“الابتكار” و”الحفاظ على البيئة” من منظور المعلم الإيراني الذي يعيش في الصين
من طالب إلى معلم، ومن متفرج إلى مشارك، قال ناصر، الأستاذ المساعد الإيراني في المختبر الرئيسي للوقاية من كوارث المناجم ومكافحتها في جامعة شاندونغ للعلوم والتكنولوجيا، إن رحلته التي استمرت ثماني سنوات في الصين جعلته يشعر بالتغيرات الهائلة في الابتكار الصيني والتنمية الخضراء.
ويتخصص ناصر في الميكانيكا الجيولوجية وهندسة الصخور بشكل رئيسي. في عام 2014، جاء ناصر إلى تشينغداو لأول مرة للدراسة للحصول على درجة الدكتوراه في جامعة الصين للبترول (شرقي الصين). وفي عام 2018، بدء العمل في جامعة شاندونغ للعلوم والتكنولوجيا كمعلم من خلال “برنامج الشباب الأجنبي المتميز” التابع لوزارة العلوم والتكنولوجيا. لقد درس ناصر وعاش في تشينغداو بمقاطعة شاندونغ لمدة 8 سنوات. تحول خلالها من طالب إلى معلم وشهد أيضًا القوة الهائلة للابتكار في الصين.
وقال ناصر: “خلال حياتي في الصين، تغير اهتمام الصين وممارستها للتنمية المبتكرة بشكل كبير. كان يُنظَر إلى الصين في السابق كمصنع للعالم، وأنها تطور اقتصادها من خلال الإنتاج كثيف العمالة، ولكن الآن تواصل تقدمها على طريق التنمية المبتكرة”.
وأضاف ناصر أنه في حياته اليومية وعمله، يمكنه أن يتمتع بإنجازات الصين في الابتكار والتنمية. ففي السنوات الأخيرة، تم تحسين البنية التحتية لجامعة شاندونغ للعلوم والتكنولوجيا، وتحديث المختبرات والأجهزة باستمرار، وتحسين سياسات الدعم لبراءات الاختراع العلمية المختلفة بشكل أفضل، وقد زاد عدد الباحثين بشكل واضح، مما يعكس دعم الصين القوي للبحث العلمي والابتكار.
وفي السنوات الأخيرة، لمس ناصر التنمية الحقيقية بفضل التطور السريع للابتكار في الصين في مجالات علوم الكمبيوتر وتطوير واستخدام الطاقة الجديدة وصناعة الإنترنت.
وقال ناصر إن الصين تتبوأ مكانة الريادة في تقنية جمع وتخزين الطاقة الشمسية، وتصنيع السيارات الكهربائية، وتعلم الآلة، وغيرها من الصناعات.
وبالإضافة إلى ابتكارات الصين الجديدة، أثارت تنمية الصين الخضراء إعجاب ناصر.
وقال ناصر إن الصين طورت الدرّاجات التشاركية والسيارات الكهربائية منذ وقت طويل ويمكن رؤيتها في كل مكان. وتخصصي الذي أدرسه يسمى “التعدين الأخضر”، وينعكس مفهوم التنمية الخضراء في الصين في جميع الجوانب بما في ذلك تحول نموذج التنمية الاقتصادية والبنية التحتية العامة الصديقة للبيئة وأنواع مختلفة من نمط الحياة الخضراء… إن تطبيق تكنولوجيا الإنترنت، مثل الدفع والمواصلات من خلال رمز الاستجابة السريعة، يجعل حياة الناس أكثر سهولة مع تقليل استخدام الفواتير الورقية. بالإضافة إلى ذلك، فإن مبادرات الحياة الخضراء مثل إعادة تدوير الثياب البالية، والحملات ضد الإسراف في الأكل والشرب، ونظام تصنيف المخلفات، جعلت “الصين الخضراء” علامة مشرقة تتألق في جميع أنحاء البلاد.
بالإضافة إلى عمله بالتدريس، يساهم ناصر في دفع التبادلات التعليمية والتكنولوجية والثقافية والمواهب بين الصين وإيران. خلال قمة تشينغداو لمنظمة شنغهاي للتعاون في عام 2018، ساعد ناصر السفارة الإيرانية في الصين في تقديم الخصائص الاقتصادية والثقافية لمقاطعة شاندونغ ومدينة تشينغداو إلى الموظفين الحكوميين الإيرانيين، بالإضافة إلى تقديم شاندونغ للأصدقاء الأجانب من خلال منصات التبادل الدولية. وبفضل جهوده، انضم 15 خبيرًا دوليًا إلى مشاريع التعاون العلمي والتكنولوجي في مقاطعة شاندونغ، وتقدم أكثر من 80 طالبًا دوليًا للدراسة في جامعة شاندونغ للعلوم والتكنولوجيا. ويعمل حاليًا على تعزيز التعاون بين مؤسسات البحث العلمي والشركات وجامعات البلدين لاستخراج الموارد الجيولوجية.
وفاز ناصر بلقب “سفير الصداقة الشعبية لمقاطعة شاندونغ” في عام 2021 تقديرا لمساهماته في التبادلات الدولية والتعاون بين مقاطعة شاندونغ وإيران.