مبعوث صيني يؤكد أهمية الأمن الفلسطيني الإسرائيلي المشترك
أكد مبعوث صيني يوم الجمعة على أهمية تحقيق الأمن الإسرائيلي الفلسطيني المشترك.
وقال قنغ شوانغ، نائب مندوب الصين الدائم لدى الأمم المتحدة، إن الوضع الحالي سلط، مرة أخرى، الضوء على أهمية تحقيق الأمن المشترك للفلسطينيين والإسرائيليين.
شهدت الفترة الأخيرة استمرار تقلب الوضع الأمني في الأراضي المحتلة. فقد أسفرت عمليات التفتيش والاعتقال التي نفذتها قوات الأمن الإسرائيلية في الضفة الغربية المحتلة عن وقوع عدد كبير من الضحايا الفلسطينيين. وفي الوقت نفسه، قُتل إسرائيليون في هجمات. وأدى تصاعد العنف إلى إثارة الخوف والكراهية، واشتداد حدة الصراع والاضطرابات، وقد يخرج الوضع عن السيطرة. وهذا التطور مقلق للغاية بالنسبة للصين، هكذا قال أمام مجلس الأمن.
وذكر قنغ أن “إسرائيل وفلسطين جارتان لبعضهما البعض وستظلان كذلك، إلى جانب أن أمنهما مترابط وغير قابل للتجزئة. وندعو الأطراف المعنية إلى ممارسة أقصى درجات ضبط النفس، والامتناع عن أي إجراء أحادي الجانب قد يؤدي إلى سوء التقدير أو تصعيد التوترات، وبذل كل جهد ممكن لتغيير الاتجاه السلبي على الأرض، وتهدئة الوضع في أقرب وقت ممكن”.
وتابع قائلا إنه على السلطة القائمة بالاحتلال أن تفي بجدية بالتزاماتها بموجب القانون الدولي بحماية المدنيين في الأراضي المحتلة. وينبغي على المجتمع الدولي أن يولي اهتماما متساويا للشواغل الأمنية لكل من الفلسطينيين والإسرائيليين ويشجع الجانبين على إيجاد القاسم المشترك الأكبر من خلال الحوار والتعاون لتحقيق الأمن المشترك.
وأشار قنغ إلى أن الوضع الحالي يسلط، مرة أخرى، الضوء على الحاجة إلى تنفيذ اجماع دولي.
وأضاف أن التوسع المستمر في الأنشطة الاستيطانية، الذي يتعدى على الأراضي الفلسطينية، ويصادر الموارد الفلسطينية، وينتهك حق الشعب الفلسطيني في تقرير المصير، يجعل إقامة دولة فلسطينية متصلة جغرافيا ومستقلة وذات سيادة أمرا بعيد المنال. وتدعو الصين إسرائيل إلى وقف جميع الأنشطة الاستيطانية وتهيئة الظروف لتنمية المجتمعات الفلسطينية في الضفة الغربية، على النحو الذي دعا إليه قرار مجلس الأمن رقم 2334.
وذكر أن الوضع الحالي سلط، مرة أخرى، الضوء على الحاجة الملحة لدفع حل الدولتين قدما.
وقال إن القضية الفلسطينية تراوح مكانها دون حل منذ أكثر من 70 عاما. وإن اندلاع المواجهات العنيفة، وتدهور الحالة الإنسانية، وانتشار اليأس هي تذكير دائم بأن الوضع الراهن في الأراضي الفلسطينية المحتلة غير قابل للاستمرار. ولا يمكن للمجتمع الدولي أن يستعيض عن الحل الشامل والعادل بإدارة مجزأة للأزمات، كما أنه لا يستطيع أن يعوض عما فات على الصعيدين السياسي والأمني بإجراءات اقتصادية وإنسانية محدودة.
ولفت إلى أنه ينبغي على المجتمع الدولي تسهيل استئناف محادثات السلام بين الجانبين في أقرب وقت ممكن، وتوجيه عملية السلام في الشرق الأوسط إلى مسارها الصحيح، والسعي إلى إيجاد تسوية طويلة الأجل على أساس حل الدولتين. وفي هذا الصدد، من واجب مجلس الأمن أن يتخذ إجراءات نشطة وفعالة لدعم الشعب الفلسطيني في استعادة حقوقه غير القابلة للتصرف وممارستها، وأن يرقى إلى مستوى تطلعات أجيال من الفلسطينيين إلى الإنصاف والعدالة.
وقال إن المصالحة الفلسطينية الداخلية بالغة الأهمية لقضية إقامة دولة فلسطينية مستقلة. وإن الصين ترحب باتفاق المصالحة الداخلية الذي توصلت إليه الفصائل السياسية الفلسطينية في الجزائر العاصمة هذا الشهر، وتشيد بالدور الإيجابي الذي تضطلع به الجزائر. وترى الصين أن الاتفاق سيصب في صالح تعزيز الوحدة الفلسطينية الداخلية ودفع محادثات السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين.
وأكد قنغ مجددا دعم الصين لإقامة دولة فلسطين مستقلة ذات سيادة كاملة على أساس حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية والتعايش السلمي بين فلسطين وإسرائيل، والتنمية المشتركة للشعبين العربي واليهودي. وقال إن الصين ستواصل العمل مع المجتمع الدولي لبذل جهود حثيثة من أجل التوصل إلى حل شامل وعادل للقضية الفلسطينية.