عالم إجتماع بريطاني: رؤية شي حول مستقبل مشترك للبشرية تعد إنجازاً نظرياً “متميزاً”
وكالة أنباء شينخوا-
مقابلة:
إن رؤية الرئيس الصيني شي جين بينغ المتمثلة في بناء مجتمع ذي مستقبل مشترك للبشرية تعد إنجازا نظريا “متميزا” يكتسي أهمية عالمية، هكذا ذكر عالم اجتماع بريطاني شهير.
وقال مارتن ألبرو، زميل الأكاديمية البريطانية للعلوم الاجتماعية، لوكالة أنباء ((شينخوا))، “عندما تتحدث عن مستقبل مشترك للبشرية، فإنك تتحدث عن الأشياء التي يمكننا القيام بها معا في المستقبل، وليس عن مستقبل نكون فيه جميعا على شاكلة واحدة”.
قام ألبرو بزيارات متعددة إلى الصين منذ ثمانينيات القرن العشرين وتابع تنمية الصين عن كثب.
إنه رائد في دراسة العولمة في الغرب، وركز بحوثه في السنوات الأخيرة على التنمية والنظم والحوكمة في الصين.
وصرح ألبرو لـ((شينخوا)) بأن أول مرة اطلع فيها على فكرة مجتمع ذي مستقبل مشترك للبشرية كانت في كتاب ((شي جين بينغ: حوكمة الصين))، وأكثر ما أثار إعجابه هو “الاستكشاف المنطقي والنظري للمفاهيم” من جانب شي.
وتابع قائلا “بالنسبة للمستقبل، يجب أن يكون لديك أفكار تتطور طوال الوقت”، مضيفا “وهذا ما يفعله شي جين بينغ. إنه من هذا المنظور، رائع للغاية”.
هكذا بدأ ألبرو سنوات من إجراء البحوث حول هذه الفكرة، مع قيامه بنشر كتابين في السنوات الأخيرة، بعنوان ((دور الصين في مستقبل مشترك للبشرية: نحو نظرية للقيادة العالمية)) في عام 2018 و((الصين والمستقبل المشترك للبشرية: استكشاف القيم والأهداف المشتركة)) مؤخرا.
عند إطلاق كتابه الجديد في أبريل/ نيسان، ذكر ألبرو إن فكرة بناء مجتمع ذي مستقبل مشترك للبشرية هي تحديث للفكرة الصينية القديمة عن الانسجام، دون تشابه، بين ثقافات، البشرية جمعاء.
في كتابه الجديد، كتب الباحث البريطاني يقول إن جائحة كوفيد-19 كشفت بوضوح تام أنه من الضرورة بمكان أن يعمل البشر معا للتصدي للتحديات العالمية وبناء مجتمع ذي مستقبل مشترك للبشرية، وأنه من الضرورة بمكان أيضا أن يدرك الجميع في العالم أن للبشرية مصيرا ومستقبلا مشتركين، ومن ثم عليهم الاعتناء ببعضهم البعض وتنظيم استجابة جماعية للتحديات العالمية.
وأشار إلى أن الصين تقدم في الوقت الحاضر للعالم قيم يمكنها تعبئة الدول الأخرى لمواجهة التهديدات العالمية.
وقال ألبرو في كتابه إن الصين الآن، من خلال مبادرة الحزام والطريق، تنقل لأول مرة في تاريخها تجربتها الوطنية الفريدة إلى عالم أوسع بكثير من حدودها التقليدية.
وأضاف أن الاختلاف الرئيسي بين هذا المقترح ونماذج الحوكمة المستوحاة من الغرب هو أنه يتطلع إلى تحقيق أهداف مشتركة وليس فرض قواعد، ويقترب من الثقافات الأخرى بروح إيجاد أهداف مشتركة ومشاريع مشتركة.
ولفت ألبرو إلى أن “المستقبل العالمي للبشرية … هو قضية تستحوذ على اهتمام الناس في كل مكان في العالم. وهناك الكثير من الأشياء التي يجب القيام بها. لذلك يمكن للصين أن تأخذ زمام المبادرة في هذا الصدد”.
وأكد مجددا على تصريحات أدلى بها خلال مقابلة سابقة مع ((شينخوا)) وقال فيها إن “(مبادرة) الحزام والطريق تقدم للعالم مثالين مهمين على كيفية بناء مجتمع ذي مستقبل مشترك. أولا، إنها تُبين أن التكنولوجيات تعبر الحدود. فهي (التكنولوجيات) نتاج براعة الإنسان وجهوده ويمكن أن تُفيد جميع المهتمين بالاستفادة منها. ثانيا، إنها عكس العزلة تماما. فالصين والدول الأخرى المنضمة إلى اتفاقيات الحزام والطريق تستخدم حقوقها السيادية وسلطتها للعمل من أجل تحقيق الأهداف التي يمكن للجميع تقاسمها والمساعدة في التصدي للتحديات العالمية التي تواجهنا جميعا”.
وذكر الخبير أن “الصين لديها هذا النسيج من الأفكار الذي يجعلها مترابطة بشكل وثيق … كما إنه (نسيج الأفكار) مرتبط ارتباطا وثيقا بماضيها وثقافتها”، مضيفا أن “الصين لديها نظام حكم تقوده نظريات. وهذه هي واحدة من أعظم مزاياها الاستثنائية”.
وأشار ألبرو إلى أن المستقبل العالمي “قضية تستحوذ على اهتمام الناس في كل مكان في العالم، وليس فقط شعب هذا البلد أو ذاك”.
وقال إن معالجة قضايا عالمية كبيرة مثل تغير المناخ، والأمن النووي، وإزالة الغابات تحتاج إلى “التركيز على الأنشطة الجماعية التي تتجاوز الحدود الوطنية”.