مبعوث صيني يدعو إلى بذل جهود لتنشيط الاتفاق النووي الإيراني
دعا مبعوث صيني إلى بذل جهود لإحياء الاتفاق النووي الإيراني لعام 2015 بين إيران والقوى الست، وهي بريطانيا والصين وفرنسا وألمانيا وروسيا والولايات المتحدة.
قال قنغ شوانغ، نائب المندوب الصيني الدائم لدى الأمم المتحدة، يوم الاثنين، إن الاتفاق النووي الإيراني، الذي تم إقراره بقرار من مجلس الأمن، يعد إنجازا مهما للدبلوماسية متعددة الأطراف، ومثالا كلاسيكيا لحل النزاعات من خلال الحوار والمشاورات، وركيزة للنظام الدولي لمنع انتشار الأسلحة النووية والسلام والاستقرار في الشرق الأوسط.
وقال لمجلس الأمن إنه أدى انسحاب الإدارة الأمريكية السابقة بشكل أحادي من الاتفاق، والضغوط القصوى التي مارستها واشنطن على إيران، إلى اندلاع الأزمة النووية الإيرانية. وبعد قرار الإدارة الأمريكية الحالية العودة إلى الاتفاق، أجرت الأطراف جولات متعددة من المفاوضات أُحرز خلالها تقدم إيجابي. ومن المؤسف أن المفاوضات توقفت مرة أخرى منذ أغسطس/ آب، ما جعل مستقبل القضية النووية الإيرانية محوطا بالشكوك.
وقال قنغ “في الوقت الراهن الذي يعد فيه الوضع الأمني العالمي معقدا وخطيرا، ويواجه النظام الدولي تحديات لعدم الانتشار النووي، وأصبحت العوامل الجيوسياسية بارزة بشكل متزايد، تدعو الصين جميع الأطراف المعنية إلى إظهار إحساس أكبر بالإلحاح، وتحمل مسؤولياتها، وتكثيف الحوار والمشاركة، والسعي الجاد للتوصل إلى اتفاق في أقرب وقت ممكن بشأن القضايا العالقة بهدف استعادة سلامة الاتفاق الشامل وتنفيذه الفعال”.
وشدد على أهمية التسوية السياسية.
وقال إنه لطالما ظل الحوار والتفاوض النهج الصحيح الوحيد لحل القضية النووية الإيرانية. ويتعين على الأطراف المعنية أن تعتز بالنتائج التي تحققت بجهود بالغة للمفاوضات على مدى العامين الماضيين، وإبداء الحكمة الدبلوماسية والتصميم السياسي، وإزالة العقبات على الطريق.
وقال إن الصين ترحب بموقف إيران المرن الحديث بشأن القضايا المعلقة، وتأمل في أن تغتنم الولايات المتحدة والأطراف المعنية الأخرى الفرصة وتلتقي بإيران في منتصف الطريق، من أجل دفع المفاوضات قدما.
وأضاف أنه بصفتها الطرف الذي تسبب في الأزمة النووية الإيرانية، يجب أن تكون الولايات المتحدة على دراية بمسؤولياتها وأن تأخذ زمام المبادرة في اتخاذ خطوات ملموسة. وتدعو الصين الولايات المتحدة إلى الوفاء بالتزامها بالاتفاق، ورفع جميع العقوبات أحادية الجانب، ووقف الولاية القضائية طويلة المدى ضد إيران والأطراف الثالثة، والتوقف عن التهديد باستخدام القوة ضد إيران.
وشدد على أنه يجب على الأطراف المعنية في الاتفاق النووي الإيراني أن تفي بمسؤولياتها في مجال عدم الانتشار النووي، وتجنب أي تعاون نووي يتعارض مع مبادئ وأغراض معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية ويؤدي إلى انتشار المواد النووية الصالحة لصنع الأسلحة، حتى تكون بمثابة مثال إرشادي للمفاوضات بشأن استئناف الالتزام بالاتفاق.
ودعا قنغ إلى بذل جهود لخلق مناخ موات للمفاوضات.
وأكد أن الحقائق أثبتت مرارا وتكرارا أن الضغط على إيران ليس مجديا. ويجب على جميع الأطراف مراعاة المصالح طويلة الأجل والصورة العامة، وتجنب أي إجراء قد يؤدي إلى تصعيد الموقف وتعطيل عملية التفاوض. وتأمل الصين أن تفسر الأطراف المعنية قرارات ووثائق مجلس الأمن بدقة، وأن تتعامل بحكمة مع قضايا مثل إطلاق إيران مركبات فضائية وما يسمى بنقل الطائرات المسيرة، وأن تتفادى التأثير على المفاوضات بشأن استئناف الالتزام بالاتفاق. وحذر من أن ربط الملف النووي الإيراني بالوضع الداخلي في إيران لن يؤدي إلا إلى طريق مسدود في المفاوضات، بل وحتى إهدار مكاسب الجهود الدبلوماسية.
وأشار إلى أن الصين تشجع الأطراف المعنية على تبني رؤية الأمن المشترك وبناء منصة للحوار متعدد الأطراف في منطقة الخليج، لتخفيف حدة النزاعات وبناء الثقة المتبادلة وبناء الأمن بشكل مشترك من خلال الحوار. وأشار إلى أنه يتعين على الدول خارج المنطقة أن تلعب دورا بناء في تخفيف حدة الموقف، بدلا من إثارة العداء أو تأجيج المواجهة.
وقال قنغ إن الصين باعتبارها عضوا دائما في مجلس الأمن وطرفا في الاتفاق النووي الإيراني، التزمت دائما بالحفاظ على صلاحية الاتفاق وسلطة قرارات مجلس الأمن، وبتعزيز الحل السياسي والدبلوماسي للقضية النووية الإيرانية. وستواصل الصين اتخاذ موقف موضوعي وحيادي ولعب دور بناء في إعادة الاتفاق إلى مساره الصحيح، ودفع التسوية السياسية والدبلوماسية للقضية النووية الإيرانية، والتمسك بالنظام الدولي لعدم الانتشار النووي، والحفاظ على السلام والاستقرار في الشرق الأوسط.