة النظر إلى العالم والميثودولوجيا لأفكار الاشتراكية ذات الخصائص الصينية في العصر الجديد، والمثابرة والاستفادة من المواقف ووجهات النظر والأساليب السائدة فيها على خير وجه. والتمسك بوضع الشعب فوق كل شيء والثقة بالذات والاعتماد على النفس والابتكار مع مراعاة التقليد الصائب، والالتزام باتجاه حل المشاكل والفكر المنهجي ووضع العالم ككل في اعتبارنا.
وعند الحديث عن رسالة ومهمة الحزب في المسيرة الجديدة خلال العصر الجديد، أشار شي جين بينغ إلى أنه من الآن فصاعدا، صارت المهمة المحورية للحزب هي الاتحاد مع أبناء الشعب بمختلف قومياتهم في أنحاء البلاد وقيادتهم لإنجاز بناء دولة اشتراكية حديثة قوية على نحو شامل وتحقيق أهداف الكفاح عند حلول الذكرى المئوية لتأسيس جمهورية الصين الشعبية، ودفع النهضة العظيمة للأمة الصينية على نحو شامل بالتحديث الصيني النمط. وفي طريق التقدم إلى الأمام، لا بد لنا من الالتزام بقوة بالمبادئ المهمة التالية: التمسك بقيادة الحزب الشاملة وتعزيزها، والتمسك بطريق الاشتراكية ذات الخصائص الصينية، والتمسك بالفكر التنموي المتمحور حول الشعب، والتمسك بتعميق الإصلاح والانفتاح، والتمسك بتطوير روح الكفاح.
وأكد شي على ضرورة تطبيق الفكر التنموي الجديد بصورة كاملة وسديدة وشاملة، والتمسك باتجاه الإصلاح في اقتصاد السوق الاشتراكي والانفتاح العالي المستوى على الخارج، وتعجيل إنشاء نمط تنموي جديد يتخذ الدورة الاقتصادية الكبرى المحلية قواما له ويتميز بالتعزيز المتبادل بين الدورتين الاقتصاديتين المحلية والدولية. ويلزم بناء نظام اقتصاد سوق اشتراكي رفيع المستوى، وبناء نظام صناعي حديث، ودفع تقدم عملية النهوض بالأرياف على نحو شامل، وتعزيز التنمية الإقليمية المنسقة، ودعم الانفتاح العالي المستوى على الخارج.
وأشار شي جين بينغ إلى أنه لا بد لنا من التمسك بفكرة أن العلوم والتكنولوجيا هي أعظم القوى الإنتاجية، والكفاءات هي أهم الموارد، والابتكار هو أكبر القوى الدافعة، والتعمق في تنفيذ إستراتيجيات النهوض بالوطن من خلال العلوم والتعليم وتقويته بالاعتماد على الأكفاء والتنمية المدفوعة بالابتكار، والعمل على إيجاد مجالات ومسارات تنموية جديدة واستحداث زخم جديد ومزايا جديدة للنمو باطراد. ويجب علينا الالتزام بمنح الأسبقية للتعليم، والاعتماد على النفس وتقوية الذات في مجال العلوم والتكنولوجيا، وإبراز الدور القيادي للمواهب في حفز التنمية، وتكثيف الجهود لتعجيل إقامة دولة قوية في مجالات التعليم والعلوم والتكنولوجيا والمواهب.
وقال شي جين بينغ إنه لا بد لنا من السير بكل ثبات على طريق التنمية السياسية للاشتراكية ذات الخصائص الصينية، والتمسك بالوحدة العضوية بين قيادة الحزب وكون الشعب سيدا للدولة وحكم الدولة وفقا للقانون. ويحب علينا تعزيز الضمان المؤسسي لكون الشعب سيدا للدولة، وتطوير الديمقراطية التشاورية بشكل شامل، وتطوير الديمقراطية القاعدية بنشاط، لتوطيد وتطوير أوسع جبهة متحدة وطنية نطاقا.
وأشار شي جين بينغ إلى أنه لا بد لنا من إظهار دور حكم القانون بصورة أفضل في توطيد الأساس والحفاظ على استقرار التوقعات وإفادة المستقبل، بغية بناء دولة اشتراكية حديثة بشكل شامل على هُدى حكم القانون. ويجب علينا إكمال منظومة القوانين للاشتراكية ذات الخصائص الصينية باعتبار الدستور نواة لها، ودفع عجلة ممارسة الإدارة طبقا للقانون بخطوات راسخة، وضمان العدالة القضائية بصرامة، وتعجيل خطوات بناء المجتمع الخاضع لحكم القانون.
وذكر شي جين بينغ أنه لا بد لنا من بناء أيديولوجيا اشتراكية ذات قوة حشد وتوجيه جبارة، وتطبيق مفهوم القيم الجوهرية الاشتراكية على نطاق واسع، ورفع المستوى الحضاري لكل المجتمع، وتنشيط وتطوير المشاريع الثقافية والقطاع الثقافي، وتعزيز قدرة الحضارة الصينية على الانتشار والتأثير.
وأشار شي جين بينغ إلى أنه لا بد لنا من تحقيق المصالح الجوهرية للأغلبية الساحقة من أبناء الشعب وحمايتها وتنميتها بصورة جيدة، والتركيز على مسائل المصالح التي يوليها الشعب اهتماما أكثر وتهمه على نحو أكثر مباشرة وواقعية، والمثابرة على بذل قصارى جهودنا وفي حدود إمكانياتنا. ويجب علينا إكمال وتحسين نظام توزيع الدخل، وتنفيذ إستراتيجية منح الأسبقية للتوظيف، وإكمال منظومة الضمان الاجتماعي، ودفع بناء الصين الصحية.
وأكد شي جين بينغ على أنه من اللازم أن نرسخ ونطبق بثبات فكرة أن البيئة الطبيعية الجيدة هي الكنز الحقيقي، ونخطط التنمية انطلاقا من تحقيق التعايش المنسجم بين الإنسان والطبيعة. يجب علينا تعجيل التحول الأخضر لنمط التنمية، وتعميق دفع مكافحة التلوث البيئي ومسبباته، ورفع مستوى تنوع النظم الإيكولوجية واستقراره واستدامته، واتخاذ خطوات نشطة وسليمة نحو وصول انبعاثات الكربون إلى ذروتها وتحقيق الحياد الكربوني.
وأوضح شي جين بينغ أنه من اللازم أن نطبق بثبات مفهوم الأمن القومي بمعناه الشامل، ونجعل حماية الأمن القومي سائدة في جميع النواحي وكافة العمليات المتعلقة بأعمال الحزب والدولة. ويجب علينا إكمال منظومة الأمن القومي، وزيادة القدرة على حماية الأمن القومي، الارتقاء بمستوى حوكمة الأمن العام، وإكمال منظومة الحوكمة المجتمعية.
وقال شي جين بينغ إن إحراز هدف الكفاح لتقوية جيش التحرير الشعبي عند حلول الذكرى المئوية لتأسيسه في عام 2027، وتسريع بناء الجيش الشعبي ليصبح جيشا من الدرجة الأولى في العالم، من المتطلبات الإستراتيجية لبناء دولة اشتراكية حديثة على نحو شامل. ومن الضروري تعزيز التدريبات العسكرية والجاهزية القتالية بصورة شاملة، وتعزيز الإدارة العسكرية على نحو شامل وتوطيد المنظومة الإستراتيجية الوطنية المتكاملة ورفع كفاءتها.
أكد شي جين بينغ على أن مبدأ “دولة واحدة ونظامان” عمل مبتكر عظيم للاشتراكية ذات الخصائص الصينية، ويعتبر أفضل ترتيب مؤسسي للحفاظ على الازدهار والاستقرار الطويلي الأمد في هونغ كونغ وماكاو بعد عودتهما إلى أحضان الوطن الأم، فلا بد من التمسك به على المدى الطويل. ومن الضروري التمسك بإدارة شؤون هونغ كونغ وماكاو وفق القانون، وتنفيذ الولاية القضائية الشاملة للحكومة المركزية، وتطبيق مبادئ “الوطنيون يديرون شؤون هونغ كونغ” و”الوطنيون يديرون شؤون ماكاو”، ودعم اندماج هونغ كونغ وماكاو في المصلحة العامة لتنمية الدولة بشكل أفضل، لإظهار دورهما الأفضل في تحقيق النهضة العظيمة للأمة الصينية. ويلزم التمسك بالسعي إلى مستقبل إعادة التوحيد السلمي بأصدق نية وأقصى جهد، ومع ذلك يحتفظ بخيار اتخاذ جميع التدابير اللازمة في هذا الشأن. ولا بد أن يتحقق التوحيد التام للوطن الأم، وسيتحقق بكل تأكيد!
قال شي جين بينغ إن الوقت الحاضر يشهد تغيرات عالمية وعصرية وتاريخية لم يسبق لها مثيل. وتواصل الصين بثبات انتهاج سياسة خارجية سلمية مستقلة، والمثابرة على تطوير التعاون الودي مع جميع البلدان على أساس المبادئ الخمسة للتعايش السلمي، والالتزام بسياسة الدولة الأساسية المتمثلة في الانفتاح على العالم الخارجي، ويحرص الشعب الصيني على التعاون مع شعوب العالم لخلق مستقبل أجمل للبشرية.
وأشار شي جين بينغ إلى أنه لا بد لكل أعضاء الحزب من التذكر جيدا أن إدارة الحزب بانضباط صارم على نحو شامل والثورة الذاتية للحزب أمران لا غنى عنهما على الطريق دائما، ولا يجوز الشعور بالتواني في بذل الجهود أو الإعراض عن العمل مطلقا، ويتعين المثابرة بجهود دؤوبة على دفع إدارة الحزب بانضباط صارم على نحو شامل، والتعمق في دفع المشروع العظيم الجديد لبناء الحزب في العصر الجديد، وقيادة الثورة الاجتماعية بالثورة الذاتية للحزب.
وأكد شي جين بينغ على ضرورة التمسك بالقيادة الممركزة والموحدة للجنة المركزية للحزب وتعزيزها، والمثابرة الدؤوبة على توحيد الفكر وتشكيل الروح بأفكار الاشتراكية ذات الخصائص الصينية في العصر الجديد، وتحسين مجموعة النظم والقواعد للثورة الذاتية للحزب، وبناء صفوف الكوادر ذات الكفاءة العالية القادرة على الاضطلاع بالمهمة العظيمة لنهضة الأمة الصينية، وتعزيز الوظائف السياسية والتنظيمية لمنظمات الحزب، والتمسك بتعزيز تقويم السلوك وتشديد الانضباط بناء على المبدأ المتجسد في الصرامة والعزم على تحقيق الانتصار في المعركة الحاسمة والطويلة الأمد لمكافحة الفساد.
وأشار شي جين بينغ إلى أن الحزب قد أحرز منجزات عظيمة على مدى مائة سنة بكفاحه العظيم، وسيحرز بكل تأكيد منجزات عظيمة جديدة بكفاحه العظيم الجديد.
وخلال تقديم شي جين بينغ تقريره، استُقبل بموجات من التصفيق الحار.
ومن بين الحاضرين كضيوف في المؤتمر: الشخصيات من خارج الحزب ممن كانوا ولا يزالون نواباً لرئيس اللجنة الدائمة للمجلس الوطني لنواب الشعب الصيني ونواب رئيس المجلس الوطني للمؤتمر الاستشاري السياسي للشعب الصيني، ونواب رؤساء اللجان المركزية لمختلف الأحزاب الديمقراطية ونواب رئيس اتحاد الصناعة والتجارة لعموم الصين، وأعضاء اللجنة الدائمة للمجلس الوطني لنواب الشعب الصيني واللجنة الدائمة للمجلس الوطني للمؤتمر الاستشاري السياسي للشعب الصيني الموجودون في بكين من ممثلي الأحزاب الديمقراطية والأوساط اللاحزبية والأوساط الإثنية والدينية. كما حضر المؤتمر الرفاق المسؤولون المعنيون داخل الحزب.
كما قام حوالي 2500 صحفي صيني وأجنبي بتغطية الجلسة الافتتاحية.