صناعة الطاقة النظيفة تفيد قرويين في شمالي الصين

وكالة أنباء شينخوا-

مقالة خاصة:
عندما يقترب الليل، تبدأ قرية هادئة بمنطقة منغوليا الداخلية في شمالي الصين، في إضاءة مصابيح تعمل بالطاقة الشمسية على جوانب الشوارع فتسطع المساكن المصطفة، حيث ينشغل القرويون بإعداد عشاءهم باستخدام الخضروات الطازجة المحصودة من حقولهم.

يعد ذلك مشهدا يوميا في قرية هوانغيانغتشنغ بمدينة وولانتشاب، بفضل مشروع محطة كهروضوئية أنشأته الحكومة المحلية.

ووفرت الشركة التي بادرت بتنفيذ مشروع للطاقة الجديدة بالقرب من القرية في عام 2015، 144 مسكنا جديدا للقرويين المحليين مجانًا.

وكان لي تشان بياو أحد القرويين الذين استفادوا من ذلك، ويقول إن المنازل المجانية مكنت السكان المحليين من السعي وراء حياة أفضل بكثير.

قال لي “كنا نعيش في منزل مبني بطوب لبن على مساحة 30 مترا مربعا قبل انتقالنا إلى المسكن الجديد في عام 2016، ومن ثم بدأنا نعيش حياة جديدة تماما في المسكن المفروش جيدا، ولم نكن بحاجة لشراء مزيد من الأثاث”.

وتتفوق صناعة الطاقة النظيفة في منغوليا الداخلية بسبب مزاياها الطبيعية، حيث تتمتع وولانتشاب التي تقع في وسط المنطقة بموارد غنية لطاقة الرياح والطاقة الشمسية. وفي السنوات الأخيرة، أصبحت صناعة الطاقة الجديدة المزدهرة محركا جديدا للاقتصاد المحلي.

ويوجد شخص يضطلع بأداء دور نشيط في هذه الطفرة المحلية هو “ليو بنغ هوي” الذي يدير مزرعة دابانليانغ لطاقة الرياح. وكان ليو، وهو أتى من مقاطعة هونان بوسط الصين، يعمل لمدة سنة في مدينة وولانتشاب بالراية المتوسطة لجناح تشهار الأيمن.

بالنسبة إلى ليو، يعتقد أن أكثر شيء مثير لتذكيره في وولانتشاب هو الرياح الشديدة التي تتمتع بها المدينة.

قال ليو “يمزح المحليون دائما بقولهم أن الرياح في وولانتشاب لا تهب إلا مرة واحدة فقط كل سنة، غير أنها تستمر من الربيع حتى الشتاء”.

لقد أصبحت هذه الرياح العنيفة مصدرا للربح لمزرعة الرياح.

قال ليو “منذ يونيو 2018، ولّدت مزرعة دابانليانغ لطاقة الرياح ما مجموعه 540 مليون كيلووات-ساعة من الكهرباء، وهو حجم كافٍ لتلبية طلب 250 ألف شخص من الطاقة لمدة ما يقرب من أربع سنوات، إذا كان كل منهم يستهلك 600 كيلووات-ساعة من الكهرباء سنويا”.

ومن ناحية أخرى، ذكر منغ تسه تشيونغ، نائب مدير لجنة التنمية والإصلاح في المدينة أن المدينة قد نفذت 96 مشروعا لطاقة الرياح حتى الآن، و58 مشروعا للطاقة الكهروشمسية، ليصل إجمالي قدرتها الكلية من الطاقة الجديدة إلى أكثر من 7.65 مليون كيلووات.

كما اجتذبت الصناعة الوليدة عديدا من الشركات المنتجة للمعدات ذات الصلة بالمدينة. وقد تطورت السلسلة الصناعية المحلية لتوليد طاقة الرياح في المدينة بسرعة.

وعبر تشانغ وي، نائب المدير العام لشركة ولانتشاب المحدودة للرياح، وهي شركة مصنعة لتوربينات الرياح التي أطلقت عملياتها في المدينة في مايو المنصرم، عبر عن تفاؤله بشأن المستقبل، سواء في المدينة أو خارجها، مشيراً إلى أن الصين تقترب الآن من أعلى مستوى عالميا لبحث وتطوير توربينات الرياح.

قال تشانغ “كانت قدرة توربين الرياح الواحد 750 كيلووات فقط في الماضي، لكن الآن تجاوزت سعة توربينات الرياح المصنوعة في مصنعنا 6000 كيلووات”.

وأضاف أن من المرجح أن تخلق شركته أكثر من 500 فرصة عمل في المدينة، بشكل مباشر وغير مباشر، مما يعزز فوائد الطاقة النظيفة إلى السكان المحليين.